تواصل النجمة العالمية أنجلينا جولي (50 عاماً) كتابة فصول جديدة في مسيرتها المليئة بالأعمال السينمائية البارزة والتحولات الشخصية اللافتة. فبينما تستعد لبطولة فيلمها الجديد بعنوان "Initiative – مبادرة" لصالح منصة نتفلكس، تخطو في الوقت نفسه خطوة جريئة على المستوى الشخصي، تمثّلت في قرارها بيع منزلها التاريخي في لوس أنجلوس تمهيداً لمغادرة الولايات المتحدة والعيش خارج هوليوود الصاخبة، بعد سنوات طويلة من الإقامة القسرية بسبب التزاماتها العائلية والقانونية.

عودة إلى الجاسوسية عبر نتفلكس

فيلم "Initiative" يتم تصنيفه كأول تعاون للفنانة العالمية أنجلينا جولي Angelina Jolie مع منصة نتفلكس العالمية كممثلة، حيث سبق وتعاونت معها من قبل كمخرجة في عام 2017 في فيلم "First They Killed My Father – قتلوا أبي أولاً". ومن المقرر أن يبدأ تصوير العمل مطلع عام 2026 تحت إدارة المخرج الأمريكي دوج ليمان، الذي سبق أن تعاون معها في الفيلم الشهير "Mr. & Mrs. Smith" الذي تم إنتاجه عام 2005 إلى جانب زوجها السابق براد بيت Brad Pitt.
وتدور أحداث الفيلم حول جاسوسة محترفة ذات شخصية متمردة تميل إلى كسر القواعد، ما يضعها في مواجهة صراعات داخلية وخارجية بشأن دوافعها الحقيقية. ويُتوقع أن يقدم الفيلم جرعة مكثفة من الإثارة والتشويق، مع حضور الطابع النفسي لشخصية البطلة التي تتحرك في منطقة رمادية بين الولاء والتمرد.

خبرة طويلة مع أدوار الجاسوسية

اختيار جولي لدور جديد في عالم الجاسوسية ليس غريباً عنها، إذ سبق أن تألقت في عدد من الأفلام المشابهة. فقدمت عام 2010 فيلم "Salt"، حيث جسدت دور عميلة سرية في وكالة الاستخبارات المركزية تواجه اتهامات بالخيانة. كما رسخت حضورها في هذا النوع السينمائي عبر "Mr. & Mrs. Smith"، الذي جمع بين الكوميديا والأكشن في قالب زوجين يخفي كل منهما هويته كقاتل محترف.
هذا التوجه المتكرر نحو الأدوار ذات الطابع الجاسوسي يعكس قدرة جولي على المزج بين القوة الجسدية والعمق الدرامي، وهو ما يجعلها خياراً مفضلاً لدى المخرجين في مثل هذه المشاريع.

مشاريع فنية موازية

لا يقتصر جدول أعمال جولي على الفيلم الجديد فقط، إذ تستعد أيضاً للمشاركة في الجزء الثالث من سلسلة "Maleficent" التي ارتبط اسمها بها خلال العقد الماضي، إلى جانب فيلم "Maude and Maude" الذي تشارك بطولته مع الممثلة الأمريكية هالي بيري، ولا يزال قيد التحضير.
في المقابل، توقفت عدة مشاريع أخرى لجولي، أبرزها فيلم "Africa" الذي كان يركز على قضية الصيد الجائر في القارة السمراء، لكنه تعثر لأسباب متعلقة بالميزانية. كما جُمّد العمل على الجزء الثاني من فيلم "Salt"، رغم خطط لتحويله إلى مسلسل تلفزيوني لم ترَ النور.
وكان آخر ظهور سينمائي لجولي في فيلم "Maria" (2024) من إخراج بابلو لارين، حيث جسدت شخصية مغنية الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس، في عمل مشترك بين إيطاليا وتشيلي وألمانيا والولايات المتحدة. وقد تناول الفيلم الأيام الأخيرة في حياة كالاس عام 1977، مقدماً صورة إنسانية مؤثرة لنجمة الأوبرا الراحلة.

قرار مصيري: مغادرة لوس أنجلوس

بعيداً عن الفن، تصدرت جولي عناوين الصحف مؤخراً بقرارها بيع منزلها التاريخي في لوس أنجلوس استعداداً للانتقال للعيش خارج الولايات المتحدة. وبحسب ما كشفه مصدر مقرب لمجلة People، فإن هذه الخطوة لم تأتِ فجأة، بل كانت حلماً مؤجلاً بسبب التزاماتها العائلية، خاصة ما يتعلق بمعركة الحضانة الطويلة مع زوجها السابق براد بيت.
فبعد انفصالهما عام 2016 واستكمال إجراءات الطلاق رسمياً في ديسمبر 2024، اضطرت جولي للبقاء في لوس أنجلوس من أجل استقرار أبنائها الستة خلال النزاع القضائي. لكن مع اقتراب توأمها نوكس وفيفيان من بلوغ سن الثامنة عشرة في العام المقبل، تجد نفسها أكثر حرية لاتخاذ قرار الانتقال.