فن / ليالينا

وداعاً سليمان عيد: نجم المشهد القصير الذي لا يُنسى

غاب صباح اليوم، الجمعة، وجه لطالما ملأ الشاشات المصرية والعربية بخفة دمه وبساطته الساحرة، هو النجم سليمان عيد، الذي رحل عن عمر ناهز 64 عامًا.

 لم يكن مجرد كوميديان، بل كان تجسيدًا صادقًا لمفهوم "الظل الخفيف"، ذاك الذي يمر في مشهد واحد، لكنه يترك في القلب أثرًا لا يُمحى.

 نجم المشاهد القصيرة وأستاذها

ربما لم يحمل عيد لقب "نجم الشباك"، لكنه حمل حب الجماهير بلا ادعاء. في ملامحه المصرية الأصيلة، وفي صوته المميز الذي يمزج بين الجد والهزل، كان يجد المشاهد نفسه. فنان لا يخطف الأضواء، بل يمنحها دفئًا.

مشوار سليمان عيد

انطلقت مسيرة سليمان عيد الفنية من خشبة المسرح وأدوار صغيرة في الدراما التلفزيونية، لكن بداية التألق الحقيقي كانت مع "الإرهاب والكباب مع النجم عادل إمام في عام 1992. منذ تلك اللحظة، أصبح عنصرًا لا غنى عنه في الكثير من الأعمال، خاصة تلك التي تسعى لموازنة الواقع الاجتماعي بالكوميديا الخفيفة.

شارك في أكثر من 150 عملًا فنيًا، أبرزها أفلام مثل  الناظر مع الكوميديان الراحل علاء ولي الدين، همام في أمستردام، مع النجم محمد هنيدي،  فيلم ثقافي، ووش إجرام، وغيرها من الأعمال التي تحولت مع الوقت إلى كلاسيكيات ضحك.

لم يكن سليمان عيد مجرد "سنيد" لبطل، بل بطل من نوع آخر. بطل يملك سر الضحكة الصافية، حتى في قلب التراجيديا.

وجوه متعددة بأداء صادق

لم تغب بصمته عن الدراما التلفزيونية. في "ليالي الحلمية"، و"زيزينيا"، و"عفاريت السيالة"، و"تامر وشوقية"، قدم وجوهًا متعددة لشخصيات شعبية بسطاء، لكنها دائمًا ذات عمق، مهما بدت سطحية. الشخص الذي يمر في الحارة، يسخر من الواقع، ويحمل في نظراته حزنًا مصريًا قديمًا لا يُقال.

ربما السر في حب الناس لسليمان عيد يكمن في عدم تصنعه. لم يتعامل يومًا كفنان منفصل عن مجتمعه. لم يسع لمكانة النجم المتعالِ، ولم يبالغ في حضور إعلامي أو تلفزيوني. ظل بسيطًا كما عرفه الجمهور، سواء في لقاء عابر، أو على ، أو في كواليس المسرح.

كان واحدًا من القلائل الذين أجادوا التمثيل الصامت والساخر في آن واحد، بملامح وجهه وحدها يستطيع أن يروي مشهدًا كاملًا دون أن يتكلم.

رحيل مفاجئ صدم الجميع

فجأة، ودون تمهيد، توقف نبض الكوميديا الصادقة. أزمة صحية مفاجئة وضعت حدًا لحياة فنان ظل يضحك الناس بينما يُخفي وجعه بابتسامة. وجّه زملاؤه رسائل وداع عبر وسائل التواصل، لم ينعوه كنجم، بل كأخ كبير، ورفيق رحلة، وإنسان طيب المعشر.

لا تقاس مسيرة سليمان عيد بعدد البطولات أو الجوائز، بل بما تركه من أثر في الذاكرة الشعبية. مشهد، جملة، ضحكة صادقة. هذا هو ميراثه. في زمن أصبحت فيه الكوميديا صاخبة، يرحل رجل الضحكة الصامتة... رجل يعرف كيف يسرق منك حزن اليوم دون أن يطلب شيئًا في المقابل.

 وداع الجمهور لنجم لا يُعوض

ودع الجمهور النجم سليمان عيد في الكثير من التعليقات التي أبكت القلوب من بينها: "برحيل سليمان عيد، طويت صفحة من صفحات البهجة التي عاشت في قلوب الجمهور لعقود طويلة، وودّعت الساحة الفنية واحدًا من أبنائها الذين عاشوا ليرسموا الابتسامة، ورحلوا بعد أن تركوا إرثًا من الفرح لن يمحى".

وكتب متابعون: "الحقيقة أنا من ساعة ما عرفت الخبر مش قادر أستوعب، الراجل ده طول عمره ليه مكانة في قلبي بحسه شبهنا وغلبان وجعت قلوبنا يا سليمان الله يجعل أيامك في دنيتك الجديدة بنفس البهجة اللي سبتهالنا الله يرحمك ويكون في عون كل حبايبك، إذا إحنا قلوبنا وجعانا كدة أومال اللي عاشوا معاك حاسين بأيه"

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا