ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على البلوغر المعروفة إعلامياً باسم "سوزي الأردنية"، واسمها الحقيقي مريم. أ، وذلك على خلفية عدة بلاغات رسمية تقدم بها مواطنون ومحامون تتهمها بنشر محتوى "مسيء" عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، يتعارض مع القيم الدينية والأسرية، ويشكل تهديداً للسلم العام، بحسب نص البلاغات.

تحرك أمني عاجل بعد بلاغات متعددة

تعود بداية الواقعة إلى تلقي الجهات الأمنية في القاهرة بلاغات متكررة من مواطنين استنكروا المحتوى الذي تبثه البلوغر سوزي الأردنية، مشيرين إلى أنه يحتوي على إساءة للدين الإسلامي، وازدراء للأديان، وتعدٍّ على القيم الأخلاقية والأسرية المتعارف عليها في المجتمع المصري.
وبحسب مصادر أمنية، فقد تحركت قوة من الشرطة المصرية إلى محل إقامة المتهمة في منطقة القاهرة الجديدة، حيث تم ضبطها واقتيادها إلى قسم الشرطة، وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة، قبل أن تبدأ النيابة العامة التحقيق في الاتهامات الموجهة إليها.

ازدراء الأديان والتأثير على النشء

ووفقاً لما ورد في أحد البلاغات المقدّمة للنائب العام، فإن مريم. أ ظهرت في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل وهي تتحدث عن الرسول محمد بطريقة غير لائقة، مما أثار موجة غضب كبيرة بين رواد الإنترنت والمتابعين، الذين اعتبروا حديثها استخفافاً بالثوابت الدينية وتجاوزاً صريحاً للمحظورات الأخلاقية والدينية.
وجاء في البلاغ، الذي تقدّم به أحد المحامين البارزين، أن المتهمة تحدثت عن الرسول كأنه شخص عادي، بل وقالت إنه لا يحمل شهادة"، في إسقاط وصفه المحامي بـ"المستفز"، موضحاً أن هذا التصرف يمثل جهلاً بيّناً بمقام النبي الكريم، وتعدياً صارخاً على مكانته في نفوس المسلمين.
وأضاف أن ما جاء على لسانها لا يصح أن يُقال عن أي شخص في مقام النبوة، وأنها لا تملك المؤهل العلمي أو الديني للخوض في مسائل عقائدية، مما يجعل حديثها مشمولاً بـ"جريمة ازدراء الأديان" وفقاً لنصوص القانون المصري.

تهديد للسلم الاجتماعي وتشويه لصورة المرأة

ومن بين الاتهامات الأخرى التي وردت في البلاغات المقدمة ضد "سوزي الأردنية" أنها تقوم بتشويه صورة المرأة المصرية، من خلال نشرها محتوى مبتذل ومثير للجدل لا يمثل قيم المجتمع المصري ولا أخلاقياته، فضلاً عن تأثيره السلبي على فئة النشء والمراهقين الذين يتابعون محتواها بكثافة على منصات مثل إنستغرام وتيك توك ويوتيوب.
وأشار البلاغ إلى أن ما تبثه البلوغر لا يندرج تحت حرية التعبير، بل يدخل في نطاق إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وهي جريمة يُعاقب عليها قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية رقم 175 لسنة 2018، خاصة فيما يتعلق بالتأثير السلبي على السلم الاجتماعي والآداب العامة.

أمر ضبط وإحضار وتحقيقات مستمرة

بناءً على ما ورد من بلاغات مدعومة بأدلة ومقاطع فيديو موثقة، أصدرت الجهات المختصة قراراً رسمياً بضبط وإحضار المتهمة، وهو ما تم تنفيذه صباح اليوم، إذ داهمت قوة أمنية منزلها في القاهرة الجديدة، وتم القبض عليها دون مقاومة، فيما بدأت النيابة التحقيق في الاتهامات المنسوبة إليها بعد تحرير محضر مفصل بالواقعة.
ومن المتوقع أن تستمر التحقيقات خلال الأيام المقبلة، مع إحالة الفيديوهات والمقاطع محل الجدل إلى جهات فنية مختصة لتحليلها وتقييم مدى خطورتها وتأثيرها.

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر عن النيابة العامة بيان رسمي يوضح نتائج التحقيقات الأولية، إلا أن مصادر قانونية توقعت أن تُوجَّه للبلوغر تهم قد تصل إلى ازدراء الأديان، والتعدي على القيم الأسرية، وإساءة استخدام الإنترنت، وهي تهم قد تؤدي إلى السجن والغرامة في حال ثبوتها.