بروح الشباب وعزيمة لا تنقطع ورغم تجاوزه عمر 75 عاما، ما زال يعمل في صناعة الشال اليدوى على النول داخل منزل صغير بقرية الخطارة جنوب محافظة قنا، هذه الحرفة التي ضربت بجذورها في عمق الصعيد ولا سيما في قنا، جعلته واحدًا من الصناع الذين أحبوها وأحبته حتى قضى ما يقرب من 75 عامًا أمام النول ينسج بخيوط الصبر والأمل حكاية عطاء مستمر. انحناءة ظهره وتعبيرات وجهه شاهدة على عمر أفناه في تلك الصنعة، متنقلًا بين عامل حينا وبائع حينا آخر، لينفق على نفسه وأسرته من مهنة أطلق عليها «مهنة الستر»، فصار شاهدا حيا على تاريخ صناعة الشال التراثي هنا في قنا، وبيديه الخبيرة تتحول الخيوط إلى قطع تحمل بين تفاصيلها دفء الحرفة التي صمدت لسنوات عديدة وتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل. صناعة الشال اليدوي قال العم عزت عبد الباسط، إنه تعلم صناعة الشال اليدوي من الآباء والأجداد وهو في عمر صغير، وفي ذلك التوقيت كان يعمل عدد كبير من الصناع في هذه الحرفة التي تعرف باسم «الفركة»، وهي صنعة قديمة متوارثة عرفت منذ عهد الفراعنة، وتناقلها الأجيال حتى وصلت إلى الصناع الحاليين، وكان عمره حين تعلمها لا يتجاوز بضع سنوات، واستمر في هذه الصنعة اليدوية حتى يومنا هذا. وأوضح العم عزت، أن صناعة الشال تعتمد على النول اليدوي، وكان في ذلك الوقت نوعان من النول، النول الفرعوني الذي يكون بمستوى منخفض، والنول الحديث الذي يكون مرتفعًا عن الأرض، وفي ذلك التوقيت عمل كثيرون على النول الحديث، لكنه يؤدي نفس الغرض ويتم تركيب النول بواسطة شخص متخصص، ثم تجهز الخيوط المستخدمة في الصناعة، فيما كانت قديما تستخدم خيوط الحرير، أما في الوقت الحالي فتستخدم خيوط الفِبْران. وتابع العم عزت، أن رواج هذه الصنعة يكون في الأماكن السياحية، حيث توزع منتجاتها على التجار، ويمكن إنتاج عدة قطع بمقاسات مختلفة في اليوم الواحد بحسب طلب التاجر، ومن مميزات هذه الخامات أنها تناسب فصول الصيف والشتاء، ففي الصيف ينتج الصانع خامات خفيفة، وفي الشتاء خامات ثقيلة، أما عن التصدير ففي الماضي كانت تصدر إلى السودان وأماكن أخرى خارج مصر.\ ضبط الخيوط في النول أقدم صانع فركة بقنا _إعداد بكرة النول