شهدت العاصمة السورية دمشق مؤخراً فعالية فنية وثقافية لافتة حملت عنوان "سوريا الأمل"، خُصصت لتكريم الفنانة القديرة منى واصف، التي حازت على لقب "سفيرة السلام في العالم" من قبل المنظمة العالمية لحقوق الإنسان.
لحظة إنسانية في تكريم منى واصف
التكريم الذي جاء على مدرج جامعة دمشق، بحضور شخصيات فنية وثقافية ومسؤولين رسميين، تخلله مشهد مؤثر حين بادرت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا، هند قبوات، إلى تقبيل يد منى واصف واحتضانها وسط دموع بدت واضحة من شدة التأثر.
وقدمت مؤسسة "أصدقاء سوريا واليابان والعالم" هذه الفعالية التي تحولت إلى مناسبة وطنية بامتياز.
ظهرت منى واصف بكامل حضورها وأناقتها، حيث ألقت كلمة مؤثرة أكدت فيها أن الوطن يشبه الأم التي لا يمكن كراهيتها أو التخلي عنها، مشددة على أن الحب لا يكتمل إلا بالعطاء والتضحية.
وأشارت إلى أن تنوع جذورها بين أم مسيحية وأب سني كردي أعطاها عمقا إنسانيا ورسخ قناعتها بأن الانتماء يتجاوز الطوائف والمذاهب.
فيما حظيت لحظة تقبيل الوزيرة يد الفنانة المخضرمة باهتمام واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ بدت قبوات متأثرة إلى حد البكاء، وهو ما اعتبره الحضور تعبيرا صادقا عن المكانة الكبيرة التي تحظى بها منى واصف بين السوريين، خاصة أنها باتت تُلقب منذ سنوات بـ"سنديانة الدراما" بعد مسيرة امتدت لعقود طويلة.
شاهدوا هند قبوات تقبل يد منى واصف أثناء تكريم سفيرة السلام:
المشهد الذي جمع الوزيرة قبوات بالفنانة منى واصف أثار تفاعلا واسعا بين رواد مواقع التواصل، حيث انقسمت الآراء بين من رأى فيه تقديرا مستحقا لفنانة صنعت ذاكرة الدراما السورية والعربية، ومن اعتبره تعبيرا سياسيا أكثر منه ثقافيا. ورغم الجدل، بقيت رسالة التكريم واضحة: الاحتفاء برمز إنساني وفني شكّل عبر مسيرته الطويلة جسرا بين الأجيال وذاكرة حية للدراما السورية.
لقب عالمي ومسؤولية مضاعفة
منح المنظمة العالمية لحقوق الإنسان لقب "سفيرة السلام في العالم" للفنانة السورية لم يكن مجرد احتفاء بمشوارها الفني، بل حمل دلالة إنسانية تتجاوز حدود الفن.
فقد رأت واصف أن اللقب يشكل مسؤولية إضافية لمواصلة رسالتها في الدعوة إلى المحبة ونبذ الانقسام، مؤكدة أن قيمة السلام لا تقاس بالشعارات وإنما بما يحمله من التزام يومي يعزز روح الإنسانية ويضمن مستقبلا أفضل للأجيال المقبلة.
رد على شائعات سابقة حول صحتها
ظهور الفنانة الثمانينية بصحة جيدة في حفل "سوريا الأمل" شكل ردا عمليا على الشائعات التي طالتها في مايو الماضي بشأن وفاتها، والتي نفتها نقابة الفنانين السوريين رسميا آنذاك.
وقد بدا واضحا أن تكريمها أعاد التأكيد على مكانتها الحية في قلوب جمهورها الذي تابع الحدث بكثير من الاهتمام.
مشوار طويل بين المسرح والدراما
منى واصف، البالغة من العمر 83 عاما، تمتلك رصيدا يزيد على 200 عمل فني منذ انطلاقتها في ستينات القرن الماضي.
من أبرز مشاركاتها "باب الحارة"، "الولادة من الخاصرة"، و"مدرسة الحب"، إضافة إلى أدوار مسرحية وسينمائية عديدة جعلتها إحدى أيقونات الفن العربي. وقد أكدت في كلمتها أن ما أبقاها قريبة من جمهورها طوال هذه السنوات هو صدقها الفني وحبها العميق للتمثيل، إذ انتقلت من البحث عن الشهرة في بداياتها إلى السعي وراء أعمال تحظى بالاحترام وتترك أثرا إنسانيا دائما.
شراكة متجددة مع تيم حسن
بالتوازي مع التكريم، تتحضر واصف للظهور في مسلسل جديد بعنوان "مولانا"، إلى جانب النجوم تيم حسن ونور علي وعبد المنعم عمايري، من تأليف لبنى حداد وإخراج سامر البرقاوي.
العمل المنتظر يأتي ليجدد الشراكة الفنية الناجحة بينها وبين تيم حسن، والتي بدأت مع سلسلة "الهيبة" وتواصلت في أعمال مثل "تاج" و"تحت سابع أرض".
رسالة مؤثرة لأبناء سوريا
في ختام كلمتها، شددت واصف على أن الفن بالنسبة لها رسالة ومسؤولية قبل أن يكون مهنة، مؤكدة أنها لن تتوقف عن العطاء ما دام عشقها للمسرح والدراما يمنحها القوة للاستمرار.
كما وجهت رسالة مباشرة لأبناء بلدها، دعت فيها إلى تجاوز الخلافات وتعزيز قيم الحب والانتماء، معتبرة أن الوطن هو الأم التي لا يمكن الاستغناء عنها أو التخلي عن حبها.
شاهدي أيضاً: منى واصف ترد على ضجة مشهدها على الدراجة النارية
شاهدي أيضاً: أول رد فعل من منى واصف بعد تكريمها مع أنتوني هوبكنز
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.