نقل الفنان المصري محمد صبحي إلى المستشفى عقب تعرضه لإغماء بسبب إرهاق جسدي كبير، ناتج عن ساعات عمل مكثفة في تحضيرات مونتاج المسرحية التي أخرها مؤخرًا.

وبحسب مصدر مقرب تحدث لصحيفة مصرية،  فإن صبحي دخل وحدة العناية المركزة وهو بكامل وعيه، وقد خضع لسلسلة فحوصات طبية دقيقة لضبط بعض المتغيرات الصحية المرتبطة بالإجهاد، مع استقرار حالته ووعد بغادرته المستشفى في أقرب وقت ممكن بعد التأكد من سلامته تماماً.

أشرف زكي يكشف التفاصيل

وفي تصريحات لنقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي لصحف مصرية، أكد أن الحالة الصحية لمحمد صبحي مستقرة، مع الدعاء له بالشفاء التام. وقد أجاب زكي على تساؤلات حول ضرورة دخوله العناية المركزة بقوله إن الإجراءات جاءت على خلفية ضمان عدم وجود مضاعفات مرضية، وليس بسبب تدهور مزمن، مشددًا على أن الحالة لاتزال تحت السيطرة التامة، والإجراءات كلها وقائية.

من جانبه، طمأن جمال صبحي، شقيق الفنان محمد صبحي ومدير فرقته المسرحية، جمهور صبحي ومتابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن حالته الصحية جيدة بعد إغمائه نتيجة ضغط العمل. وأكد أن الفنان يحتاج حاليًا فقط للراحة اللازمة بعد إنهائه تصوير المسرحية تلفزيونيًا، استعدادًا لعرضها قريبًا على شبكة الفضائيات.

محمد صبحي والمسرح

يلعب العمل المسرحي دورًا محوريًا في حياتيه، فقد نفذت مسرحيته الأخيرة فارس يكشف المستور، وهي كوميديا غنائية استعراضية من تأليفه وإخراجه، وشارك فيها نخبة من النجوم مثل ميرنا وليد، كمال عطية، رحاب حسين، ليلي فوزي، مصطفى يوسف، وغيرهم. تولى كتابة النص مساعده أيمن فتيحة، بينما اهتم بالموسيقى الفنان شريف حمدان، وصمم الديكورات المبدع محمد الغرباوي، والأشعار كانت من تأليف عبدالله حسن.

وقد أنهى محمد صبحي مؤخرًا تصوير المسرحية بشكل كامل بغرض عرضها قريبًا، مكرسًا جهداً كبيرًا في مرحلة مونتاج الفيديو النهائية والتنسيق مع طاقم العمل لتقديم أداء يليق باسم مسرحه وجمهوره. ويبدو أن التصميم التنفيذي الدقيق وعدم وجود وقت للكمالية الذاتية دفعه للعمل دون توقف، ما أدى في النهاية إلى إنهيار جسدي مؤقت يتطلب عمل طبي دقيق.

تطورات الحالة الصحية لمحمد صبحي

أكد المصدر المقرب أن محمد صبحي نقل إلى وحدة العناية المركزة لضبط معدل بعض المؤشرات الحيوية، لا سيما ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، لكنها ليست أعراضًا مرضية مزمنة. وأضاف أن الحالة كانت مستقرة جدًا، وكان يعاينه الطبيب مباشرة أثناء دخوله إلى العناية المركزة، موضحًا أن الفريق الطبي حرص على المتابعة الدقيقة منذ الوهلة الأولى.

فيما يسعى محمد صبحي خلال الفترة القادمة لاختيار وجوه جديدة ضمن مشروع "استوديو الممثل" الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي، حيث يختار مواهب تدريبهم وتقديمهم في مشاريع مستقبلية تجسد فلسفته التمثيلية. وكان يعمل على إعداد هذا المشروع بالتوازي مع مونتاج المسرحية، ما أثر على توازنه الصحي بسبب كثافة العمل.

محمد صبحي

يعرف عن محمد صبحي حبه الشديد للمسرح وحضوره المسرحي الراسخ منذ أكثر من أربعة عقود، إذ قدم عشرات المسرحيات التي أغنت المشهد الفني في مصر. ومن المعتاد أن يقوم بنفسه بالإخراج والكتابة، ما يجعل منه أيقونة استثنائية في المسرح الحديث. لكن تلك الاستقلالية تترافق أحيانًا مع ضغط نفسي وجسدي كبير، كما حدث مؤخرًا.

ومع ذلك، أبرزت المرحلة الحالية من حياته المهنية أن الثقافة الفنية لا تزال تتطلب من صناعها القدرة على التأقلم مع الشد والجوع الفني المالي، الأمر الذي تأثر به صبحي جدًا، حتى وصل إلى حالة إجهاد واضحة وصلت للإغماء.

دعوات تعافي وتمنيات بالشفاء السريع

قبل إعلان دخوله المستشفى، سادت أوساط مواقع التفاعل رسالة تعاطف واسعة من الجمهور، إذ تفاعل متابعون عبر حساباته متمنين له دوام الصحة والعافية. ومع تداول صور من المستشفى، ولا سيما لحظة مرافقة شقيقه له، عبّر الكثيرون عن صدمتهم وتأثرهم، فيما تمنى محبوّه أن يعود سريعًا إلى خشبة المسرح التي طالما أحبها.