عادل إمام إن حكى ..
بقلم : حمدي رزق
الزعيم، مسرحية كوميدية سياسية ساخرة ، أول عروضها في العام ( ١٩٩٣ م ) ، ومن هذا التاريخ صار الكبير ” عادل إمام ” زعيم الكوميديا ، ولايزال يخاطبه المحبون بالزعيم .
قد يكون اسم “زعيم” مُشتقًا من الاسم العربي المذكر ” زعيم” ، ويعني القائد. وبالمثل، اسم “الزعيم ” يعني “القائد”، و مع حفظ المقامات ، حاز لقب الزعيم سياسيا ، خالد الذكر ” جمال عبد الناصر” ، وحاز اللقب حزبيا طيب الذكر ” خالد محيي الدين ” زعيم حزب التجمع اليساري ، واحتكر الزعامة الفنية الكبير ” عادل إمام ” ..
لا أحتفي عادة بأعياد الميلاد، وبينى وبين الفن وأهله مسافة كافية للمشاهدة من بعيد، ولكن عيد ميلاد الزعيم عادل إمام (١٧ مايو ١٩٤٠) خليق بالاحتفاء .
احتفاء واحتفال بيوم ميلاد موهبة فنية مصرية خالصة، صناعة مصرية ، جوهرة فنية جاد بها الزمان، عبقرية كوميدية تجاوزت محيطها الوطنى إلى عالمها العربى وغردت عالمياً، فصار كوميديان العرب الأول بلا منازع، متخطياً الحدود، متجاوزاً اللهجات، فصار الزعيم الكوميدي الصامد فى وجه الزمان ، أطال الله عمره ، ومتعه بالصحة والعافية .
لست مؤرخاً سينمائياً، ولا ناقداً فنيا ، ولكن محب على البعد لأبو رامى، تستلفتنى ظاهرة العبقرية المصرية ، و عادل إمام، عبقرية كوميدية عابرة للأجيال، لفتت جيلى وأجيالاً سبقت، نحن أجيال ” الأبيض والأسود ” التى فغرت فاها على الألوان المبهرة فى صالات العرض، ولايزال الزعيم قادراً على لفت أجيال الثورة الرقمية عبر محفوظات يوتيوب، كوميديان عابرا للأجيال ، زعيم حاضر بفنه عبر عقود عبرت بمصر، عنوان رئيس لمدة نصف قرن من الزمان.
لا أزعم اقتراباً، ولكن كل من اقترب من محبته عاد يروى جانباً من حياة الزعيم، وهى جديرة بالتسجيل الأمين، فإذا كان عادل إمام نال محبة الجماهير العربية وفى القلب منها المصرية، وتربع على قمة الكوميديا فى بلد الكوميديانات الكبار، فهذا يحتاج تشخيص فني لعبقرية كوميدية باهرة .
معضلة، كيف ترسم نفسك كوميدياناً فى بلد مفطور على الكوميديا، وشعب إذا لم يجد ما يسخر منه، ضحك من نفسه، كيف تكون عادل إمام فى شعب من الساخرين العظام؟..
تكر السنون صاخبة و الزعيم ينسج تاريخه الفنى الخاص، أفلامه عناوين لمراحل من حياة المصريين، وشخوصه حاضرة فى كل حارة وزقاق، وسخريته نابعة من معين لا ينضب، لقط إشارة المواطن المصرى باكراً، وضبط موجته على موجة الناس، فصار فى قلب الشارع، لم يغادره وبرغم الـريح وبرغم الجو الماطر والإعصار لايزالون ينتظرون منه طلة ، الحاذقون متربصون بمذاكرات الزعيم هذا ان كان كتبها .
ميلاد الزعيم يتكرر كل عام فى نفس اليوم ( ١٧ مايو ) ، ولكن ميلاده الفنى ومهده المسرحى وشبابه السينمائى، وبلوغه الإبداعى كزعيم للقبيلة الفنية، يحتاج إلى مؤرخ فنى حاذق .
صعب الإحاطة بظاهرة عادل إمام فى سطور، وتظلمه عناوين الأفلام والمسرحيات والمسلسلات مجردة من سر الإبداع فى شرائط هى دفتر أحوال المحروسة.
قصة الزعيم حتماً ولابد أن يرويها عادل إمام شخصيا، وهو بطبعه حكاء، وما خفى من تقاطعاته الفنية مع عظماء، والسياسية مع زعماء، والبشر والحجر، عبر عقود مرت بالبلاد وشهدت أحداثاً جساما تستأهل وقفة من الزعيم، يحكى فيها ما كان منه وكان منهم .
عادل إمام إن حكى، سيحكى طويلاً، لماذا لا يحكى عادل إمام الإنسان، ما تيسر من سيرة عادل إمام الزعيم، رحلة شاقة قطعها حتى وصل إلى قمة جبل السعادة، وكل صعود قبله انكسار، ومن اختمار الحلم ييجى النهار على رأى عمنا “سيد حجاب”.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البشاير ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البشاير ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.