سوهاج أحمد عبدالعال

يعد الشيخ محمد صديق المنشاوي واحدا من أعظم الأصوات القرآنية في تاريخ دولة التلاوة، وهو أحد أبرز رموز محافظة سوهاج الذين تركوا بصمة لا تمحى في وجدان العالم الإسلامي.

ولد الشيخ في 20 يناير 1920م بمدينة المنشاة، في أسرة عريقة بعلوم القرآن الكريم فوالده وجده من كبار القراء، ما جعل حفظ القرآن وتعلم قراءاته جزءا أصيلا من نشأته الأولى.

تعلم الشيخ القرآن في كتاب القرية، وأتم حفظه في سن صغيرة، ثم انتقل إلى القاهرة ليتلقى علوم القراءات على يد كبار العلماء، وبرز بين أقرانه بصوت خاشع يميل إلى الحزن، حتى لقب بـ "الصوت الباكي"، وهو لقب ظل ملازما له طوال حياته.

على الرغم من شهرته الواسعة في الصعيد، لم يكن الشيخ يسعى إلى الظهور الإعلامي، حتى أنه رفض في البداية الانضمام لإذاعة القرآن الكريم قائلا: "لا أحتاج إلى ذلك" وبعد إصرار واسع من محبيه، أرسلت الإذاعة فريقها إلى الصعيد لتسجيل صوته، ثم انضم رسميا للإذاعة عام 1953، ليبدأ مشواره في تسجيل عشرات التلاوات الخالدة.

بدأ الشيخ تلاوته في سن 11 عاما مقابل 10 صاغ، وبلغ أجره 25 جنيها عن نصف ساعة إذاعية عام 1967، وسافر إلى العديد من الدول العربية والإسلامية، من بينها إندونيسيا، السعودية، سوريا، الأردن، ليبيا والجزائر، وتلا القرآن في أكبر المساجد، بينها المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى.

خلد كبار العلماء والفنانين صوته، فقال الشيخ الشعراوي:"من أراد أن يستمع إلى خشوع القرآن.. فليستمع إلى صوت المنشاوي، ووصفه الموسيقار محمد عبد الوهاب بأنه حالة فنية نادرة لما يملكه من قدرة على الانتقال بين المقامات والسرعات بإتقان فريد.

وفي الستينيات، قرر بناء مسجد في منزله بدلا من جراج السيارات بالدور الأرضي.

وساعده أحد أصدقائه المسيحيين في تنفيذ الفكرة، ليصبح المكان مسجدا يحمل اسم "مسجد الشيخ صديق المنشاوي" تخليدا لاسم العائلة.

أصيب الشيخ بمرض في 1966، ورغم نصائح الأطباء بالتوقف، واصل تلاوة القرآن حتى وفاته في 20 يونيو 1969م، تاركا إرثا خالدا من التسجيلات التي لا تزال تملأ قلوب المسلمين بالخشوع والسكينة.

أسم الشيخ محمد صديق على مقبرته 

حتى الاطفال يأنسون بالتواجد فى المقبرة

هنا يرقد صاحب الصوت الباكى

مدخل المقبرة الرئيسى

مقبرة الشيخ محمد صديق المنشاوى