في الذكرى الـ38 لرحيله، التي تصادف اليوم 21 أبريل، تستحضر الذاكرة الثقافية المصرية سيرة الشاعر والأديب الراحل صلاح جاهين (1930–1986)، الذي أثرى التراث الفني بأشعاره الثورية، ورسوماته الساخرة، وأعماله السينمائية الخالدة، ليبقى أحد أبرز الرموز الإبداعية في القرن العشرين.
صلاح جاهين
وُلد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي في 25 ديسمبر 1930 بشارع جميل باشا في حي شبرا الشعبي، لأسرةٍ ارتبطت بالقضاء؛ حيث عمل والده مستشارًا قضائيًا. درس الفنون الجميلة ثم التحق بكلية الحقوق، لكن شغفه بالفن طغى على مسيرته الأكاديمية. تزوج مرتين: الأولى من الرسامة سوسن محمد زكي وأنجب منها أمينة وبهاء، والثانية من الفنانة منى جان قطان وأنجب ابنته سامية، العضوة السابقة في فرقة إسكندريلا.
انطلق جاهين في عالم الصحافة مصممًا لجريدة «بنت النيل» في أربعينيات القرن الماضي، قبل أن ينتقل إلى روز اليوسف حيث برع كرسام كاريكاتير، ثم إلى الأهرام ليُطور مدرسةً فريدة في النقد الاجتماعي الساخر. لم تقتصر عبقريته على الرسم؛ ففي الستينيات، تولى رئاسة تحرير مجلة صباح الخير، وقدم خلالها رؤىً ثقافية جريئة.
خلّد جاهين اسمه في التاريخ الأدبي بـالرباعيات، التي صاغها باللهجة المصرية، ولحّنها سيد مكاوي، وغناها علي الحجار، لتباع أكثر من 125 ألف نسخة في أيام. كما كتب أوبريت الليلة الكبيرة أشهر أوبريتات العرائس الذي حوّل التراث الشعبي إلى عمل فني عالمي.
وفي السينما، كتب سيناريوهات أفلامٍ أصبحت علامات في التاريخ الفني، مثل خلي بالك من زوزو وشفيقة ومتولي، وشارك كممثل في أعمالٍ مثل شهيد الحب الإلهي والمماليك.
وترك أكثر من 161 قصيدةً جمعت بين البساطة والعمق، مثل على اسم مصر التي تحوّلت إلى نشيدٍ وطني غير رسمي، وتراب دخان التي عبّرت عن جرح النكسة عام 1967. نال تقدير الرئيس جمال عبد الناصر بوسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووصفه الأديب يوسف إدريس بأنه شاعرٌ في قلبه للعالم حبٌّ».
رحل جاهين في 21 أبريل 1986، لكن إبداعاته ظلت حيةً في الذاكرة الجمعية. احتفى التلفزيون المصري بذكراه بمسلسلٍ عن رباعياته عام 2005، وخلّده جوجل في 2013 بصورته على صفحته الرئيسية.
بهذا، يظل صلاح جاهين – كما وصفه الناقد لويس عوض –أعظم رسام كاريكاتير عرفته مصر، وأشهر شاعر عامية بعد بيرم التونسي، رمزًا لإبداعٍ حوّل البساطة إلى فلسفة، والكلمة إلى ثورة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.