سوهاج أحمد عبدالعال

في قرية شطورة التابعة لمركز طهطا بمحافظة سوهاج، وعلى ضفاف إحدى الترع، يقف منزل بسيط مكون من جدران من البلوك الأبيض وسقف من الجريد، يخلو من أبسط مقومات المعيشة، لكنه يضم بين جدرانه قصة مأساة إنسانية لطفلة لم تتجاوز الرابعة من عمرها، تدعى "ريتاج" التي أصبحت غير قادرها الحركة بعدما أقعدها مرض نادر عن الحركة تماما.

ريتاج ولدت بمرض ضمور العضلات الشوكي، وهو أحد الأمراض الوراثية النادرة التي تصيب الخلايا العصبية المسؤولة عن حركة العضلات، فتفقد الطفلة القدرة على المشي أو حتى تحريك قدميها مثل بقية الأطفال. ورغم صغر سنها، إلا أن معاناتها تفوق سنواتها القليلة.

تحكي والدتها بصوت يملؤه الحزن «لفيت على دكاترة كتير، وكلهم قالوا إنها عندها نقص كالسيوم، لكن التحاليل الأخيرة  التي قمت بعملها بالتأمين الصحى في سوهاج كانت صدمة، لما عرفنا إنها مصابة بضمور عضلات شوكي.. من يومها وأنا مش بنام، بنتي بتتألم كل لحظة وبتبكي كل يوم لما تشوف إخواتها خارجين المدرسة، بتحاول تقوم وبتقع، وبتصرخ لما تسمع صوت الأطفال بيلعبوا في الشارع.. بتسألني ليه أنا مش زيهم ومش بعرف أرد.

أما والدها، العامل البسيط الذي يعمل بالأجرة اليومية، فيقول «أنا بشتغل باليومية بـ250 جنيها، يوم في و يوم.. وعندنا معاش تكافل وكرامة، لكن كله بيروح على العلاج. ريتاج محتاجة علاج شهري بـ300 جنيه، وعلاج طبيعي بـ1200 جنيه، دا غير الحقنة اللي قالوا عليها الأطباء بـ40 مليون جنيه، أو علاج دوائي شهري بـ65 ألف جنيه.. وأنا حتى مش قادر أوفر جزء بسيط منهم أنا كل اللي نفسي فيه أشوف بنتي واقفة على رجلها زي باقي الأطفالنفسي أشوفها بتضحك مش بتصرخ من الوجع.

أسرة ريتاج استدانت من كل مكان في سبيل علاجها، لكن الظروف قاسية، والمرض لا ينتظر لذلك، توجه والدها بنداء إنساني إلى وزير الصحة ومحافظ سوهاج، لتبني حالة الطفلة وتوفير العلاج اللازم لها ضمن مبادرات الدولة لعلاج الأمراض النادرة، حتى تعود البسمة إلى وجهها الصغير الذي أرهقته المعاناة.

ريتاج اليوم لا تنتظر الكثير، فقط فرصة للحياة.. لتتحرر من قيود المرض وتعيش طفولتها التي سرقها الألم قبل الأوان.

ريتاج على الأرض

الطفلة ونظرة حزينة

الطفلة ترتدى جعاز طبى

الطفلة ريتاج مع والدها ووالدتها

والدتها تحى حالتها

ريتاج مع والدها أمام منزلهما البسيط