يستعد فريق عمل مسلسل "المدينة البعيدة – Uzak Şehir"، لانطلاق تصوير الموسم الثاني في مدينة إسطنبول يوم 24 أغسطس/آب الجاري، يأتي ذلك بعد أكثر من شهرين على انتهاء عرض الموسم الأول من المسلسل الذي يُعد النسخة التركية من العمل العربي الشهير "الهيبة".

الموسم الثاني من مسلسل "المدينة البعيدة"

هذا التحول الجغرافي من موقع التصوير الرئيسي في ماردين إلى العاصمة الثقافية لتركيا أثار موجة واسعة من التساؤلات والتكهنات بين الجمهور، خاصة في ظل وعود من الشركة المنتجة بتغييرات درامية ملحوظة ووجوه جديدة ضمن فريق العمل.

من ماردين إلى إسطنبول.. انتقال يفتح أبواب التأويل

الموسم الأول صُوّر بالكامل في مدينة ماردين، التي منحت العمل طابعاً بصرياً فريداً بفضل معمارها التاريخي وأجوائها الشرقية، ما جعلها تُلقّب من قبل الجمهور بـ"روح المسلسل". إلا أن بدء التصوير في إسطنبول هذا الموسم دفع البعض إلى الاعتقاد بأن هناك تحولات جذرية في الحبكة، قد تشمل قفزة زمنية أو انتقال شخصيات رئيسية مثل "علياء" إلى بيئة حضرية جديدة. في المقابل، يرى آخرون أن إسطنبول قد تكون مجرد محطة قصيرة قبل العودة مجدداً إلى ماردين.

أحداث مفتوحة ونهاية مفتوحة

انتهى الموسم الأول عند مفترق مصيري، تاركاً العديد من الخطوط الدرامية مفتوحة: أسرار الماضي التي بدأت في الظهور، وصراعات العائلة التي لم تُحسم بعد، والعلاقة المعقدة بين "جيهان" و"علياء" التي تأرجحت بين الحب والسلطة. هذه النهاية جعلت الجمهور يترقب موسماً ثانياً أكثر حدة وتوتراً، مع توقعات بأن يبدأ عرضه في 16 أو 23 سبتمبر/أيلول 2025 على قناة Kanal D، إلى جانب النسخة المدبلجة على منصة "شاهد" للجمهور العربي.

وجوه مألوفة وأخرى جديدة

من المقرر أن يعود عدد من أبطال الموسم الأول، منهم سينام أونسال Sinem Ünsal، أوزان أكبابا، غونكا سيلاسون، مينا كيليتش، موفيت كاياجان، فيريت كايا، سهرا شاش، وديلين دوغر. كما ينضم للموسم الثاني النجم أوكتاي كايناركا في دور يُتوقع أن يكون محورياً في تصعيد الصراعات، إلى جانب أسماء أخرى مثل نظمي كيريك، أتاكان أوزكايا، وألبير تشانكايا. في المقابل، من المرجح أن تغيب عن الموسم الجديد الممثلة مينا كيليتش، التي جسدت شخصية "مينا"، ومن المرجح أن يفتح انسحابها المجال أمام مسارات جديدة في قصة "جيهان" و"علياء".

تأثير المسلسل على ماردين.. من الشاشة إلى الواقع

حقق "المدينة البعيدة" نجاحاً جماهيرياً لافتاً في موسمه الأول، لم يقتصر على نسب المشاهدة، بل امتد ليؤثر على سوق العقارات في ماردين. تقارير محلية تركية أشارت إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار المنازل والإيجارات بالمدينة، خاصة في منطقة مديات التي احتضنت التصوير. هذا الارتفاع دفع بعض المستثمرين للتوجه نحو المنطقة، مستفيدين من الإقبال السياحي الذي أثاره المسلسل. النجمة سهرا شاش تحدثت عن هذه الظاهرة مازحة خلال حضورها حفل جينيفر لوبيز في إسطنبول، قائلة: "أتمنى أن يكونوا قد زادوا راتبي أيضاً!"، في تصريح أثار تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي.

ارتباط أبطال العمل بالمدينة

في خطوة تعكس عمق ارتباط طاقم العمل بماردين، أعلن النجم أوزان أكبابا انتقاله للإقامة في المدينة مع زوجته وابنه، الذي سيسجله في مدرسة حكومية هناك. أكبابا أوضح أن قراره جاء لتسهيل جدول التصوير، ولرغبته في أن ينشأ ابنه وسط أجواء المنطقة. هذه الخطوة قوبلت بإشادة من جمهور المسلسل، واعتُبرت دليلاً على التماهي بين الممثلين والمكان الذي بات جزءاً من هوية العمل.