انتشر في الأيام الأخيرة مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أثار موجة من الجدل والدهشة بين رواد الإنترنت، حيث أظهر الفيديو مجموعة من الأشخاص يتاجرون في المواد المخدرة في أحد الشوارع بحي السلام ثان بالقاهرة. المقطع الذي تم تداوله بشكل كبير كشف عن حجم الظاهرة الخطيرة التي باتت تتفشى في بعض مناطق العاصمة، ما دفع السلطات الأمنية إلى التحرك بسرعة لمعرفة ملابسات الواقعة وضبط المتورطين. سرعان ما أثار الفيديو قلقًا واسعًا بين المواطنين، خاصة مع ظهور الأشخاص في الفيديو وهم يتعاملون مع زبائن على مرأى من الجميع دون مراعاة لسلامة المجتمع أو القوانين ومع تزايد التفاعل مع الفيديو، قامت الأجهزة الأمنية في قسم شرطة السلام ثان بتكثيف جهودها للوصول إلى هوية المتورطين في هذه الجريمة وبفضل التحريات الدقيقة وتحليل الفيديو المتداول، تم تحديد مكان وتفاصيل الأشخاص الذين ظهروا فيه. القبض على المتهمين بالفحص والتقصي، تم التأكد من هوية الجناة الذين تبين أنهم خمسة أشخاص، جميعهم مقيمون في دائرة القسم. وعلى الفور، جرى ضبطهم واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم. وعند تفتيشهم، تم العثور بحوزتهم على كمية كبيرة من مخدر "الإستروكس" تزن أكثر من كيلو جرام، وهو نوع من المواد المخدرة التي انتشرت بشكل كبير في الأوساط الشبابية في الآونة الأخيرة. كما تم ضبط فرد خرطوش غير مرخص، بالإضافة إلى مبلغ مالي يقدر بنحو كبير، يعتقد أنه من عوائد تجارتهم غير القانونية في المخدرات. خلال التحقيقات الأولية مع المتهمين، اعترفوا جميعًا بحيازة المواد المخدرة بقصد الإتجار، مؤكدين أنهم كانوا يروجون لهذه المواد داخل المنطقة من أجل تحقيق أرباح طائلة على حساب صحة وسلامة المجتمع وقد شرحوا كيفية تنظيمهم لعمليات البيع والشراء بأسلوب سري، حيث كانوا يتعاملون مع العملاء في أماكن معزولة لتفادي ضبطهم من قبل الأجهزة الأمنية. يعتبر هذا الحادث دليلاً جديدًا على الدور المتزايد الذي تلعبه منصات التواصل الاجتماعي في فضح الأنشطة الإجرامية التي كانت تحدث في الخفاء فبفضل سرعة انتشار الفيديو، تمكنت السلطات من الوصول إلى الجناة في وقت قياسي، ما يعكس أهمية التعاون بين المواطنين والأجهزة الأمنية في مكافحة الجريمة.