يحضر الإعلامي السعودي المخضرم حامد الغامدي في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، هذه المرة ليس كمحاور أو مذيع، بل ككاتب يقدّم سيرة عمرٍ من العطاء المهني، عبر كتابه الجديد "الراعي والشاشة"، الصادر عن دار تشكيل للنشر. تفاصيل كتاب "الراعي والشاشة" لـ حامد الغامدي في هذا العمل، يجمع الغامدي بين الذاكرة الشخصية والتاريخ الإعلامي، موثّقاً رحلة بدأت من مراعي الباحة وانتهت أمام عدسات التلفزيون السعودي والعربي.يستهل الغامدي كتابه برحلة الطفولة في جبال السراة بمنطقة الباحة، حيث نشأ راعياً صغيراً يحمل كتبه ودفاتره تحت ذراعه أثناء رعي الأغنام، يوازن بين نداء الطبيعة ونداء العلم. يصف تلك المرحلة بلغة حنينية عابقة برائحة القرى ودفء الجدّات ورائحة الحناء، وبالعرق الذي تساقط من جباه الآباء العاملين في الأرض. تلك الجذور الريفية التي صاغت شخصيته الأولى، كانت النبع الذي استقى منه قيم البساطة والإصرار والوفاء.وفي "الراعي والشاشة"، يستعيد الغامدي ملامح ذلك الطفل الذي كان يقطع عشرات الكيلومترات ذهاباً وإياباً إلى المدرسة، قبل أن يجد طريقه لاحقاً إلى شاشة التلفزيون السعودي، حاملاً معه نقاء الجبال وروح القرية إلى أضواء المدن الكبرى. بهذا الربط بين "الراعي" و"الشاشة"، يرسم المؤلف ثنائية رمزية بين الماضي والحاضر، وبين البساطة والاحتراف، ليقدّم سرداً ذاتياً يحمل بعداً وطنياً وإنسانياً في آنٍ واحد. شاهدي أيضاً: مهرجان الشارقة السينمائي للأطفال والشباب يفتتح دورته الـ12 توثيق مسيرة إعلامية تمتد لعقود الكتاب لا يقتصر على السرد الذاتي فحسب، بل يوثّق كذلك التحوّلات الكبرى التي شهدها المشهد الإعلامي في المملكة منذ البدايات الأولى للبث التلفزيوني وحتى العصر الرقمي. ويكشف الغامدي في صفحاته عن تفاصيل لم تُروَ من قبل حول نشوء البرامج الجماهيرية التي شكلت ذاكرة المشاهدين، مؤكداً أن الإعلام السعودي لم يكن يوماً مجرد ناقل للخبر، بل مدرسة في الانتماء والمسؤولية.ويستعرض الكاتب محطاته المتعددة في تلفزيون المملكة العربية السعودية، مروراً بتجاربه في قنوات أوربت وMBC، حيث لمع اسمه في برامج شهيرة أحبّها الجمهور مثل "ما يطلبه المشاهدون" و"سباق المشاهدين" و"شريط الفنون"، وهي الأعمال التي شكّلت ملامح جيلٍ تلفزيوني كامل في التسعينيات وبداية الألفية.كما يروي الغامدي ذكرياته في تغطية الفعاليات الرسمية ومرافقة الملوك والأمراء في رحلاتهم الخارجية، مستعرضاً مواقف إنسانية وثقافية عايشها عن قرب، ومشيراً إلى أن التجربة الإعلامية الحقيقية لا تُقاس بعدد المشاهدين، بل بصدق الصوت الذي ينقل الرسالة. حكاية الإعلام من الورق إلى البث الرقمي في "الراعي والشاشة"، يرصد الغامدي كيف تغيّرت أدوات المهنة من المراسلات الورقية والبث المحدود إلى الإعلام التفاعلي والرقمنة الشاملة. لكنه يؤكد أن جوهر الرسالة الإعلامية لا يتبدّل، فـ "الصدق الإنساني" يظلّ الركيزة الأولى في العمل الإعلامي، مهما تغيّرت الوسائط والمنصات.ويقول في إحدى صفحات الكتاب: "كانت الكلمة تُكتب بالقلم وتصل بالبريد بعد أيام، واليوم تبثّ بالصوت والصورة في لحظة، لكن قيم المهنة التي تربينا عليها لم تتغير؛ فالمصداقية لا تخرج من الموضة". خلفية أكاديمية وإنجازات مهنية وُلد حامد الغامدي عام 1960 في الباحة، وتخرّج في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حاملاً درجة البكالوريوس في اللغة العربية، قبل أن يكمل دراسته العليا في الولايات المتحدة ويحصل على الماجستير في سياسة الإدارة الإعلامية من جامعة جنوب كاليفورنيا. هذا المزيج بين التكوين الأكاديمي العربي والدراسة الغربية منح تجربته عمقاً معرفياً واحترافية مهنية انعكست على أعماله.طوال مسيرته، جمع الغامدي بين الجماهيرية والبساطة، وتميّز بأسلوبه الهادئ وابتسامته الدائمة على الشاشة، مما جعله أحد أبرز الوجوه التلفزيونية في المملكة والخليج. وقد نال تكريمات من جهات عربية ومحلية تقديراً لعطائه الممتد، باعتباره من الإعلاميين الذين أسهموا في بناء الجسر بين الأجيال في الإعلام السعودي. شاهدي أيضاً: تركي آل الشيخ يعلن مفاجآت موسم الرياض 2025: أرقام عالمية شاهدي أيضاً: خريطة فعاليات موسم الرياض 2025- 2026 شاهدي أيضاً: شيماء علي تنجو بأعجوبة من حادث سير خطير برفقة طفليها: لحظات رعب لن تُنسى شاهدي أيضاً: هيفاء حسين: أنا من فانز محمد فضل شاكر وصوته رائع