كتب محمود عبد الراضيالأربعاء، 02 يوليو 2025 06:00 ص تعتبر جريمة انتحال الصفة واحدة من الجرائم التى تهدد النظام العام وتزعزع الثقة بين أفراد المجتمع، حيث يلجأ بعض الأشخاص إلى التظاهر بصفات مزيفة لتحقيق مكاسب غير مشروعة، أو للقيام بأعمال مشبوهة تهدد أمن وسلامة المواطنين، وفى ظل تزايد هذه الوقائع، كثفت وزارة الداخلية جهودها لضبط المتورطين فى هذه الجرائم والحد من تأثيرها السلبي. انتحال الصفة يتخذ أشكالًا متعددة، من بينها ادعاء الصفة الرسمية كضباط الشرطة أو موظفى الحكومة، أو التظاهر بصفة خاصة كالطبيب أو المهندس، بهدف الاحتيال على الناس أو التلاعب بهم. هذا السلوك لا يؤثر فقط على الضحايا المباشرين، بل يهدد السلامة العامة ويعكر صفو الأمان داخل المجتمع. تؤكد وزارة الداخلية أن هذه الجرائم ليست مجرد مخالفات قانونية بسيطة، بل تعد انتهاكًا خطيرًا للقانون وللأمن، لذلك يتم التعامل معها بحزم شديد. وينص القانون على معاقبة من ينتحل صفة غيره بالسجن والغرامة، حيث تصل العقوبات إلى الحبس لمدة قد تتراوح بين ستة أشهر وخمس سنوات، حسب خطورة الجريمة والهدف منها. كما يمكن تشديد العقوبة إذا ارتبط انتحال الصفة بأفعال إجرامية أخرى مثل الاحتيال أو ارتكاب جرائم بحق الغير. فى إطار مكافحة هذه الوقائع، قامت الأجهزة الأمنية بتكثيف الحملات التفتيشية والمتابعة الدقيقة، وأسفرت عن ضبط العديد من الأشخاص الذين ينتحلون صفة رجال الشرطة أو موظفين حكوميين، والذين استغلوا ذلك فى عمليات نصب واحتيال أو إحداث البلبلة، وتمت مصادرة المعدات والوثائق المزيفة التى كانوا يستخدمونها فى ارتكاب جرائمهم. وتعمل وزارة الداخلية كذلك على توعية المواطنين بطرق التعرف على الصفات الحقيقية للعاملين فى الجهات الرسمية، وتشجيع الإبلاغ الفورى عن أى ممارسات مشبوهة، وذلك عبر مراكز الشرطة وأرقام الطوارئ، وتؤكد الوزارة أن المشاركة المجتمعية تعتبر عاملًا مهمًا فى الحد من انتشار هذه الجرائم. تظل جريمة انتحال الصفة تحديًا أمنيًا يتطلب يقظة مستمرة وتنسيقًا فعالًا بين الأجهزة المختصة والمواطنين للحفاظ على أمن المجتمع واستقراره، ولضمان أن يظل القانون هو الفيصل بين الجميع.