أثارت حادثة وفاة الممثلة وعارضة الأزياء الباكستانية حُميرا أصغر Humaira Asghar صدمة كبيرة داخل الأوساط الفنية والإعلامية في باكستان، بعدما تمّ العثور على جثمانها في حالة تحلّل كامل داخل شقتها الواقعة في منطقة دفاع السكنية الراقية بمدينة كراتشي. تحلل جثمان حميرا أصغر Humaira Asghar يصدم العالم وأكدت مصادر الشرطة أنّ الجثمان كان في وضع متحلّل بشكل شبه كلي، مما رجّح أن الوفاة حدثت قبل فترة تتراوح بين ثمانية إلى عشرة أشهر، وفقًا للتقرير المبدئي للطب الشرعي. وكانت الشرطة قد اقتحمت الشقة لتنفيذ أمر إخلاء رسمي بعد عدم استجابة حُميرة لأي تواصل، إذ ظل هاتفها مغلقًا طوال ستة أشهر متواصلة، ما أثار شكوك المالك والجيران. وبعد كسر الباب، تبيّن أن الممثلة البالغة من العمر 32 عامًا توفّيت وحيدة، دون أن يلاحظ أحد غيابها لفترة طويلة. نبذ عائلي يزيد الجدل القضية تحوّلت إلى قضية رأي عام بعدما تبيّن أنّ عائلة حُميرة أصغر كانت قد تبرّأت منها منذ سنوات بسبب دخولها عالم التمثيل وعروض الأزياء، وهو المجال الذي عارضته أسرتها المحافظة بشدّة. وأكد شقيقها نافيد أصغر، الذي استلم الجثمان لاحقًا بعد مطابقة الحمض النووي، أنّ العائلة لم تكن على تواصل مع حُميرة طوال عام تقريبًا، رغم محاولات والدتها التواصل معها من حين لآخر. وأوضح نافيد أنّ العائلة لم ترفض استلام الجثمان كما تداولته بعض المنصات، بل إنّ سوء الفهم والإجراءات المعقدة حالت دون تسلّمه فورًا، لكنهم أقرّوا بأنّهم تخلّوا عنها معنويًا بسبب قرارها العمل في مجالات فنية يرفضونها من منطلقات اجتماعية ودينية. تحلّل يفوق التصوّر تقرير الطب الشرعي المبدئي كشف تفاصيل صادمة عن حالة الجثمان، فبحسب الفريق الطبي الذي تولّى الفحص، كانت عضلات وجه الممثلة قد ذابت بالكامل، بينما تحلّلت أصابع اليدين حتى بانت العظام. وأظهرت النتائج أن المخّ تحلّل تمامًا، فيما تحوّلت الأعضاء الداخلية إلى كتلة سوداء بفعل التحلّل الطبيعي والحشرات التي تكاثرت داخل الجسد. وأشار التقرير إلى عدم وجود كسور بالعظام أو علامات إصابات ظاهرية قد توحي بوقوع جريمة، لكن الفحوصات الكيميائية وتحاليل الأنسجة ما زالت جارية لحسم السبب النهائي للوفاة. جنازة متواضعة وسط ضجيج رقمي في مساء الجمعة، وُري جثمان حُميرا أصغر أصغر الثرى داخل مقبرة في حي موديل تاون بمدينة لاهور بحضور محدود جدًا من الأقارب وعدد قليل من أصدقائها القدامى في الوسط الفني، وسط غياب شبه تام من الوسط الإعلامي الذي اكتفى بتغطية الجنازة عن بُعد. وقبل الدفن، انطلقت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب الجهات الحكومية ومؤسسات العمل الخيري بتحمّل نفقات الدفن بعدما تردّد أنّ الأسرة تخلّت عن مسؤولية وداعها، الأمر الذي دفع بعض الشخصيات العامة والمؤسسات الخيرية للتدخّل حتى تمّ حلّ الأزمة. حُميرا أصغر تخرّجت من الكلية الوطنية للفنون وقدّمت قرابة 100 عرض مسرحي مع فرق شهيرة مثل "أجوكَا" و"رافي بير"، قبل أن تنتقل إلى مجال عروض الأزياء وبعض الأعمال التلفزيونية. وبرغم محاولاتها لتوسيع شهرتها، ظلّت أدوارها محدودة ولم تنل حظًّا وافرًا من الأضواء، الأمر الذي دفعها للعيش شبه معزولة في شقتها الفاخرة بكراتشي بعيدًا عن عائلتها التي رفضت التواصل معها. الشارع الباكستاني يفتح النقاش حادثة وفاة حُميرة فتحت نقاشًا واسعًا داخل باكستان حول أزمة الفنانين الذين يواجهون ضغوطًا اجتماعية وعائلية تدفع بعضهم للابتعاد عن الأهل والعيش وحيدين، في مجتمع ما زالت بعض فئاته تعتبر العمل في مجالات الترفيه والمسرح أمورًا محرّمة أو مستهجنة. كثير من الناشطين اعتبروا أنّ نبذ الأسرة للفنانة كان سببًا مباشرًا لعزلتها ووحدتها، فيما ألقى آخرون باللوم على الوسط الفني الذي لم يستطع احتواءها في فترات تراجعها المهني. وحتى الآن، ما تزال التحقيقات مستمرة لمعرفة السبب الحقيقي وراء وفاة حُميرا أصغر. الشرطة أكّدت أنّه في حال ثبت وجود شبهة جنائية أو تسمّم متعمّد فسيتم فتح تحقيق جنائي وتسجيل قضية رسميًا. أمّا في حال تأكد أنّ الوفاة طبيعية أو بسبب مرض لم يُكتشف مبكرًا، فسيغلق الملف مع صدور التقرير النهائي. شاهدي أيضاً: التنمر يقتل رودينا: قصة وفاة طالبة بسبب زميلاتها شاهدي أيضاً: بعد الشائعات: هل التنمر هو سبب وفاة التيك توكر منتظر علي؟ شاهدي أيضاً: انتحار فتاة تيك توك شهيرة: هذا آخر ما قالته لمتابعيها شاهدي أيضاً: مؤثر أمريكي يعلن وفاته بنفسه في فيديو ويثير ضجة عالمية