أثارت المخرجة والممثلة الأميركية زيلدا ويليامز، ابنة النجم الراحل روبن ويليامز، جدلًا واسعًا بعدما طالبت متابعيها بالتوقف عن إرسال مقاطع مصنّعة بتقنية الذكاء الاصطناعي تحاكي ملامح وصوت والدها، مؤكدة أن هذا النوع من المحتوى يمثل إساءة لإرثه الفني وللذاكرة الإنسانية بشكل عام.
زيلدا ويليامز Zelda Williams تنتقد محاكاة الذكاء الاصطناعي لصوت روبن ويليامز Robin Williams
نشرت زيلدا عبر حسابها على "إنستغرام" منشورًا مطوّلًا وصفت فيه هذه المقاطع بأنها "قمامة رقمية" تُختزل فيها حياة أشخاص حقيقيين لم يوافقوا على هذا الاستخدام.
وأكدت أن رؤية إرث والدها يتحول إلى محتوى مصطنع لا يحمل أي روح أو مشاعر أمر يثير الغضب والاشمئزاز، مضيفة أن هذه الفيديوهات ليست فنًا، بل مجرد محاولات لتكرار الماضي بأسلوب بارد ومشوه.
وقالت إن من يقومون بصناعة تلك المقاطع لا يدركون حجم الأذى العاطفي الذي تسببه لعائلته، موضحة أن تحويل ملامح وصوت والدها إلى مادة للترفيه السطحي يفقد قيمتها الإنسانية والفنية.
غضب متجدد من استغلال الإرث الإنساني في المنصات
لم تكن هذه المرة الأولى التي عبّرت فيها زيلدا عن استيائها من استخدام الذكاء الاصطناعي لإحياء شخصيات راحلة. ففي عام 2023، شاركت في حملة نظمها اتحاد ممثلي الشاشة الأميركي "SAG-AFTRA" ضد محاكاة أصوات الممثلين الراحلين، مشيرة إلى أن هذه التقنية تُستخدم لتوليد مقاطع ينطق فيها والدها بجمل لم يقلها، وهو ما اعتبرته تعديًا على ذاكرته وإرثه الفني.
وأضافت أن ما يُنتج بهذه الطريقة لا يمكن اعتباره تكريمًا، بل هو "تشويه رقمي" يفتقر إلى الإحساس الذي ميّز أداء والدها في أفلام خالدة مثل "Dead Poets Society" و"Mrs. Doubtfire" و"Good Will Hunting".
إرث فني لا يُستنسخ
توفي روبن ويليامز عام 2014 عن عمر 63 عامًا، بعد مسيرة حافلة قدّم خلالها عشرات الأدوار التي مزجت بين الكوميديا والدراما، وجعلت منه أحد أبرز رموز السينما الأميركية في العقود الأخيرة. وقد تركت وفاته أثرًا بالغًا لدى جمهوره حول العالم، لتتحول صفحاته على المنصات إلى مساحات لتخليده بالصور والمقاطع القديمة.
إلا أن ظهور مقاطع جديدة تُظهره بصوت وصورة مولدين آليًا أثار جدلًا حول أخلاقيات إعادة إحياء الفنانين الراحلين، خاصة عندما يتم ذلك دون إذن عائلاتهم أو احترام إرثهم الإبداعي.
هجوم على "الجيل الصناعي" من المحتوى
في منشورها الأخير، شبّهت زيلدا تلك المقاطع بما سمّته "النقانق المعالجة" المصنوعة من حياة البشر، موضحة أن تحويل الفن إلى مادة استهلاكية بلا روح يجعل الذكاء الاصطناعي أداة لتكرار الماضي وليس لاستشراف المستقبل. وقالت إن تسمية هذا الاتجاه بـ"مستقبل الصناعة" أمر مضلل، لأن الذكاء الاصطناعي لا يبتكر، بل يعيد تدوير ما صنعه الآخرون.
وأضافت أن التفاعل الإيجابي مع هذه المقاطع عبر الإعجابات والمشاركات لا يمنحها شرعية، بل يساهم في إدامة دورة استغلال الذكريات الإنسانية وتحويلها إلى "منتج رقمي مفرغ من القيمة".
أزمة فنية تتجاوز الحالة الفردية
جاءت تصريحات زيلدا في وقت يشهد فيه الوسط الفني جدلًا متصاعدًا حول استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الترفيه، خاصة بعد ظهور ما يُعرف بـ"الممثل الافتراضي" مثل الشخصية الرقمية "تيللي نورود"، التي أثارت اعتراضات واسعة من نجوم هوليوود بينهم إميلي بلانت، معتبرين أن تلك التجارب تهدد العلاقة الإنسانية التي تقوم عليها الفنون.
ويرى مراقبون أن موقف زيلدا يعكس مخاوف متزايدة لدى عائلات الفنانين من فقدان السيطرة على صور وأصوات أحبّائهم بعد رحيلهم، في ظل غياب قوانين واضحة تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الفني.
دعوة لإنقاذ الفن من التشويه
اختتمت زيلدا رسالتها بدعوة صريحة إلى احترام إرث الفنانين وعدم السماح بتحويل ذكراهم إلى مواد تسويقية أو ترفيهية. وأكدت أن والدها، المعروف بذكائه العاطفي وعمق أدائه، لم يكن ليرضى أبدًا بأن يُستعاد صوته وصورته بهذه الطريقة.
وشددت على أن الحفاظ على إنسانية الفن يتطلب وعيًا جماعيًا يضع حدودًا لا يمكن للآلة تجاوزها، لأن الذاكرة الإنسانية ليست مادة قابلة للبرمجة، بل تجربة وجدانية لا يمكن إعادة خلقها دون أن تفقد معناها الحقيقي.
شاهدي أيضاً: هكذا نعت إليسا روبن ويليامز وأصالة دعت له بالرحمة
شاهدي أيضاً: زوجة روبن ويليامز تفصح عن السبب الحقيقي وراء انتحاره
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.