كتب - أحمد عبد الهاديالخميس، 23 أكتوبر 2025 10:41 ص انتشرت على مواقع التواصل صورة إحدى الضبطيات الأمنية الأخيرة، تُظهر مجموعة من السيدات يرتدين "عبايات سوداء" موحّدة، لم تكن الصورة عادية، بل كانت بوابة لقصة أكبر بدأت بتطبيق إلكتروني وانتهت في قسم الشرطة. القصة بدأت بتطبيق إلكتروني ظاهره "خدمات مساج"، وفي باطنه نشاط مخالف للقانون، التطبيق بدا في الظاهر بشكل انيق، يحمل شعارات الرفاهية والعناية بالجسم، لكنه كان في الحقيقة ستارًا لشبكة كاملة تدير نشاطًا غير مشروع عبر الإنترنت. المتهمون اعترفوا بأن الهدف الحقيقي من إنشاء التطبيق لم يكن تقديم جلسات استرخاء، بل جمع الأموال واستقطاب الزبائن في الخفاء، عبر حجز جلسات مزعومة يتحول محتواها إلى أفعال منافية للآداب. ووفقًا لمصادر أمنية، جاءت عملية الضبط بعد متابعة دقيقة لتحركات إحدى السيدات التي كانت تدير التطبيق، وتسهّل ممارسة تلك الأعمال من خلاله، وبعد تقنين الإجراءات، داهمت الأجهزة الأمنية المكان لتضبط 11 سيدة، من بينهن اثنتان لهن سوابق جنائية، داخل نطاق محافظة القاهرة. لغز العبايات السوداء في قضية استغلال التطبيقات.. ستار أم خدعة؟ لكن ما لفت الانتباه في القضية، أن جميع المتهمات ظهرن بملابس موحدة من العبايات السوداء أثناء عرضهن على النيابة، وهو ما أثار تعليقات وتساؤلات حول رمزية هذا الزي الذي بدا كأنه محاولة لستر ما لا يُستر، أو ربما ستار أخير بعد انكشاف المستور. وخلال التحقيقات، اعترفت المتهمات بأن التطبيق كان وسيلتهن للتواصل مع العملاء بطريقة منظمة وآمنة، بعيدًا عن أعين الجهات الأمنية، مؤكدات أن “العباية” كانت جزءًا من الصورة المضلّلة التي حاولن من خلالها إخفاء حقيقة ما يفعلن. تلك العملية الأمنية تأتي ضمن حملة موسّعة لوزارة الداخلية تستهدف مكافحة الجرائم الأخلاقية التي تتخفّى وراء التكنولوجيا، وتستخدم التطبيقات الإلكترونية كواجهة لأنشطة غير قانونية. وأكدت الوزارة استمرار جهودها لتطهير الفضاء الإلكتروني من أي محاولات لتجاوز القيم والقانون، وحماية المجتمع من شبكات تتزيّا بعباءات وهمية تخفي خلفها تجارة غير مشروعة.