شهد الوسط الفني المصري صدمة كبيرة مساء السبت عقب وفاة مدير التصوير والفنان تيمور تيمور غرقًا في منطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالي، بعدما حاول إنقاذ ابنه من الغرق، لينتهي الموقف بمأساة إنسانية هزت نجومه بفاجعة غير متوقعة.

 الحادث الذي وقع خلال إجازته الصيفية كشف عن بطولة أب دفع حياته ثمناً لإنقاذ ابنه، وهو ما جعله حديث الوسط الفني والجمهور.

تفاصيل الحادث المأساوي

كان تيمور تيمور يقضي عطلة مع أسرته في إحدى القرى السياحية بالساحل الشمالي، عندما تعرض ابنه للغرق.

 سارع لإنقاذه وتمكّن بالفعل من إخراجه إلى بر الأمان، لكنه لم يتمكن من النجاة بنفسه ليلقى مصرعه غرقًا في مشهد وصفه زملاؤه بالقاسي والمؤلم. ونُقل جثمانه إلى مستشفى رأس الحكمة لاستكمال الإجراءات الرسمية تمهيدًا للدفن.

صدمة في الوسط الفني

سادت حالة من الحزن بين الفنانين والمخرجين الذين رافقوا الراحل في مشواره، حيث نعاه عدد كبير من زملائه بكلمات مؤثرة.

واعتبره المقربون منه نموذجًا للأب الذي ضحى بنفسه من أجل حياة ابنه، مؤكدين أن ما جرى سيظل علامة فارقة في ذاكرة كل من عرفه. شركات الإنتاج الكبرى ونقابة المهن التمثيلية أصدرت بيانات نعت فيها الراحل، مشيرة إلى أنه ترك إرثًا فنيًا كبيرًا سيظل حاضرًا في السينما والدراما المصرية.

بدايات تيمور تيمور

وُلد تيمور تيمور عام 1981، وتخرج في معهد السينما قسم تصوير. منذ سنوات دراسته الأولى أثبت موهبته الفذة عبر مشاريع مميزة شارك بها زملاؤه، كما خاض تجربة التمثيل في فيلم "الحاسة السابعة" مع الفنان أحمد الفيشاوي ومسلسل "شباب أون لاين".

هذه البدايات فتحت أمامه الطريق لرحلة طويلة خلف الكاميرا كمصور سينمائي ودرامي.

أعمال تيمور تيمور السينمائية

شارك الراحل في تصوير مجموعة واسعة من الأفلام التي حققت حضورًا بارزًا، من بينها "إبراهيم الأبيض"، "عريس من جهة أمنية"، "لا تراجع ولا استسلام"، "واحد صفر"، "بيبو وبشير"، "على جثتي"، "ريجاتا"، "الديزل"، و"رمسيس باريس".

كما كان أحد عناصر التصوير في فيلم "بعد الموقعة" الذي شارك في مهرجان كان السينمائي، ليؤكد مكانته بين أبرز المصورين السينمائيين في جيله.

بصمته في الدراما التلفزيونية

لم يقتصر حضوره على السينما فقط، بل ترك بصمة قوية في الدراما المصرية، حيث عمل مديرًا للتصوير في عدد كبير من الأعمال التي لاقت نجاحًا جماهيريًا، منها "رسالة الإمام"، "طريقي"، "جراند أوتيل"، "آسيا"، "السيدة الأولى"، "خطوط حمراء"، "فرقة ناجي عطالله"، و"مسألة مبدأ".

وكان آخر أعماله مسلسل "جودر 2" الذي عُرض في رمضان 2025، حيث شارك أيضًا بدور شرفي كممثل.

موهبته التمثيلية

إلى جانب التصوير، أظهر تيمور تيمور قدرات تمثيلية مميزة، فقدّم دورًا لافتًا في مسلسل "الجامعة" حيث جسّد شخصية مدمن، كما شارك في فيلم "الحاسة السابعة" إلى جانب الفنان أحمد الفيشاوي.

وبرز حضوره أيضًا في فيلم "بعد الموقعة" مع الفنانة منة شلبي والفنان باسم سمرة، ما كشف عن تعدد مواهبه بين الكاميرا والأداء.

كما نعته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في بيان رسمي، مؤكدة أنه كان مثالًا للفنان الحقيقي الذي جمع بين الإبداع والالتزام المهني، وأسهم بأعماله في إثراء المكتبة البصرية المصرية.

ونعت نقابة المهن التمثيلية رحيله، مقدمة التعازي لأسرته ومؤكدة أن بصمته ستظل محفورة في تاريخ السينما والدراما.