في ظل جدل واسع أثارته أزمة حقوق فنية مؤخراً، بعد أن نسبت الإعلامية المصرية مها الصغير إحدى اللوحات المعروضة في برنامج تلفزيوني إلى نفسها، برز اسم الفنانة التشكيلية الدنماركية ليزا لاش نيلسون بقوة في الأوساط العربية، وذلك بعدما كشفت أن اللوحة تعود لها، لا لمها، وطالبت بحفظ حقوقها كمبدعة.
من كوبنهاغن إلى القاهرة، انتقل صوت ليزا ليكشف فصلاً جديداً في معركة الفنانين المستقلين مع الاستحواذ غير المشروع على أعمالهم. فمن هي ليزا لاش نيلسون؟ وما الذي يميز أسلوبها الفني؟
إليكم أبرز المعلومات عن ليزا نيلسون:
- وُلدت ليزا لاش نيلسون عام 1974 في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.
- درست تصميم الأزياء في الأكاديمية الملكية الدنماركية للتصميم.
- حصلت على درجة الماجستير.
- بدأت حياتها المهنية كفنانة تشكيلية في عام 2012، بعد سنوات من الدراسة والتأمل، لتقدم أعمالاً فنية تخاطب أعماق النفس البشرية.
- منذ انطلاقتها، عُرفت ليزا بأسلوبها الخاص الذي يجمع بين الرمزية، والسريالية، والاهتمام العميق بعلم النفس، وهو ما يظهر بوضوح في لوحاتها التي تستكشف قضايا الهوية، والانفصال، والصراع الداخلي.
تصف ليزا فنّها بأنه رحلة داخلية تستكشف الهوية أو فقدانها، وتسعى للكشف عن الجوانب الخفية في الوعي البشري. وبفضل اهتمامها المتواصل بعلم النفس، تغوص في مشاعر الفتيات والنساء الشابات، لتجسد عبر الفرشاة والصورة حالات من التأرجح بين الأمل والضياع، والنور والظلمة، وسط عالم يزداد تعقيداً.
تفاصيل لوحات ليزا نيلسون
لوحاتها، خصوصاً الزيتية منها، تحمل مشاهد حالمة وأحياناً مزعجة، حيث تختلط البراءة بالخوف، والجمال بالقلق. تلك الصور الرمزية المكثفة تلامس أعماق المشاهد، وتجعله يواجه أسئلته الخاصة حول ذاته ووجوده.
ومن بين أبرز أعمالها التي لاقت انتشاراً مؤخراً، لوحة بعنوان "صنعتُ لنفسي أجنحة"، والتي كشفت عنها لأول مرة في عام 2019. تُمثل هذه اللوحة واحدة من أيقونات أسلوبها الفني، حيث تصور شابة تحمل أجنحة، في مشهد يمزج بين الحلم والهروب والتمكين الذاتي. لكن المفاجأة أن هذه اللوحة كانت نقطة الانطلاق لأزمة إعلامية وفنية كبرى.
ففي أحد البرامج المصرية الشهيرة، ظهرت اللوحة ضمن فقرة استعرضت فيها الإعلامية مها الصغير أعمالاً فنية زعمت أنها قامت بتنفيذها، دون الإشارة إلى اسم ليزا أو أي توثيق للعمل الأصلي.
من أرسل لليزا حلقة منى الشاذلي؟
أوضحت ليزا أن أحد متابعيها على إنستغرام أرسل لها مقطعاً من الحلقة، مشيراً إلى أن إحدى لوحاتها عُرضت دون إذن أو نسب، بل تم تقديمها كما لو أنها من إبداع مها الصغير. وقالت ليزا: "صُدمت حين رأيت العمل يُعرض بهذه الطريقة. لم أتوقع أن يُستخدم فني بهذا الشكل، وكنت أبحث عن طريقة حضارية لحل الأزمة"، وأضافت أنها حاولت التواصل مع منى الشاذلي وفريق برنامجها "معكم"، وكذلك مع مها الصغير، عبر البريد الإلكتروني والرسائل المباشرة، لكنها لم تتلق أي رد حتى تصاعدت القضية إعلامياً.
اعتذارات وتساؤلات حول المسؤولية
بعدما تحدثت ليزا علناً عن الأزمة، سارعت مها الصغير إلى إرسال رسالة اعتذار، أكدت فيها أنها لم تكن تقصد التجاوز، وعللت الأمر بأنها كانت تمر بظروف شخصية صعبة أثرت على حكمها وتقديرها. كما أرسل فريق برنامج "معكم" رسالة مماثلة للفنانة الدنماركية.
ليزا، من جانبها، عبّرت عن قبولها للاعتذار، مشيدة بتضامن الجمهور المصري معها. وقالت: "تلقيت مئات الرسائل من مصريين يعتذرون لي، وأكدوا لي أن هذا لا يمثل ثقافتهم. أنا ممتنة لهذا التفاعل، وأشعر أن لدي الآن أصدقاء في مصر".
موجة تضامن ورفض لاستهانة البرامج بالفن المستقل
الحادثة أثارت ردود فعل قوية داخل الوسط الفني المصري، حيث عبّر عدد كبير من الفنانين والنقاد عن استيائهم من تكرار عرض أعمال فنية دون إذن. واعتبرت الفنانة ياسمين الخطيب أن "الاعتذارات لا تكفي"، مشيرة إلى أن تكرار هذا النمط من التجاوزات يؤشر إلى غياب الرقابة الإعلامية على المحتوى الثقافي، وكتبت: "ما حدث يجب أن يكون جرس إنذار. الإبداع ليس مجرد صورة جميلة، بل هو جهد وعمر وعاطفة".
شاهدي أيضاً: فنان فرنسي يتهم مها الصغير بالسرقة ويكشف التفاصيل
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.