في تطور جديد للأزمة التي أثارت جدلاً واسعاً خلال الأيام الماضية، أعلن مجلس نقابة المهن التمثيلية برئاسة الدكتور أشرف زكي، إحالة الفنانة المصرية بدرية طلبة إلى مجلس التأديب، وذلك بعد اعتماد قرار لجنة التحقيق التي باشرت عملها مؤخراً حول التصريحات التي بدرت من الفنانة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. القرار جاء ليؤكد التزام النقابة بلوائحها الداخلية وحرصها على صون المهنة وحماية صورتها أمام الرأي العام.

خلفية الأزمة: بث مباشر يتحول إلى جدل واسع

البداية كانت مع بث مباشر أجرته بدرية طلبة عبر إحدى منصات التواصل الاجتماعي، حيث بدرت منها عبارات اعتبرها عدد من المتابعين مسيئة، وهو ما فجّر عاصفة من الانتقادات عبر المنصات الرقمية.
ومع تصاعد الجدل، تحركت نقابة المهن التمثيلية سريعاً، وأصدرت قراراً بتحويل الفنانة للتحقيق التزاماً بميثاق الشرف المهني. بدرية بدورها نشرت لاحقاً اعتذاراً عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أكدت فيه أنها انساقت وراء استفزازات بعض المعلقين ولم تكن تقصد الإساءة، مشددة على احترامها لجمهورها وللمهنة.

نقابة المهن التمثيلية: لا محاكمة قضائية

انتشرت على مواقع التواصل شائعات تزعم أن بدرية طلبة أُحيلت إلى المحاكمة القضائية، وهو ما استدعى رداً مباشراً من النقابة.
الدكتور أشرف زكي صرّح بأن ما يتردد غير صحيح على الإطلاق، مؤكداً أن الأمر لا يتجاوز كونه إجراء داخلي تنظمه النقابة وفق لوائحها، وأن الحديث عن محاكمة أو قرارات قضائية مجرد مبالغات وشائعات.
المستشار شعبان سعيد – محامي بدرية طلبة – بدوره أوضح أن موكلته لم تُحَل على أي جهة قضائية، وأن كل ما في الأمر أنها تخضع لتحقيق نقابي، الهدف منه توضيح الملابسات.

قرار مجلس التأديب

بعد مراجعة لجنة التحقيق الأولية، اعتمد مجلس النقابة رسمياً قرار إحالة بدرية طلبة إلى مجلس التأديب، مع التأكيد على ضمان كامل حقوقها القانونية في الدفاع عن نفسها، والاستماع إلى وجهة نظرها بشفافية.
وجاء في البيان الرسمي أن النقابة تحترم جميع أعضائها، وما تتخذه من قرارات لا يستهدف سوى الحفاظ على كرامة المهنة وتقاليدها، وضمان التزام الجميع بميثاق الشرف المهني.

قرار الحظر الإعلامي: صمت يثير الجدل

ضمن الإجراءات المتخذة، أصدر الدكتور أشرف زكي قراراً يمنع أعضاء النقابة من التعليق على أزمة بدرية طلبة، سواء عبر وسائل الإعلام أو منصات التواصل، لحين انتهاء التحقيقات.
وأكد البيان أن القرار ملزم، وأي عضو يخالفه قد يتعرض للمساءلة، موضحاً أن الهدف من هذه الخطوة هو حماية مسار التحقيقات من الضغوط الإعلامية، وضمان الحياد والموضوعية.
لكن هذا القرار بدوره أثار نقاشاً داخل الوسط الفني؛ فبينما اعتبره البعض ضرورياً لمنع تضخيم الأزمة، رأى آخرون أنه قد يفتح الباب أمام الشائعات، خاصة في ظل تعطش الجمهور للمعلومات.

ميثاق الشرف المهني.. خط أحمر

أعاد مجلس النقابة التذكير بميثاق الشرف المهني الذي يلزم الفنانين بالتعامل بمسؤولية مع تصريحاتهم، خاصة في القضايا التي تثير جدلاً مجتمعياً.
وشدد النقيب على أن النقابة لا تسعى لتقييد حرية التعبير، بل تسعى لضبطها بما يتوافق مع قواعد المهنة، مؤكداً أن الفنان المصري يظل رمزاً مؤثراً، وما يصدر عنه يعكس صورة الفن المصري أمام الجمهور.

الوسط الفني منقسم

انقسمت الآراء حول الأزمة؛ داخل الوسط الفني، فهناك من دافع عن الفنانة المصرية، واعتبر أن ما صدر عنها جاء في لحظة انفعال لا تستحق عقوبة كبيرة، فيما رأى آخرون أن الفنان يجب أن يكون أكثر حرصاً في كلماته، خصوصاً في الفضاء الرقمي الذي لا يرحم.
هذا الانقسام دفع النقابة إلى التشديد على أن مجلس التأديب هو الجهة الوحيدة المخولة بحسم الأمر، بعيداً عن المزايدات الإعلامية.