الارشيف / فن / ليالينا

بعد إصابة أسماء الأسد: تعرف على مرض ابيضاض الدم

في عالم مليء بالتحديات والاختبارات، جاء خبر إصابة السيدة أسماء الأسد بمرض ابيضاض الدم (اللوكيميا)، لتجد نفسها الآن في معركة جديدة، معركة ضد عدو صامت، ذلك المرض الذي يهاجم خلايا الدم البيضاء أو نخاع العظم، حاملاً معه الكثير من التساؤلات والمخاوف.

تعرفي معنا في هذا المقال على ماهية مرض ابيضاض الدم، أو ما يعرف أيضاً باللوكيميا، وأعراضه، وطرق علاجه.

ابيضاض الدم أو اللوكيميا هو نوع من أنواع سرطان الدم، ينشأ لزيادة غير طبيعية في عدد خلايا الدم البيضاء في الجسم. هذه الخلايا البيضاء الزائدة تقوم بإزاحة خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية التي يحتاجها الجسم للحفاظ على صحته وتمنعها من العمل بشكل صحيح. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الخلايا البيضاء الزائدة لا تؤدي وظائفها بشكل صحيح. [1]  

في الوضع الطبيعي، يقوم الجسم بإنتاج خلايا الدم البيضاء بشكل رئيسي في نخاع العظام، ولكن هناك أنواعاً معينة من خلايا الدم البيضاء يتم إنتاجها في أعضاء أخرى، وهي:  [2]  

  • العقد الليمفاوية.
  • الطحال.
  • الغدة الزعترية.

وبعد تكونها، تنتقل خلايا الدم البيضاء عبر مجرى الدم والأوعية الليمفاوية لمكافحة العدوى في أنسجة الجسم. ولكن في حالات الإصابة بابيضاض الدم، لا تعمل خلايا الدم البيضاء بشكل طبيعي، كما يمكن أن تنقسم بسرعة كبيرة. [2] 

غالباً ما يصيب ابيضاض الدم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماً، لكنه أيضاً يُعتبر أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين من هم دون سن 15 عاماً. [3]

توجد أنواع مختلفة من ابيضاض الدم، وتعتمد توقعات تطور المرض وتفاقمه على نوع اللوكيميا الذي قد أصيب به المريض. نقدم لك فيما يلي أبرز أنواع اللوكيميا: [1] [2]

  • ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد (ALL): هذا هو الشكل الأكثر شيوعاً لابيضاض الدم لدى الأطفال، ويمكن أن ينتشر إلى العقد الليمفاوية والجهاز العصبي المركزي.
  • ابيضاض الدم النخاعي الحاد (AML): هذا هو ثاني أكثر أشكال ابيضاض الدم شيوعاً لدى الأطفال وأحد أكثر الأنواع شيوعاً لدى البالغين.
  • ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن (CLL): هذا هو الشكل الأكثر شيوعاً لابيضاض الدم لدى البالغين. بعض أنواع ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن تكون مستقرة لسنوات ولا تحتاج إلى علاج، ولكن في حالات أخرى، لا يتمكن الجسم من إنتاج خلايا الدم الطبيعية، مما يتطلب العلاج.
  • ابيضاض الدم النخاعي المزمن (CML): في هذا النوع، قد لا تظهر أعراض ملحوظة، وقد يتم تشخيصه فقط عند إجراء اختبار دم روتيني. الأشخاص الذين يبلغون 65 عاماً فما فوق يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع، وهو نادراً ما يرى في الأطفال. يذكر أن هناك نوع يسمى ابيضاض الدم المشعر، وهو نوع نادر جداً من ابيضاض الدم النخاعي المزمن، واسمه يأتي من مظهر الخلايا اللمفاوية السرطانية تحت المجهر.

