في واحدة من أكثر اعترافاته صراحة، كشف النجم الأمريكي براد بيت عن تفاصيل عميقة عاشها في أعقاب انفصاله المؤلم عن الممثلة أنجلينا جولي، متحدثًا عن دخوله إلى برنامج "الكحوليون المجهولون" خلال أكثر مراحله انهيارًا. وبلغة صادقة تجرّد فيها من هالة الشهرة، تحدّث بيت عن معركته الصامتة مع الألم الشخصي، في محاولة لاستعادة السيطرة على حياته بعد الانهيار النفسي الذي أعقب انفصاله عن جولي. "وصلت إلى القاع".. اعترافات صريحة في لحظة ضعف إنساني براد بيت، الذي يبلغ اليوم 61 عامًا، شارك تجربته المؤثرة خلال ظهوره في بودكاست "Armchair Expert" الذي يقدّمه الممثل داكس شيبرد، موضحًا أنه لجأ إلى حضور جلسات "الكحوليون المجهولون" بعد فترة وصفها بأنها "الأسوأ في حياته". وقال حرفيًا: "كنت فعليًا على ركبتيّ. كنت في وضع منفتح جدًا، أجرّب أي شيء يقترحه أي شخص. لم أكن أملك خطة واضحة، فقط رغبة صادقة في الخروج من الحفرة التي سقطت فيها". التصريحات، التي شكّلت مفاجأة للمتابعين نظرًا لندرتها وصراحتها، أعادت تسليط الضوء على آثار طلاقه من أنجلينا جولي، الذي دام صراعهما القانوني أكثر من ثماني سنوات. خوفٌ في البداية.. ثم تحوّل الجلسات إلى مصدر عزاء رغم رهبة بيت من مشاركة تفاصيله الخاصة أمام الغرباء، إلا أن ما وجده داخل جلسات الدعم فاجأه:"الجميع كان منفتحًا وصريحًا. منحني ذلك الإذن الضمني بأن أفتح قلبي. وجدت نفسي أتشبث بهذه اللحظات، وأتطلع للجلسة التالية. أصبحت أمرًا مهمًا جدًا في حياتي". واستطرد في حديثه عن التأثير الإيجابي الذي تركته هذه اللقاءات، مشيرًا إلى أنه لمس فيها جانبًا من الدفء والصدق والإنسانية التي افتقدها لفترة طويلة: "كانت جلسات يشارك فيها الرجال أخطاءهم، آلامهم، إخفاقاتهم، وحتى أحلامهم... ولكن أيضًا بحس فكاهي يجعل الأمر قابلًا للتحمّل. شعرت أنني أعود للحياة من جديد". "أنا عنيد.. ولكنني أتحمّل المسؤولية دائمًا" وخلال حديثه المطوّل، لم يخف بيت صفاته الشخصية التي قد تكون صعّبت عليه بعض مراحل حياته، حيث وصف نفسه بـ"العنيد"، لكنه أشار في المقابل إلى امتلاكه قدرة على الاعتراف بالخطأ والعمل على تصحيحه: "عندما أخطئ، لا أتهرب. أتحمّل كامل المسؤولية. ثم أبدأ في التساؤل: ماذا يمكنني أن أفعل لأصلح هذا؟ كيف أضمن ألا أكرر الخطأ؟ كيف أكون إنسانًا أفضل؟". هذا السلوك، حسب تعبيره، لم يكن سهلًا، لكنه كان ضروريًا ليُعيد بناء ذاته بعد انهيار علاقته العاطفية الأكثر شهرة. قصة حب انهارت بعد أكثر من عقد من الزمن العلاقة التي بدأت بين براد بيت وأنجلينا جولي عام 2005 أثناء تصوير فيلم "Mr and Mrs Smith" تحوّلت سريعًا إلى واحدة من أكثر القصص رومانسية إثارة في هوليوود. تخلّلها ولادة أول أبنائهما البيولوجيين، شيلوه، وانضم إليهم أطفال بالتبني هم مادوكس، باكس، وزهرة، قبل أن يُرزقا لاحقًا بتوأمين، نوكس وفيفيان. بعد أكثر من عشرة أعوام من العلاقة، تزوّج الثنائي في 2014، لكن زواجهما لم يصمد أكثر من عامين. وفي عام 2016، تقدّمت جولي بطلب الطلاق، مشيرة إلى "خلافات لا يمكن التوفيق بينها"، لتبدأ بعدها سنوات طويلة من النزاع القانوني حول الحضانة وتقسيم الأصول. الطلاق الرسمي.. بعد نزاع مرهق وطويل رغم انفصالهما منذ عام 2016، لم يُحسم طلاقهما قانونيًا إلا في ديسمبر الماضي، بعد صراعات مريرة شملت اتهامات متبادلة، وشكاوى قضائية بشأن حضانة الأطفال ومشاركة الملكية في مزرعة "شاتو ميرافال" الشهيرة في فرنسا. محامي أنجلينا أعلن فور إنهاء الإجراءات أن موكلته شعرت بـ"الارتياح"، وأوضح أنها أمضت السنوات الماضية في البحث عن السلام النفسي لعائلتها، خاصة بعد مغادرتهم لممتلكاتهم المشتركة مع بيت. بيت: "حياتي الشخصية استهلكتني.. ولكنني الآن أكثر توازنًا" في مايو الماضي، علّق براد لأول مرة على الطلاق قائلاً إنه لا يرى الخطوة "حدثًا كبيرًا" من الناحية العاطفية، بل مجرد استكمال لإجراءات قانونية. وأضاف في لقاء مع GQ: "حياتي الشخصية كانت دومًا على واجهة الصحف... منذ ثلاثين عامًا. إنه أمر مزعج أحيانًا، لكنني الآن أشعر أنني في مكان أكثر دفئًا واستقرارًا، مع أصدقائي، وأحبائي، ومعرفتي بنفسي". صفحة جديدة.. مع إنيس دي رامون وعلى الصعيد العاطفي، يبدو أن بيت بدأ فصلًا جديدًا برفقة صديقته الحالية إنيس دي رامون، التي ظهرت معه في أكثر من مناسبة مؤخرًا، أبرزها العرض الأول لفيلمه المنتظر "F1" في نيويورك منتصف يونيو. ورغم أنه لم يتحدث كثيرًا عن علاقته الجديدة، إلا أن ظهورهما معًا بعفوية وتماسك، قد يشير إلى استقرار عاطفي بدأ يستعيده النجم بعد سنوات من التقلبات والانكشاف أمام الإعلام.