حظيت الحلقة الثالثة من المسلسل التركي "الخليفة: نداء الجذور – Halef: Köklerin Çağrısı" بترحيب واسع من المشاهدين، بعد أن حملت تطورات درامية غير متوقعة تمثلت في قبول سرحات بالخلافة، وهو الحدث الذي غيّر المشهد داخل قصر يلدران وفتح أبواب الصراع العائلي على مصراعيها.

تفاصيل الحلقة الثالثة من مسلسل الخليفة

ومنذ بداية عرضه، نجح العمل في جذب الأنظار إليه بفضل مزيجه من الدراما العائلية، والعاطفة، والانتقام، مدعوماً بأداء لافت لأبطاله الثلاثة إلهان شان، أيبوكي بوسات، وبيران داملا يلماز.

واصل المسلسل تسجيل نسب مشاهدة مرتفعة، إذ بلغت الحلقة الثالثة 8.02 نقطة إجمالية مع أداء قوي على قناتي AB وABC1، ليصبح من بين أكثر الأعمال التركية مشاهدة هذا الأسبوع. ويُبث "الخليفة" عبر قناة NOW TV كل خميس الساعة الثامنة مساء بتوقيت أنقرة، مع إعادة يوم الجمعة، في منافسة محتدمة مع أعمال بارزة مثل "المدينة البعيدة" و"ولي العهد".

تحولات درامية داخل القصر

تبدأ أحداث الحلقة الثالثة في أجواء مدينة أورفا الساحرة، حيث تتشابك خيوط السلطة والعاطفة. وبعد صراع داخلي طويل، يقرر سرحات قبول الخلافة خلفاً لوالده الراحل، ما يُحدث زلزالاً في بيت العائلة. قرارُه المفاجئ لم يلقَ ترحيباً من شقيقه عاكف، الذي بدأ بتنفيذ خططه الخفية للانتقام، فيما تتصاعد المواجهة بين الأخوين في صراع يجمع بين الثأر والسلطة.
على الجانب الآخر، تشهد العلاقات داخل القصر توتراً متصاعداً، خصوصاً بعد أن كسرت سفدية صمتها وكشفت أسراراً دفينة حول ماضي الأسرة، مما زاد من ارتباك الأحداث. كما يتزايد الخلاف بين ملك ويلديز، في ظل غياب سرحات عن إسطنبول وانشغاله بمسؤوليات الخلافة الجديدة.

قصة حب تمزقها الجذور

يواصل المسلسل طرح صراعات عاطفية معقدة من خلال العلاقة بين سرحات وملاك، التي بدأت صدفة في حادث مأساوي، لتتحول إلى حبٍّ محكوم بالقدر والتاريخ. فـ"ملاك" التي تجسدها أيبوكي بوسات، تعيش صراعاً بين مشاعرها وماضيها الغامض، بينما يجد سرحات نفسه ممزقاً بين قلبين وولاءين: حبه القديم ليلديز وارتباطه الجديد بملاك.
في الحلقة الثالثة، يبدأ سرحات بالتصالح مع ماضيه والبحث عن ذاته، في وقت تحاول فيه ملاك مواجهة أسرار تربطها بعائلة يلدران. هذه الخطوط العاطفية تلتقي مع أحداث سياسية واجتماعية تضيف للعمل بعداً إنسانياً يعكس الصراع بين الواجب والرغبة.

بداية المشوار: من إرث العائلة إلى صراع الخلافة

كانت الحلقة الأولى قد مهّدت لهذا التحول الكبير، حين قدّم المسلسل العائلة الكبيرة التي تنتمي إليها شخصية سرحات في أورفا. والده المريض كان قد رأى فيه الخليفة الأنسب لحمل راية العائلة، بعد أن خيّب شقيقه الأكبر آماله، ما أشعل نار الغيرة والكراهية داخل البيت.
هذه الخلفية تُظهر كيف أن قرار سرحات بقبول الخلافة في الحلقة الثالثة لم يكن مجرد تطور درامي، بل نتيجة حتمية لصراع عائلي طويل حول من يستحق القيادة والإرث.

مشهد محوري ومواجهة مصيرية

بلغت ذروة الأحداث عندما واجه سرحات شقيقه عاكف بشأن قتله لوالده، في مشهد اتسم بالتوتر والعمق العاطفي. الأداء القوي لكل من إلهان شان وهاكان سالينميش جعل هذا المشهد من أكثر اللحظات تداولاً عبر مواقع التواصل، حيث اعتبره الجمهور من أقوى المواجهات في الدراما التركية الحديثة.

قوة الطاقم وتنوع الشخصيات

يضم "الخليفة" إلى جانب الأبطال الثلاثة نخبة من الممثلين مثل فيدا يورتسيفر، مظلوم تشيمين، أوميت شيراك، وسيزين بوزاجي، مما منح السرد الدرامي ثراءً واضحاً. النقاد اعتبروا أن العمل يستفيد من تناغم الجيلين الجديد والمخضرم، ما يجعله قادراً على جذب مختلف شرائح الجمهور.