لا زالت أسباب اللوكيميا أو ابيضاض الدم غير معروفة بشكل كامل وواضح، ولا أحد يعرف بالضبط ما الذي يسبب هذه الحالة. ومع ذلك، هناك بعض عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بهذا النوع من السرطان. وتشمل بعض هذه العوامل ما يلي: [1] [3]

  1. العلاج الكيميائي أو الإشعاعي السابق لأنواع أخرى من السرطان.
  2. الاضطرابات الوراثية مثل متلازمة داون.
  3. التعرض المتكرر للمواد الكيميائية مثل البنزين الموجود في دخان السجائر، والمبيدات الحشرية وملوثات الهواء.
  4. وجود تاريخ عائلي للإصابة بابيضاض الدم.
  5. التدخين، والذي يزيد من خطر الإصابة بابيضاض الدم النخاعي الحاد (AML).
  6. اضطرابات الدم، والتي تُعرف أحياناً بـ "ما قبل ابيضاض الدم".
  7. التعرض لمستويات عالية من الإشعاع، أبرزها الإشعاعات المؤينة، على سبيل المثال، أثناء العلاج الإشعاعي لسرطان سابق، أو التواجد بالقرب من موقع كان الناس يختبرون فيه أسلحة نووية.
  8. الإصابة المسبقة ببعض أنواع العدوى الفيروسية.
  9. وجود وزن مرتفع أو منخفض عند الولادة.
  10. الجنس، حيث إن معدلات الإصابة بابيضاض الدم أعلى بين الذكور، ولكن ذلك لا ينفي احتمالية إصابة الإناث به.
  11. الخضوع لعملية قيصرية قبل بدء المخاض.

علامات ابيضاض الدم تختلف باختلاف نوعه، وفي بعض الحالات، قد لا تظهر أي أعراض في البداية. الأعراض ترتبط بالخلايا السرطانية في الدم، حيث تعيق هذه الخلايا أداء الخلايا الأخرى بشكل صحيح. إليك كيف يمكن أن يؤثر ابيضاض الدم على الجسم: [1]

  • صعوبة في مكافحة العدوى: تساعد خلايا الدم البيضاء جسمك في محاربة الجراثيم، ولكن في حالة ابيضاض الدم، تتحول بعض الخلايا إلى خلايا سرطانية بدلاً من أن تصبح خلايا دم بيضاء ناضجة، مما يزيد من فرص الإصابة بالأمراض والحمى.
  • الكدمات والنزيف: يمكن أن تجعل الخلايا السرطانية الدم يفقد قدرته على التجلط، مما يجعل المرضى أكثر عرضة للإصابة بالنزيف وإن كانت من الجروح الصغيرة، ويحدث نزيف اللثة ونزيف الأنف بشكل متكرر. كما وتظهر الكدمات دون سبب واضح.
  • تضخم الغدد الليمفاوية: يمكن أن تتضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة، والإبطين، والفخذين، أو البطن، وقد يصاحب ذلك تورم في الأعضاء الداخلية مثل الكبد والطحال.
  • الشعور بالمرض والتعب: قد يشعر المريض بالإرهاق، الصداع، التعرق الليلي، فقدان الوزن، وآلام في الجسم.

أما عن أعراض ابيضاض الدم عامة، فإنها تشمل ما يلي: [3] 

  • ضعف، إرهاق، أو الشعور بالتعب بسهولة.
  • كدمات غير معتادة.
  • النزيف بسهولة.
  • تغيرات في الجلد، بما في ذلك بقع حمراء صغيرة المعروفة بالنمش، أو بقع زرقاء، بنفسجية، أو أي لون آخر أغمق من باقي الجلد.
  • شحوب الجلد.
  • حمى أو قشعريرة.
  • التهابات شديدة أو متكررة.
  • ألم في العظام أو المفاصل.
  • صداع.
  • فقدان الوزن.
  • تعرق ليلي.
  • ضيق في التنفس.
  • تضخم الغدد الليمفاوية، الكبد، الطحال، أو اللوزتين.

