لجأ عدد من النجوم للإقامة كنزلاء - دائمين أو مؤقتين - في الفنادق بدلاً من العيش في المنازل، وذلك لظروف خاصة اختلفت باختلاف النجم والأسباب التي دفعته إلى هذا الحل. أحد النجوم لجأ إلى الفندق هرباً من الوحدة، آخر هرباً من القيود، وأخرى باعت منزلها. فمن هم أبرز النجوم الذين لجأوا للإقامة في الفنادق، وما هي قصصهم؟ في أواخر أيامه، وقبل وفاته بأسابيع، هرب الفنان الراحل سمير صبري من الوحدة وقرر اللجوء إلى فندق. اختار سمير صبري فندقاً في حي الزمالك بالقاهرة الكبرى. ميزة هذا الفندق أنه كان قريباً من منزل سمير صبري، فلم يبتعد كثيراً. فضل سمير صبري الهروب من وحدته بالاختباء في ضوضاء الفنادق وصخب نهارها وسط النزلاء، كفترة تعافٍ من مرضه الأخير، حيث كان صبري يصارع مرض السرطان الذي توفي إثر الإصابة به يوم الجمعة الماضي عن عمر ناهز اثنين وثمانين عاماً. وحدة سمير صبري فرضتها عليه ظروفه وعمله كفنان. وقد اختار سمير صبري الفن على حساب زوجته وحب حياته، سيدة إنجليزية تزوجها في مقتبل العشرينيات من العمر، وأنجبت نجله الوحيد حسن الذي سافر معها إلى إنجلترا ويعمل حالياً كطبيب. ولم يتسنّ لسمير صبري، الذي فضّل الفن على الأسرة، أن يحظى بطعم الاستقرار الأسري بعد هذا الهجر، إلا أنه كان على تواصل مع نجله. ندم سمير صبري على هذا الاختيار ربما في بعض الأوقات في حياته، ولكنه دفع ثمنه غالياً من وحدته الخاصة. ورغم ذلك، ظل حب الناس يحيط به حتى بعد وفاته. ورحل همزة الوصل بين الجمهور وبين زمن الفن الجميل يوم الجمعة الماضي، بعدما اتخذ الفندق مستراحاً من عناء الوحدة والمرض، وكأنه كان المحطة الأخيرة التي يستريح فيها قبل الوداع. "عايز أخلف 10 عيال"، كانت أمنية غالية تمناها الفنان الراحل أحمد زكي. تمنى أن يملأ حياته بضجيج الأبناء، وأن ينشئ أسرة قوية و"عزوة" من الأبناء تقيه شر الوحدة. لكن هذه الأمنية لم يتمكن من تحقيقها، ورحل وحيدًا. كان الفنان أحمد زكي من أشهر نجوم الفنادق. بعد انفصاله عن زوجته الأولى هالة فؤاد، والدة ابنه الوحيد هيثم، ترك منزله الذي أثّثه بالمهندسين وعاش في فندق مطل على نيل القاهرة، حيث قضى أغلب أيامه. "عامل له أوضة فيها كمبيوتر، بس ما رضيش يعيش معايا. الظاهر مكتوب عليّ الوحدة"، هكذا تحدث أحمد زكي عن ممانعة نجله هيثم في الإقامة معه، على الرغم من التجهيزات التي أعدها في غرفته، التي جعلها كاملة من "مجاميعه" لتنال إعجاب الشاب هيثم آنذاك. ولكن الولد رفض، حيث توفيت والدته وهو في عمر السنة. "تمام زيي"، هكذا قال أحمد زكي متحدثًا عن معاناة نجله. هيثم كان من الأسباب التي دفعت أحمد زكي للعيش في فندق، على الرغم من تأثيثه لشقة فاخرة. وكانت هالة فؤاد من الأسباب أيضاً، إذ كانت المرأة الوحيدة في حياة أحمد زكي التي حصلت على لقب زوجة. فمن بين نجمات كثيرات تمنين الزواج منه، كانت هالة فقط والدة ابنه الوحيد. وبسبب اندفاعه في الشباب وغيرته الزائدة ورغبته في حرمانها من الفن، وأيضاً تدخلات والدها في