كتب محمود عبد الراضيالأحد، 16 نوفمبر 2025 08:10 م تشهد الساحة الفنية من حين لآخر جدلاً واسعاً بسبب اتهامات متبادلة بين مطربين وملحنين حول سرقة الألحان أو الاقتباس غير المشروع، وهو ما يضع صناعة الموسيقى أمام تحدٍ حقيقى يتعلق بحماية الحقوق الفكرية وضمان احترام الإبداع. ومع الانتشار الكبير للمنصات الرقمية بات رصد هذه المخالفات أكثر سهولة، وفى الوقت ذاته زادت محاولات التعدى على حقوق أصحاب الأعمال الأصلية. حقوق الملكية الفكرية أساس حماية الإبداع ويؤكد خبراء الموسيقى والقانون أن اللحن يعد عملاً فنياً أصيلاً يخضع للحماية القانونية فور تسجيله أو إثبات ملكيته، سواء كان ضمن أغنية منشورة أو عمل موسيقى مستقل. وينص قانون حماية الملكية الفكرية على أن للمؤلف والملحن حقوقاً كاملة فى أعمالهم، ولا يحق لأى شخص استغلالها أو نسخها أو إعادة توزيعها دون الحصول على إذن كتابى مسبق. ويشمل ذلك استخدام اللحن ذاته أو أجزاء جوهرية منه تؤدى إلى التطابق أو التشابه المؤثر. العقوبة القانونية لسرقة الألحان يقول الخبير القانوني علي الطباخ ، يشدد القانون على عقوبات صارمة ضد من يثبت تعديه على حقوق الملحن أو المطرب، حيث تتراوح العقوبات بين الغرامات المالية الكبيرة والسجن، وفق طبيعة الجريمة وحجم الاستغلال. ويواجه المتعدى عقوبة بالسجن قد تصل إلى ثلاث سنوات، وغرامة مالية لا تقل عن عشرة آلاف جنيه وقد تصل إلى مائة ألف جنيه، إضافة إلى مصادرة النسخ والمنصات المستخدمة فى التعدى. كما يحق للمؤلف أو الملحن رفع دعوى تعويض مدنى للمطالبة بجبر الأضرار التى لحقت به نتيجة سرقة عمله. دور الجهات المختصة فى ضبط الانتهاكات وتتولى الإدارة المختصة بحماية حقوق الملكية الفكرية بوزارة الداخلية متابعة البلاغات الواردة بشأن اعتداءات فنية، سواء عبر بث أغانٍ مسروقة أو الاستيلاء على ألحان دون إذن. وتعمل الأجهزة الأمنية على فحص الشكاوى الفنية بالتنسيق مع الجهات الفنية المختصة وخبراء الموسيقى، للتأكد من صحة الادعاءات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه مرتكبى الانتهاك. ويؤكد متخصصون أن احترام حقوق الملكية الفكرية لا يحفظ فقط حقوق الفنان، بل يحمى هوية الموسيقى المصرية ويضمن استمرار الإبداع بشكل صحى. وفى ظل تصاعد المنافسة الفنية وسهولة نشر المحتوى عبر الإنترنت، يبقى اللجوء للقنوات القانونية السبيل الأمثل لحماية حقوق أصحاب الألحان وإرساء مبادئ العدالة داخل الوسط الفنى.