رحل عن عالمنا مساء أمس الجمعة 23 مايو، في العاصمة الجزائرية، المخرج والمنتج الجزائري الكبير محمد لخضر حمينة، عن عمر ناهز 95 عاماً. وفاة المخرج الجزائري محمد لخضر ويُعد الراحل أحد أهم رموز الفن السابع في العالم العربي والقارة الأفريقية، وأول – ولا يزال الوحيد – عربي وأفريقي يفوز بجائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي الدولي. فيما تقدم رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون بالتعازي في وفاة المخرج المجاهد محمد لخضر حمينة، واصفاً إياه بـ"عملاق السينما العالمية"، وذلك عشية احتفال الإنسانية بالذكرى الخمسين لفوزه بالسعفة الذهبية. وكتب الرئيس في رسالته: "ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل الفنان الكبير، صاحب السعفة الذهبية، محمد لخضر حمينة، الذي جعل من السينما أداة مقاومة، وكرسها للدفاع عن الشعوب المقهورة، ولتبليغ رسالة الجزائر إلى العالم". أبرز المعلومات عن محمد لخضر ولد محمد لخضر حمينة في 26 فبراير 1934 بمدينة المسيلة الجزائرية. بدأ مسيرته الفنية خلال سنوات الثورة الجزائرية، حيث آمن مبكراً بأن السينما يمكن أن تكون سلاحاً موازياً للبندقية. استثمر طاقته الإبداعية لنقل معاناة الشعب الجزائري تحت نيران الاستعمار الفرنسي. بعد الاستقلال ساهم في تأسيس السينما الوطنية الجزائرية، وكرّس حياته لإعلاء صوت الجنوب العالمي وقضاياه العادلة من خلال الشاشة الكبيرة. شاهدي أيضاً: بعد صراع مع المرض: وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز "وقائع سنين الجمر": ملحمة سينمائية خالدة يبقى فيلم "وقائع سنين الجمر" (Chronique des années de braise)، هو الإنجاز الأبرز في مسيرة محمد لخضر حمينة، ليس فقط لأنه نال السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 1975 – وهي الجائزة الأرفع في عالم السينما – ولكن لأنه أعاد من خلاله كتابة تاريخ الثورة الجزائرية بلغة شاعرية، فنية وإنسانية تخاطب العالم أجمع، بعيداً عن الشعارات والخطابات الجوفاء. في تلك السنة، وقف حمينة في قصر المهرجانات بكان ليصنع التاريخ، ويصبح أول عربي وأفريقي يُكرم بالسعفة الذهبية، متفوقاً على أسماء عالمية بارزة، في لحظة اعتُبرت تحولاً رمزياً في تاريخ المهرجان، ومنعطفاً فارقاً في مسار السينما القادمة من الجنوب. "السعفة الغائبة": جائزة لم يستعدها أبداً لكن خلف هذا المجد، قصة مؤلمة ظلت تؤرق الراحل حتى سنواته الأخيرة. ففي عام 2014، كشف محمد لخضر حمينة في مقابلة تلفزيونية أنه لم يستعد السعفة الذهبية التي نالها، حيث طُلب منه عند عودته إلى الجزائر في عام 1975 أن يودع الجائزة في مكتب الرئيس الراحل هواري بومدين، كي تُعرض للضيوف الرسميين، على أن تُعاد إليه لاحقاً. غير أن الجائزة اختفت ولم تُسترجع، رغم محاولاته العديدة، وقد أخبره مسؤولون في الرئاسة لاحقاً أنهم لم يعثروا عليها في أي من المكاتب. ورغم هذا الغياب الرمزي، بقيت "السعفة" حاضرة في وجدان الفنان ومحبيه، كوسام لا يحتاج لمعدن كي يلمع، بل لتاريخ نضالي ومشروع ثقافي إنساني. بين "ريح الأوراس" و"العاصفة": سينما التحرر والمقاومة لم تكن "وقائع سنين الجمر" العمل الوحيد الذي رسخ اسم حمينة في الذاكرة السينمائية العالمية، فقد سبقته أعمال مثل فيلم "رياح الأوراس" (1966) الذي جسد معاناة أم جزائرية تبحث عن ابنها المعتقل لدى سلطات الاحتلال الفرنسي، وحصد عنه جائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان، وجائزة أفضل سيناريو في موسكو، والغزال الذهبي في مهرجان طنجة. كما أخرج فيلم "العاصفة" (Vent de Sable) الذي دارت أحداثه في ولاية الوادي، ولاقى صدى واسعاً في الأوساط النقدية، لتؤكد أعماله المتتالية على التزامه الواضح بقضايا الشعوب، واستمراره في استخدام السينما كمنبر لمقاومة الظلم، وكشف الاستعمار، وإعلاء صوت الإنسان في وجه الاستعباد. حضر الراحل مهرجانات عالمية كبرى، ونال عشرات الجوائز، وكان موضع تقدير واسع من مؤسسات ثقافية وسينمائية دولية، لكن مكانته الحقيقية تجلت في جمهوره الذي رأى في أفلامه مرآة لروحه، وصوتاً حقيقياً لما لم يستطع قوله. شاهدي أيضاً: وفاة الإعلامي السوري صبحي عطري: صدمة لمحبيه شاهدي أيضاً: صدمة في الوسط المصري بعد وفاة هذه الفنانة الشابة في حادث سيارة شاهدي أيضاً: وفاة 3 منتجين في حادث مروع ونجوم الفن في حالة صدمة شاهدي أيضاً: وفاة عبدالله مشايخ تحدث ضجة على منصات التواصل وصدمة بين متابعيه شاهدي أيضاً: بعد صدمة موتها المفاجئ.. المشاهير ينعون وفاة اللبنانية أمل حمادة!