بورسعيد - محمد عزام

في كل بقعة من المدينة الباسلة بورسعيد تتجسد روح الوطنية والتضحية من أجل الحفاظ علي الأرض وحمايتها، ولنا في تاريخ العيد القومي للمحافظة والذي يوافق يوم 23 ديسمبر من كل عام، أسوةٌ حسنةٌ للدفاع عن الوطن وجلاء العدوان الثلاثي عام 1956، ولم يتوقف النضال عند هذا الحد ولكنه منذ 1967 تشكلت مجموعات دفاع شعبي تحت إشراف القوات المسلحة .

ولموقع بورسعيد الإستراتيجي من العدو الإسرائيلي في عام النصر بأكتوبر 1973، أن المحافظة بها أسلحة ومدافع تستطيع ضرب تل أبيب، ووقتها وبعد عبور القناة لقواتنا المسلحة المصرية، تم شن غارات عديدة على أحياء المحافظة خاصة حي العرب.

وفي إحدى الغارات التي لم يرحم فيها العدو المواطنين العزل الأبرياء الذين ظلوا في منازلهم ورفضوا التهجير، وشن هجوماً جوياً بالطائرات علي حي العرب فاستشهد حينها العشرات من أبناء المدينة الباسلة.

وفي مشهد يجسد معاني الوحدة الوطنية، و بالمرور من باب رقم "١" في المقابر القديمة الخاصة بالمسلمين من شارع  23 يوليو بحي الزهور، نجد مقبرة كبيرة وبها لافتات على الذين تم دفنهم بها، وبينهم لافته لمسيحي يدعي الشهيد الوالد فهدي فهمي جودة.

وفي هذا السياق، قال المؤرخ البورسعيدي محمد بيوض، إن معركة بورسعيد يوم 21 أكتوبر 1973 ستظل واحدة من الصفحات المضيئة في تاريخ المدينة الباسلة، حيث جسدت أسمى صور الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين.

وأوضح بيوض أن الطيران خلال تلك المعركة لم يفرّق بين مسلم أو مسيحي، فقد سقط الشهداء جميعًا دفاعًا عن الوطن، مشيرًا إلى أنه تم تجميع جثامين الشهداء ودفنهم سويًا في المقابر القديمة بباب رقم (1)، حيث يرقد الشهيد الوالد فهدي فهمي جودة – وهو مسيحي – إلى جوار أحمد ومحمد ومحمود في مقبرة واحدة.

وأكد المؤرخ أن هذا الموقف الإنساني والوطني يعكس حقيقة أن الحرب لم تعرف تمييزًا، فالجميع كانوا يقاتلون من أجل مصر، والجميع دُفنوا في مكان واحد تحت راية الوطن.

واختتم بيوض حديثه قائلًا: "ستظل الوحدة الوطنية بين أبناء مصر هي الحصن الحقيقي لهذا الوطن...دي مصر، وعشان كده أي حد بيحاول يفرقنا مش هيعرف".

المقبرة-الجماعية

المؤرخ-محمد-بيوض

المؤرخ-محمد-بيوض

فهدي-فهمي

لافتات-للشهداء

مقبرة-فهدي