ماجدة موريس فكروني لم أصدق نفسي وانا أري أم كلثوم تغني علي قناة مصرية بعد غياب طويل جدا اعتقدت فيه أنا وغيري أن( ثومة ) هجرتنا ،حتي فوجئت منذ ايام بسهرة جديدة أضافها لنا التليفزيون المصري يوميا علي شاشة قناة النيل الثقافية. ،ويا لها من فرحة وسعادة وإحساس بأن ملكتنا عادت لنا بعد غياب طويل ،وسفر اطول الي قناة أخري هي روتانا ،صحيح انها في بلد عربي شقيق ،ولكن ،لماذا تختفي من عندنا لتغني هناك فقط ؟ ولماذا تتركنا وتستمر هناك فقط ؟ هل كانت أم كلثوم غاضبة منا ؟هل قصرنا في حقها وحق فنها المبدع وصوتها الأسطوري ؟ أظن أننا فعلنا هذا. ،وانه حتي الاحتفال بها لم يكن علي المستوي المطلوب لسنوات طويلة مع ان ذكرياتها معنا كثيرة ،ومحبتها لمصر فاقت الحدود ،وجولاتها في مسارح العالم لدعم المجهود الحربي اصبحت نموذجا يعرفه العالم كله ، صحيح أن مصر قدمت عنهاعلى حياتها واحد من اهم المسلسلات في تاريخنا للكاتب محفوظ عبد الرحمن والمخرجة انعام محمد علي ،وصحيح. ايضا ان الهيئة الوطنية للاعلام برئيسها الجديد احمد المسلماني أقامت سهرة منذ شهر تقريبا علي شرفها وتكريما للمسلسل بعد خمسين عاما من انتاجه ، ولكن ،كل هذا لا يوازي غيابها الكامل عنا ،وغياب حفلاتها بجمهورها ،وغياب أدائها البديع وهذا التفاعل المذهل بينها وبين الناس . من الفن للثقافة مساء الاثنين امس الاول ،في الحادية عشرة مسائا ،غنت ام كلثوم (فكروني )للشاعر عبد الوهاب محمد والموسيقار محمد عبد الوهاب ،وومن الواضح انها كانت تقدمها للجمهور للمرة الاولي في هذه الليلة ،ومن هنا بدت مهتمة برد فعله،(وهو ما بدأ واضحا عليها في الآداء وتكرار أ بعض مقاطع الأغنية (وهنا يتحول المستمع الي مشاهد وعاشق للغناء وصاحبته والمشهد كله ) ،وهو ما دفعني للبحث وراء عودتها وعودة حفلاتها يوميا ،لأجد انقلاب كبير في القناة الثقافية ،وعودتها لتألقها ،وتقديمها لبرامج عن المسرح والفن التشكيلي وندوات ، وحوارات ، وبرنامج بعنوان (يوميات ثقافية ) ،ومسلسلات رائعة،وطبيعي ان يكون السر وراء هذا التغيير الكبير رئيس جديد للقناة هو المخرج حسن عيسي ،الذي اختاره رئيس القطاع أسامة بهنسي لهذه المهمة بعد بلوغ الرئيس السابق سن المعاش ،عيسي بدأ مشواره كمساعد مخرج مع مخرجين كبار بينهم اشرف فهمي وإنعام محمد علي وعاطف الطيب ،وتنقل بين السينما والتليفزيون فاخرج سهرات درامية وأفلاما تسجيلية قبل ان يخرج مسلسل (لا احد ينام في الاسكندرية )عن رواية الكاتب الكبير ابراهيم عبد المجيد ،وبعد سنوات تأتيه فرصة مختلفة،في ظروف مختلفة ، من خلال قناة النيل الثقافية ،فيسعي لاستعادة دورها الكبير لدي محبي الثقافة والفن ،ويستعيد لنا( أم كلثوم ) كوكب الشرق ، وحفلاتها ،وروعتها .