في لحظة بدت وكأنها نهاية سعيدة لفيلم طويل، انهار حلم الإعلامية الليبية حنان المقوب بالعثور على عائلتها البيولوجية، بعدما جاءت نتائج تحليل الحمض النووي قاطعة: لا صلة نسب بينها وبين العائلة التي احتضنتها مؤخرًا في القاهرة بعد 44 عامًا من الفقد والحرمان. المقوب، التي بدأت قصتها تُروى للعالم من خلال بث مباشر عبر حسابها في تطبيق "تيك توك"، ظهرت في فيديو جديد منهارةً بالبكاء، وقالت بصوت يقطعه الألم: "من داخلي منتهية... ما عنديش لا صحة ولا أعصاب"، في تعبير موجع عن الخيبة بعد أن كانت على مشارف تصديق أن الحلم قد تحقق. بداية القصة: مكالمة غيّرت المسار انطلقت شرارة الحكاية عندما تلقت حنان مكالمة عبر بث مباشر من شاب ليبي يُدعى عمر موسى. حكى الشاب أن والدته أنجبت طفلة في مستشفى ببنغازي وهي بعمر 14 عامًا، وتم إبلاغها أن الطفلة تُوفيت عقب الولادة، دون أن ترى جثمانها أو تحصل على تأكيد واضح للوفاة. لسنوات طويلة، ظل قلبها ينبض بشكوك أن ابنتها ما تزال على قيد الحياة. وما إن شاهدت الوالدة حنان المقوب في أحد الفيديوهات، حتى أقسمت أن الملامح لا تخطئ، وأنها ابنتها الضائعة. هنا، توقفت حنان فجأة عن البث، لتعود لاحقًا وقد غرقت عيناها بدموع الفرح، مؤكدةً أنها وجدت عائلتها، وأن الشبه الجيني والوجداني لا يمكن تجاهله. رحلة إلى القاهرة واحتضان دافئ سافرت حنان المقوب إلى القاهرة للقاء "أمها" المفترضة، وهناك التقطت لحظة الاحتضان الأولى بين السيدتين التي بثّتها المقوب في فيديو مؤثر، حيث تعانقتا كأن الزمن انكسر فجأة. اجتمع المتابعون حول قصتها، وتعاطف الآلاف معها من ليبيا ومصر والعالم العربي، معتقدين أن معجزة قد حدثت بالفعل. لكن خلف هذا اللقاء العاطفي، كانت هناك خطوة حاسمة: تحليل الحمض النووي. النتيجة: لا تطابق.. وانهيار علني بعد مرور أكثر من 3 أسابيع على اللقاء، ظهرت نتيجة التحليل. صدمة غير قابلة للتأويل. لا علاقة بيولوجية بين حنان والعائلة التي استقبلتها. ورغم أن العائلة المزعومة لم تتقبل النتيجة، وطالبت بإعادة التحليل في جهة حكومية، فإن المقوب كانت منهكة، قائلة: "أنا مش هانكسر، لكن التجربة دي ما تمرش بالساهل". ظهرت مجددًا في بث مباشر، تحتضن المرأة التي ظنّت أنها والدتها، وتبكيان معًا بعد أن بدا أن العلم قرر مصيرًا آخر. لكن المقوب تمسكت بأمل آخر وهمست: "لعله خير... لعله خير". شاهدوا لحظة انهيار حنان المقوب على الهواء بسبب نتيجة الحمض النووي: طفولة في الظل.. وبحث طويل عن النور ولدت حنان في عام 1981، وعُثر عليها بعد يومين من ولادتها أمام أحد مساجد بنغازي. تم نقلها إلى دار رعاية حيث أُطلق عليها اسم "فردوس عبدالله"، ثم تبنّتها عائلة ليبية وأطلقت عليها اسم "حنان"، لتنشأ في كنف أسرة قدمت لها المحبة والرعاية. لكن عند بلوغها سن الـ 26، فقدت والديها بالتبني، لتواجه خطر العودة إلى دار الأيتام. كفلها عمها بالتبني قانونيًا، واستمرت حياتها، ودخلت مجال الإعلام وأصبحت واحدة من الوجوه المألوفة في ليبيا. المقوب والإعلام.. صوت لم يُكسر رغم الألم عرفت حنان المقوب بمواقفها الحقوقية ونشاطها الإعلامي، وقدّمت عدة برامج إذاعية وتلفزيونية، قبل أن تنتقل إلى مصر بعد تلقيها تهديدات، وتبدأ بث برنامجها الشهير عبر "تيك توك" بعنوان: "تعال نحكيلك". ومن خلال هذا البرنامج، وقعت الصدفة التي دفعتها للوقوف أمام احتمال لم تتوقعه: أن تكون الطفلة التي ظنّت لسنوات طويلة أنها وُلدت بلا عائلة، هي نفسها ابنة تبحث عنها أم مكلومة. التفاعل الشعبي.. مشاعر متقلبة بين الدموع والأمل عاشت الجماهير فصول القصة مع حنان المقوب لحظة بلحظة. تفاعل واسع عبر "تيك توك" ومنصات التواصل الاجتماعي، ما بين الدعم والدعاء، ثم الانهيار الجماعي حين ظهرت نتائج التحليل. طالب المتابعون بإعادة التحليل في مكان محايد، فيما دعاها البعض إلى مواصلة البحث. غير أن المقوب، التي بدا التعب على وجهها في البث الأخير، أكدت أنها ستأخذ استراحة، لأنها لم تعد تملك ما يكفي من القوة. شاهدي أيضاً: مشاهير لم يستطيعوا الهرب من التجاعيد وصدموا الجمهور بأحدث صورهم شاهدي أيضاً: مشاهير فارقوا الحياة أمام أعين الجمهور وصدموا محبيهم في نهاية مشوارهم! شاهدي أيضاً: صور مشاهير صدموا جمهورهم باختلاف أشكالهم بسبب التجميل أو تغير الوزن شاهدي أيضاً: صور مشاهير صدموا جمهورهم بقرار اعتزال الفن فجأة: تعرفوا على الأسباب الحقيقية!