هناك العديد من الخيارات المختلفة لعلاج ابيضاض الدم، بحيث يتم علاجه تحت إشراف طبيب وفريق رعاية متخصص في علاج الأمراض الدموية، يسمى طب الدم والأورام. ويعتمد العلاج على مجموعة من العوامل، لذلك يقوم فريق العلاج بجمع جميع المعلومات التي يمكن الحصول عليها حول نوع ابيضاض الدم الذي يعاني منه المريض، ومدى سرعة نموه، ومدى انتشاره، وصحة المريض العامة. ثم، سيقومون بوضع خطة علاجية مصممة خصيصاً. إليك بعض طرق علاج اللوكيميا: [1]

  • العلاج الكيميائي أو ما يعرف بالكيمو: يستخدم العلاج الكيميائي أدوية قوية جداً لقتل الخلايا السرطانية أو إبطاء نموها. ونظراً لأن الدواء قوي بما يكفي لقتل الخلايا السرطانية، قد يسبب العديد من الآثار الجانبية.
  • العلاج بالإشعاع: يستخدم هذا العلاج الأشعة السينية لاستهداف الخلايا السرطانية، وقد يستخدم الطبيب أو التقني جهازاً خاصاً لتوجيه شعاع نحو مناطق العلاج المحددة. قد يحتاج المريض إلى تلقي العلاج بالإشعاع في جميع أنحاء جسمه أو في جزء واحد فقط حيث تنتشر الخلايا السرطانية.
  • العلاج البيولوجي (أو العلاج المناعي): هذا العلاج يساعد جهاز المناعة الخاص بالمريض على التحسن من خلال العثور على الخلايا السرطانية وقتلها. وعادة ما يتم إعطاء العلاج البيولوجي من خلال الوريد.
  • العلاج الموجه: يستخدم هذا النهج الجديد الأدوية التي تعمل على منع نمو الخلايا السرطانية، حيث يمكن أن تستهدف هذه العلاجات الجينات أو البروتينات الخاصة التي تحتاجها الخلايا السرطانية للنمو، أو توقف الإشارات التي تستخدمها للانقسام والانتشار، أو قطع إمداداتها بالغذاء، أو قتلها مباشرة.
  • زراعة الخلايا الجذعية أو زراعة نخاع العظم: يمكن أن تستبدل زراعة الخلايا الجذعية الخلايا السرطانية في نخاع العظم بخلايا جديدة وصحية، وإذا نجحت الزراعة، سيقوم نخاع العظم بإنتاج المزيد من خلايا الدم الصحية دون إنتاج المزيد من الخلايا السرطانية.
  • الجراحة: على الرغم من أن ابيضاض الدم مختلف عن أنواع السرطان الأخرى لأنه ينمو وينتشر في الدم، ولا ينمو على شكل أورام، فإن الجراحة عادةً ما لا تستخدم لعلاج ابيضاض الدم مباشرة. ولكن قد تساعد الجراحة في بعض الأحيان في التعامل مع تأثيراته على جسم المريض.

قد يحتاج مريض ابيضاض الدم إلى مزيج من العلاجات، كما قد تتغير خطة علاجه اعتماداً على فعالية العلاج والآثار الجانبية التي تواجهها. لذلك ينصح المريض دائماً بالتحدث مع الطبيب إذا كان لديه أي أسئلة حول خطة العلاج الخاصة به. [1] 

في الختام، مع تطور طرق علاج ابيضاض الدم والأورام السرطانية الأخرى، أصبح العديد من الأشخاص قادرين على العيش لفترات طويلة بالرغم من الإصابة بالمرض. ولكن قد يكون معرفة المريض بتشخيصه باللوكيميا أمراً مرهقاً ومخيفاً، لذلك يحتاج المرضى لدعم كبير ممن حولهم لتخطي هذا المرض والانتصار عليه.

مواضيع ذات صلة

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا