لا يمكن أن تمر ذكري وفاة عملاق التمثيل الفنان محمود مرسي دون أن نسرد مجموعة من الحكايات التي تؤكد علي عبقرية هذا الممثل الذي أجاد في كل ما نسب إليه من أدوار، هو أحد أهم مائة ممثل في تاريخ السينما المصرية والعربية أن كان هناك استفتاء لاختيار أعظم مائة ممثل، حيث يأتي في مقدمة الفنانين الذين إجادوا في كل الأدوار، نطق العبارات الحوار بطريقة صحيحة وواضحة، التحرك بجسده داخل المكان، تعبيرات وجهه وعينيه، يوظف كل شيء لديه في خدمة الشخصية.

محمود مرسي هو أحد العباقرة الذين دخلوا مجال التمثيل وتركوا بصمة من خلال مجموعة كبيرة من الشخصيات التي تقمصها علي مدي تاريخه الفني، عرف عنه البساطة والسهولة، لا يمكن أن ننسي دوره في فيلم "شيء من الخوف" والتحول العبقري في الشخصية الدرامية الذي برع فيها، هل يمكن أن مر علي ذكري وفاة العملاق محمود مرسي دون أن نؤكد علي حقيقة أن هذا الرجل ترك وراءه أرث كبير علينا أن نعتز به.

ميلاده

جاء إلى الدينا محمود مرسي في 7 يونيو 1923، ورحل عنها في 24 أبريل 2004، هو نجل نقيب المحامين مرسي بك محمود بالإسكندرية، درس في القسم الداخلي التابع للمدرسة الثانوية الإيطالية، بعدها التحق بقسم الفلسفة في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، ثم سافر إلي فرنسا من أجل دراسة الإخراج السينمائي.

أعماله

اقتربت أعماله التي شارك فيها إلي 91 عمل فني، ما بين الإخراج والتأليف والتمثيل، كغيره من الممثلين في بداية حياتهم شارك في الكثير من السهرات التليفزيونية، و الإذاعية، من بينها "لا تلوموا الخريف"، "ممنوع بأمر الأولاد"، إلي أن وصل إلي النضج الفني، وبدأت تنهال عليه العروض للمشاركة في أفلام كثيرة، من بينها "أنا الهارب، مع فريد شوقي وزهرة العلا، وأيضا في فيلم "المتمردة، وفيلم الباب المفتوح، اللليلة الأخيرة، أمير الدهاء، العنب المر، الخائنة، فارس بني حمدان، ثمن الحرية، السمان والخريف، إلي أن وصل إلي فيلم "شيء من الخوف" الذي يعتبر علامة في تاريخ السينما المصرية لا أحد قادر علي نسيان عتريس الشباب الذي نشأ وسط القتل والدم وأحب فؤادة وعشقها لكنه لا يمكن أن ينفلت من تكمله مسيرة أجداده الطغاة في التحكم في القرية وناسها، لتقف أمامه الفتاة الحالمة الجميلة فؤادة التي أجادت شادية في تقمص الشخصية، وغيرها من الأعمال الفنية التي كان هو المتفرد فيها.

كما أجاد في دور مرسي في فيلم "زوجتي والكلب"، وأيضا في فيلم "فجر الإسلام" وفيلم "أغنية علي الممر"، مأساة الدكتور حسني، بالإضافة إلي دوره في فيلم "ليل وقضبان" وفيلم "امرأة عاشقة" وفيلم "أبناء الصمت"، وفيلم "طائر الليل الحزين"، وفيلم "التلاقي"، كما أجاد في تقمص شخصية الكاتب عباس محمود العقاد وعمل مسلسل يحمل اسم "العملاق" وفيلم من يدفع الثمن، وفيلم سعد اليتيم، ومسلسل رحلة السيد أبو العلا البشري، وفيلم حد السيف، ومسلسل قصر الشوق، وبين القصرين، وغيرها من الأعمال الفنية التي تؤكد علي تفرد محمود مرسي.