بورسعيد – محمد عزام

في مشهدٍ يختلط فيه الوجع بالعدالة، وقفت والدة الشاب عادل أشرف قشطة في المكان الذي سُفك فيه دم ابنها بشارع طرح البحر بحي المناخ، حاملةً بين يديها ملابسه وصورته، ترتدي الأبيض لا فرحًا، بل وداعًا متجددًا.

كانت دموعها تسبق كلماتها وهي تهمس: "قلبي بيتقطع على ابني.. كأنه واقف قدامي وهو بيتطعن، وقع هنا ونزف يا حبيبي لحد ما روحه طلعت".

قضت محكمة جنايات بورسعيد، بمعاقبة المتهم م. أ. بالسجن المشدد لمدة عشر سنوات، بعد إدانته بقتل الشاب عادل قشطة عمدًا باستخدام سلاح أبيض في واقعة شهدها شارع طرح البحر، وخلّفت حزنًا عميقًا بين أبناء المدينة الباسلة.

وجاء الحكم بعد سلسلة من الجلسات التي استمعت خلالها هيئة المحكمة لأقوال الشهود وتقارير الطب الشرعي وتحقيقات النيابة، والتي أثبتت أن الجريمة نُفذت عمدًا .

تعود تفاصيل الواقعة إلى يوم خرج فيه الشاب عادل قشطة، الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره، لشراء هدية لخطيبته، استعدادًا لزيارتها في المساء.

لكن الأقدار كانت تخبئ له نهاية مأساوية، إذ فوجئ بالمتهم يعترض طريقه، ويحمل في يده خنجرًا لامعًا سرعان ما اخترق جسده في طعنة نافذة بالبطن، مزقت أحشاءه الداخلية وتسببت في نزيف حاد، وذلك علي خلافات بينهما.

سقط "عادل" على الأرض غارقًا في دمائه، بينما تجمهر المارة في مشهد صادم لا ينسى. حاول المسعفون إنقاذه ونُقل إلى المستشفى في حالة حرجة، لكنه فارق الحياة بعد دقائق، تاركًا خلفه دموع أم وأسرته.

أظهرت تحقيقات النيابة العامة أن المتهم ارتكب الجريمة عمدًا مستخدمًا سلاحًا أبيض دون مبرر، قبل أن يتمكن رجال مباحث بورسعيد من ضبطه خلال ساعات من ارتكاب الواقعة.

وأُحيل إلى محكمة الجنايات التي باشرت محاكمته، واطلعت على الأدلة الفنية وشهادات شهود العيان التي تطابقت جميعها في تفاصيل الواقعة، لتؤكد أن الجريمة كانت مقصودة ومدبرة.

جاء الحكم ليُعيد شيئًا من السكينة إلى قلب الأم التي لم تنم منذ رحيل ابنها، ولينهي فصلًا من أكثر القضايا التي أثارت تعاطف وغضب الشارع البورسعيدي خلال العام الجاري.

المحافظة التي ودّعت "عادل" بالدموع، تابعت جلسات القضية لحظة بلحظة، وتنفست الصعداء بعد أن نطقت المحكمة بحكمها: "السجن المشدد عشر سنوات" على القاتل.