مش هتصدق إن المسلسل ده مصري واتعمل قبل أكتر من 43 سنة كمان «حصان عيان ولازم يموت، ينضرب بالنار في دماغه علشان عجز، سنتين تلاتة وأنا كمان انضرب بالنار مانا كمان عجزت وقدمت» – طلبة مسلسل اسمه الرجل والحصان بطولة محمود مرسي واتعرض سنة 1982، بعتبره واحد من أعمق وأغرب الأعمال الدرامية اللي اتعملت في التلفزيون المصري.. أو على الأقل من بين الأعمال للي شفتها في حياتي.. الشاويش طلبة كان بيحب حصانه عنتر أكتر من أي حاجة في الدنيا، لدرجة إنه قرر يبيع أرضه عشان يشتريه بعد ما الحصان كبر وبقى غير صالح للخدمة، وبدل ما يتساب لمصير خيل الحكومة المعروف، قرر ينقذه بأي طريقه. الناس قالت عليه مجنون حتى بنته صرخت فيه وقالت سلامة عقلك يا بابا، بس هو كان شايف إن اللي بيعمله ده مش جنون ده وفاء لصديق العمر. المسلسل قدم حوارات صامتة بين الإنسان والحيوان، ونظرات محمود مرسي كانت كفيلة إنها تشرح كل الوجع والخوف والحزن اللي جوه.. وابداع المخرج في طريقة تصويره لعنتر وكأنه إنسان مش حصان. فلسفيا عمك طلبة شاف في عنتر نفسه ومصيره يوم ما يكبر ويتنسى. ولما فشلت كل محاولاته في إنه يدفع للحكومة تمن الحصان، قرر يهرب بحصانه ويستخبى عند ست كان بيحبها زمان وبتبدأ رحلة هروب درامية جدا.. نهاية المسلسل كانت صدمة لأن البطل مش هينتصر في الاخر.. لأ عنتر بيموت وطلبة بيتحاكم عشان خالف القوانين وسرق الحصان بس الحب الحقيقي بينه وبين الحصان بيفضل هو البطل الحقيقي اللي بنطلع بيه من الحكاية. المكان اللي بتدور فيه الأحداث مهم، فالمسلسل متصور في الريف في مركز بوليس في قرية بسيطة والريف في الدراما المصرية دايما بيكون له سحره الخاص، بيرتبط بالقيم التقليدية والحياة الأهدى والقرب من الطبيعة والحيوانات. فالعلاقة العميقة بين طلبة وعنتر بتبان طبيعية أكتر في البيئة دي اللي الحيوانات فيها جزء أساسي من الحياة اليومية والشغل. المسلسل فيه أغاني جميلة بصوت محمد منير وكلمات عبدالرحيم منصور، بيحكي عن الإنسان اللي بيعافر عشان يحتفظ باللي بيحبه.. المسلسل من تأليف الكاتب الكبير محمد جلال عبد القوي، ومن إخراج أحمد خضر.. وبجانب محمود مرسي كان فيه كوكبة من النجوم الكبار زي الفنانة هدى سلطان في دور جليلة الست القوية اللي ليها دور مهم في حياة طلبة، والفنان محمد رضا في دور بشر زميل طلبة في الشغل، والفنانة مديحة سالم في دور نعمات، والفنانة فاطمة التابعي في دور زنوبة، وغيرهم كتير من الفنانين اللي كل واحد فيهم ساب بصمة في العمل. ومن أغنية التتر، بصوتت محمد منير ، كلمات عبدالرحيم منصور: شريد يا قلبي و انت مليان ضنا و جروح سرقت عمرك و روحكو يا روح ما بعدك روح سارق وأنا المسروق وشروقي زي غروبجوايا زنزانة حواليا زنزانة وآخر حصاد العمر عمري في الخلا مطروح