حياتهما، انهارت العلاقة فندم أحمد زكي ندماً شديداً، وظل يبحث عن هالة فؤاد في كل النساء بعدها ولكنه لم يجدها. "الظاهر مكتوب عليا أبقى راجل فندقي لأني أول ما جيت من البلد قعدت في بنسيون وكان نجمة واحدة وكل ما اشتهر بقى بقعد في نجمتين 3 لحد ما بقيت في 5 أو 6 مش عارف"، هكذا وصف أحمد زكي رحلته في الفنادق ببساطة. الأمر تطور في مستوى الخدمة والمعيشة، ولكن الإقامة كما هي، وكأن حال أحمد زكي منذ وطئت قدمه أرض القاهرة كان ترحالاً دائماً بدأ في فندق وانتهى في فندق آخر، لم يميزهما عن بعضهما سوى عدد النجوم. المرأة بالنسبة لي هي فاتن، هكذا وصف عمر الشريف الحب والمرأة وملخص كل النساء. اختزل الحياة في كلمتين: فاتن حمامة. وكانت فاتن وراء قراره بالإقامة في فندق مدى الحياة، طالما هي ليست معه. تزوج عمر الشريف وفاتن حمامة وعاشا معًا قصة حب ملأ الحديث عنها أرجاء الأرض. لكنها انتهت بسبب عدم تفاهمهما حول متطلبات نجومية عمر الشريف الجديدة، بالتزامن مع انطلاق نجمه في هوليوود. رجل وسيم ونجم شهير، ترتمي الحياة تحت قدميه وتشتعل نجوميته حتى بلغت أصداءها مشارق الأرض ومغاربها. متزوج من حب عمره، وهي فنانة أيضاً ولها كيان وحياة. ربما كان الشريف يتمنى لو تفني فاتن كيانها في كيانه، ولكن الفنانة التي رددت كلمات خطاب بقلم لطيفة الزيات في "الباب المفتوح": "لا تفني كيانك في كياني ولا في كيان أي شخص"، قررت الانفصال لعدم تأقلمها على هذا الوضع الجديد. انفصلت فاتن حمامة عن عمر الشريف عام 1967، الذي قرر أن يقيم ما بقي من عمره نحو 48 عامًا متنقلًا بين الفنادق، في مصر، في هوليوود، في فرنسا، في أي بلد يطأها بقدميه، كأنه يعيش في فندق. "منذ الطلاق أقيم مع حقائبي في فندق، أغراضي ليست كثيرة، لذلك فحقيبتي دائمًا جاهزة"، هكذا كانت إقامة عمر الشريف في الفنادق، خفيفة وسريعة، ولكن المدة كانت طويلة جدًا، وما ساعده فيها كما قال هو أنه كان يتناول وجبة العشاء فقط، مستغنيًا عن وجبتي الإفطار والغداء، فلم يكن في الأمر أزمة كبيرة. عصفت الوحدة والمرض بالفنانة صباح في أواخر سنوات عمرها، فاضطرت لبيع منزلها الجميل بلبنان، بالإضافة إلى عدم قدرتها المادية على تحمل نفقات البيت من خدم وفواتير ومتطلبات أخرى. باعت صباح منزلها فور خروجها من المستشفى، التي دخلتها بعد الانفصال عن فادي لبنان، واتخذت قرارًا بالعيش في فندق بمنطقة الحازمية في لبنان. قضت صباح بضع سنوات في هذا الفندق، قبل أن تقرر إدارته إجراء بعض الإصلاحات اللازمة، ليتم الاتفاق مع صباح على نقلها إلى فندق آخر، وبالفعل تم نقلها إلى فندق في المنطقة نفسها. ويقال إن من ضمن الدوافع التي جعلت صباح تبيع منزلها هو اختلاف ديانتها عن ابنتها هويدا، فأرادت أن تعطيها نصيبها نقدًا لتؤمّن مستقبلها ماديًا. شاهدي أيضاً: ماذا لو أخذ نجوم الزمن الجميل صور Selfie؟ شاهدي أيضاً: بعد ترميم الصور: نجوم الزمن الجميل كما لم تريهم من قبل شاهدي أيضاً: صور مشاهير اليوم مع أشباههم من نجوم الزمن الجميل