شهدت الدورة الثانية والثمانون من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 2025 حضورًا لافتًا للعديد من النجوم العالميين، وكان من المتوقع أن يشارك النجم الأمريكي جورج كلوني وزوجته المحامية أمل علم الدين في افتتاح المهرجان.

وصل الثنائي إلى مدينة فينيسيا الإيطالية قبيل انطلاق فعاليات المهرجان، حيث كان من المقرر أن يقدم كلوني فيلمه الجديد "Jay Kelly" للمخرج نواه باومباخ، والذي يعرض ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان.

الفيلم الذي يشارك في بطولته آدم ساندلر ولورا ديرن، يقدم قصة نجم سينمائي عريق يخوض رحلة تأملية مليئة بالقرارات المصيرية، ويجمع بين الكوميديا والدراما الإنسانية بأسلوب يعكس خبرة كلوني الطويلة في اختيار أدواره والمشاركة في مشاريع فنية هادفة.

 سبب غياب جورج كلوني

مع ذلك، وعلى الرغم من ظهوره في اللحظات الأولى لتوافد النجوم على السجادة الحمراء، غاب كلوني عن المؤتمر الصحفي والعشاء الذي كان مقررًا له مساء الأربعاء، مما أثار تساؤلات الصحفيين والنقاد حول أسباب الغياب.

وأفاد ممثل عن كلوني بأن النجم يعاني من التهاب في الجيوب الأنفية، ونصحه الأطباء بالحد من أنشطته لتفادي تفاقم حالته الصحية، ما دفعه لمغادرة الفندق للراحة. وبالرغم من ذلك، لم يؤثر غيابه على حضور الفيلم في المهرجان، حيث تولى المخرج نواه باومباخ وبقية طاقم العمل حضور المؤتمر الصحفي والتفاعل مع الجمهور والصحافة، ما أتاح الفرصة للتعرف على تفاصيل الفيلم وتجربة التعاون مع كلوني.

مهرجان فينيسيا 2025: منصة للأفلام العالمية

يعد مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي واحدًا من أعرق المهرجانات السينمائية في العالم، ويقام سنويًا في مدينة فينيسيا الإيطالية، ليجمع بين صناع السينما العالميين والنقاد والجمهور من مختلف القارات.

وتتميز هذه الدورة ببرنامج غني يعكس التنوع السينمائي، إذ يشمل عروضًا أولى لأفلام ضخمة ومستقلة على حد سواء، ويتيح فرصة للتعرف على أحدث الاتجاهات في صناعة السينما. كما يتيح المهرجان منافسة قوية على جوائز مرموقة، أبرزها الأسد الذهبي، ما يجعله منصة هامة للترويج للأعمال الفنية الجديدة.

إلى جانب حضور النجوم العالميين، شهد المهرجان مشاركة بارزة للأفلام العربية، حيث عرضت مجموعة متنوعة من الأعمال التي تعكس ثقافة المنطقة وقضاياها الإنسانية والاجتماعية. ومن أبرز الأفلام العربية المشاركة فيلم "هجرة" السعودي للمخرجة شهد أمين، الذي يروي رحلة إنسانية تبدأ في عام 2001 وتنقل الجدة وحفيدتها بين عدة مدن سعودية بحثًا عن الفتاة المفقودة، ما يعكس عمق التجربة الإنسانية والتنوع الجغرافي والثقافي للمملكة. كما شاركت أفلام تونسية ومغربية وسودانية، مثل "صوت هند رجب" و"ملكة القطن" و"Calle Malaga"، لتقدم تجارب متنوعة من القصص النسائية والدرامية والرعب، مؤكدة على حضور السينما العربية في المهرجانات العالمية.

الأفلام العالمية والأصداء النقدية

شهدت هذه الدورة أيضًا عرض أعمال مخرجين عالميين بارزين، مثل مارتن سكورسيزي وكلير دوني، إلى جانب عدد من الأفلام الآسيوية التي حازت اهتمام النقاد. وتنوعت المواضيع بين الدراما والتأمل النفسي والقصص الاجتماعية، ما أتاح للجمهور فرصة متابعة أعمال متميزة تعكس أساليب سردية وتقنيات تصوير متقدمة.

ولاقى فيلم "Jay Kelly" اهتمام الصحافة والجمهور، حيث تم تحليل أداء كلوني وأداء بقية طاقم العمل، وبرزت التجربة الفنية الغنية للممثل الذي يمزج بين الكوميديا والدراما الإنسانية في أدواره.

في ظل هذه العروض، برز حضور النجوم العرب والأعمال العربية كعنصر مهم في تعزيز التنوع الثقافي في المهرجان. وأظهرت ردود الفعل الإيجابية من الجمهور والنقاد على الأفلام العربية قدرة صانعيها على التفاعل مع الجماهير العالمية، وتقديم محتوى يحاكي الواقع الإنساني بأسلوب فني رفيع. كما أكدت هذه المشاركات أن المهرجانات الكبرى أصبحت منصة مهمة لدعم السينما العربية وإبراز قصصها على المستوى الدولي.

حضور بارز رغم الغياب

رغم الغياب الجزئي لجورج كلوني عن بعض فعاليات مهرجان فينيسيا، إلا أن حضوره في اللحظات الأولى للسجادة الحمراء، إلى جانب تفاعل طاقم عمل فيلمه، أتاح فرصة واسعة لتسليط الضوء على الفيلم ضمن المسابقة الرسمية.

كما عكس اهتمام المهرجان بالأعمال المتنوعة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك السينما العربية، الدور البارز لهذه المنصة في دعم الأفلام المتميزة وتقديمها لجمهور عالمي واسع، مؤكدة استمرار فينيسيا كواحد من أبرز المهرجانات السينمائية الدولية.