لم يكن عشاق نجم الأكشن الأمريكي بروس ويليس Bruce Willis يتوقعون أن يبتعد بطل سلسلة "Die Hard" عن الأضواء فجأة، لكن منذ إعلان إصابته بالخرف الجبهي الصدغي عام 2022، بدأت ملامح الغياب تتضح أكثر فأكثر.

التقارير الأخيرة كشفت أن حالته الصحية تدهورت مؤة أخرى بشكل كبير، حيث لم يعد قادرًا على الكلام أو القراءة، بينما تراجعت قدراته الحركية إلى حد يصعب معه تأكيد مدى قدرته على المشي.

غياب عن هوليوود.. ذكريات بروس ويليس Bruce Willis تتلاشى

بروس ويليس، الذي أتم عامه السبعين في مارس الماضي، أمضى أكثر من أربعة عقود في هوليوود، لكنه اليوم بات بعيدًا تمامًا عن تلك الذكريات التي صنعت اسمه.

مصادر إعلامية نقلت أن الممثل المحبوب لم يعد يتذكر تفاصيل مسيرته الفنية الممتدة من تسعينيات القرن الماضي وحتى الألفية الجديدة، وهو ما زاد من حزن محبيه الذين تابعوا مسيرته منذ بداياته.

رسائل مطمئنة رغم الصدمة

وسط هذا القلق، تحرص عائلة بروس ويليس على مشاركة محبيه بمستجدات حالته كل فترة. ففي أبريل الماضي، أكد أفراد عائلته أن وضعه الصحي مستقر رغم تقدم المرض، مشددين على أنهم سيظلون بجانبه وملتزمين بتقديم كل ما يلزم للحفاظ على هدوئه وراحته. ورغم شح التفاصيل الرسمية، ظهرت مؤخراً منشورات على حسابه الرسمي في إنستغرام تعكس حالته بصمت، إحداها كانت صورة تجمعه بابنته مع تعليق قصير يوحي بأن الحب لا يحتاج إلى كلمات، بينما أظهرت صورة أخرى زوجته إيما وهي تلمس وجهه بحنان، مؤكدة أن التواصل لا يتوقف عند حدود اللغة.

مرض نادر يلتهم الذاكرة والكلمات

يعاني ويليس من نوع من الخرف يُسمى الخرف الجبهي الصدغي، وهو مرض نادر يختلف عن ألزهايمر ويظهر عادةً في سن أبكر. يؤثر هذا المرض بشكل مباشر على مناطق الدماغ المسؤولة عن السلوك والشخصية واللغة، ما يجعله أكثر قسوة على من اعتادوا التواجد أمام عدسات الكاميرات والميكروفونات.

إثر تشخيصه المبدئي بالإصابة بالحبسة الكلامية، اتخذ بروس ويليس قرار التوقف عن التمثيل عام 2022، ليُنهي بذلك رحلة مهنية حافلة بالأدوار الأيقونية والأعمال التي شكلت جزءاً من ذاكرة هوليوود. لاحقاً، جاء التشخيص الأدق بالخرف الجبهي الصدغي، ليبدد آمال جمهوره بعودة محتملة إلى الشاشة.

دروس إنسانية وسط الألم

بعيداً عن الأخبار الطبية القاسية، حملت قصة بروس ويليس رسالة إنسانية عميقة؛ فقد أعاد تسليط الضوء على هذا النوع من الخرف الذي لا يحظى بنفس مستوى الوعي مقارنةً بأمراض أخرى، ليثير النقاش حول أهمية الدعم الأسري والإنساني للمصابين بأمراض عصبية نادرة.

أضواء انطفأت لكنها لم تختف

ورغم أن نجم الأكشن العالمي بات اليوم أسير صمته، يظل إرثه الفني حاضراً بقوة في ذاكرة الملايين، من لحظات الأكشن إلى مشاهد الإثارة التي رسمت ملامح جيل كامل من عشاق السينما. أما عائلته، فتتمسك بحقه في حياة هادئة كريمة، يظل فيها محاطاً بحبٍ لا يحتاج إلى كلمات.

ويُعد بروس ويليس من أبرز نجوم الأكشن في هوليوود، وقد ترك بصمة قوية بأدواره الأيقونية في عدة أفلام حصدت جماهيرية ضخمة حول العالم. لمع اسمه بقوة من خلال سلسلة أفلام "Die Hard" التي رسخت صورته كبطل لا يقهر، كما تألق في أعمال شهيرة مثل "The Sixth Sense" الذي كشف جانبًا درامياً مختلفاً من موهبته، إلى جانب أفلام مثل "Armageddon"، و"Pulp Fiction"، و"12 Monkeys"، و"Unbreakable".

وبفضل تنوع اختياراته، نجح ويليس في الجمع بين الأكشن والإثارة والدراما، ليصنع إرثًا سينمائيًا ظل حاضرًا لعقود طويلة في ذاكرة محبيه.