في خطوة فاجأت جمهورها، أطلت النجمة التركية هاندا أرتشيل بلوك غير مسبوق، حيث ظهرت للمرة الأولى بشعر أسود وقصة جديدة تماماً، استعداداً لتجسيد بطولتها في فيلمها القادم "عالمان وأمنية واحدة" (İki Dünya Bir Dilek)، الذي لا تكتفي فيه بالتمثيل، بل تخوض من خلاله تجربتها الأولى في مجال التأليف، لتؤكد مرة أخرى أنها نجمة لا تعرف التكرار.

الإطلالة التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي جاءت كتمهيد بصري للتحوّل الدرامي الذي ستقدمه من خلال شخصية "بيلجي"، المحامية ذات الشخصية الصلبة والذكاء الحاد، والتي تواجه ماضيها حين يفرض عليها الحاضر لقاءً مفاجئاً مع حب الطفولة.

فيلم بقلب مزدوج: حبكة متقاطعة بين الحاضر والذكريات

تدور أحداث الفيلم، المقرر عرضه حصرياً على منصة Prime Video، حول "بيلجي" (هاندا أرتشيل) و"جان" (متين أكدولجر)، عالم الآثار الهادئ الذي يدخل حياتها من جديد بعد سنوات من القطيعة وبين ماض لم يُغلق تماماً، وحاضر مليء بالتقلبات، تنمو قصة الحب مجدداً وسط مشاعر متضاربة وخيارات مصيرية، اللافت في الفيلم هو السرد غير الخطي، حيث يعتمد على كثافة مشاهد "الفلاش باك" التي تعيد بناء العلاقة بين الشخصيتين من الطفولة وحتى لحظة الالتقاء مجدداً، ما يمنح العمل عمقاً عاطفياً ونفسياً قلما نشهده في الدراما التركية التقليدية

هاندا الكاتبة: بين السيناريو والكاميرا

ما يميز هذا المشروع حقاً هو دخول هاندا أرتشيل عالم التأليف، حيث شاركت بكتابة النص بالتعاون مع الكاتبة إلشين موسلو. وتُعد هذه الخطوة تحولاً فنياً مهماً، يعكس رغبتها في إعادة صياغة أدوارها بعيداً عن القوالب النمطية، وفتح مساحات جديدة للتعبير عن رؤيتها كمبدعة، لا مجرد ممثلة تنفذ ما يُكتب لها.

إخراج فني دقيق وفريق عمل متنوع

الفيلم من إخراج المخرج كيتشي، المعروف بأسلوبه البصري المعتمد على التفاصيل والرموز، ويُنتظر أن يشهد العمل استخدام تقنيات تصوير متقدمة مثل الطائرات المُسيّرة "درون" لإضفاء لمسة سينمائية راقية. وقد بدأت بالفعل تجهيزات المشاهد الأولى، ضمن مواقع تصوير مختارة بعناية لتعكس الطابع الحالم للفيلم.

ويشارك في البطولة عدد من نجوم الصف الأول في تركيا، من بينهم حسين أفني دانيال، إديل فرات، رامي نارين، أيلول سو سابان، وغيرهم، مما يُعزز من ثقل العمل الدرامي، ويمنحه تنوعًا في الشخصيات والخطوط السردية.

نجاح سابق يمهد الطريق

تأتي هذه التجربة بعد نجاح لافت لهاندا أرتشيل في فيلم "دعها للرياح" (Rüzgara Bırak)، الذي تصدر قوائم المشاهدة على نتفليكس في أكثر من 30 دولة، وحقق ملايين المشاهدات في وقت قياسي. وقد شكّل الفيلم، الذي شاركها بطولته النجم باريش أردوتش، انطلاقة جديدة لهاندا نحو العالمية، حيث حظي باهتمام كبير من الجمهور في أوروبا وروسيا والعالم العربي.

التمدد الفني: بين ديزني ونتفليكس وPrime Video

إلى جانب فيلمها الجديد، أنهت هاندا مؤخراً تصوير مسلسل "تذكّر الحب" (Aşkı Hatırla) لصالح منصة ديزني بلس، وتواصل التنقل بين شركات الإنتاج الكبرى، مما يعكس استراتيجيتها الذكية في التوزيع الفني، وتأكيد حضورها في السوق الرقمي الذي يشهد منافسة حادة.

إذا كان الشعر الأسود يرمز في العادة إلى التحول العاطفي أو العمق الداخلي، فإن هاندا أرتشيل توصل بهذه الإطلالة رسالة واضحة: ما هو قادم في مسيرتها سيكون مختلفاً جذرياً. فبعد سنوات من الأدوار الرومانسية الخفيفة، تفتح هاندا الآن باباً جديداً للدراما المركّبة والنصوص العميقة، وربما تبدأ معها مرحلة تُعيد تعريفها فنياً، ومع كل ظهور جديد لها، تثبت هاندا أرتشيل أنها أكثر من مجرد نجمة شباك؛ هي فنانة تسعى لإعادة تشكيل صورتها، وتحويل كل فرصة إلى تجربة مبتكرة، سواء كان ذلك عبر لوك جديد، أو فيلم من تأليفها، أو حتى دور خارج كل التوقعات.