جسدت الأميرة رجوة الحسين، زوجة ولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، مفهوم الأناقة الملكية المعاصرة عبر سلسلة من الإطلالات المذهلة التي حملت بصمات مصممات سعوديات برزن على الساحة العالمية.

وبين اللمسة التراثية الأردنية والأسلوب السعودي الراقي، تنوعت خياراتها لتعبّر عن ذوقها الرفيع وقدرتها على المزج بين العصرية والجذور الثقافية في أكثر من ظهور رسمي أو خاص.

فستان اليوبيل الفضي من توقيع هنيدة الصيرفي

احتفلت الأميرة رجوة الحسين باليوبيل الفضي للمملكة الأردنية بإطلالة حملت توقيع المصممة السعودية هنيدة الصيرفي، المديرة الإبداعية لدار HONAYDA.

تميز التصميم بتفاصيل دقيقة مستوحاة من التراث الأردني، حيث رُصعت القطعة بتطريز يدوي نفذته حرفيات أردنيات في نحو 120 ساعة عمل، ليصبح هذا الفستان أول قطعة ملكية يتم تنفيذها بأيادٍ أردنية بالكامل.

اعتمدت هنيدة الصيرفي اللون الأحمر الداكن رمزًا للهيبة والانتماء الهاشمي، مستلهمة ألوان العلم الأردني الأربعة في توازن فني يجمع الماضي بالحاضر. واختير قماش الجورجيت الانسيابي ليعكس أنوثة الأميرة ورهافة أسلوبها، بينما جسدت التطريزات ثلاثية الأبعاد رؤية دار HONAYDA في دمج الفن بالحرفية.

واكتمل المشهد برمز زهرة السوسن التي اختارتها المصممة لتعبّر عن الحكمة والأمل، مطرزة بخيوط فضية تبرز طبقاتها الثلاثية الأبعاد، مانحة الفستان بعدًا رمزيًا يليق بمكانة الأميرة.

ليلة الحنّاء: تزاوج الثقافتين السعودية والأردنية

في ليلة الحنّاء، تألقت الأميرة رجوة الحسين بتصميم آخر من إبداع هنيدة الصيرفي، جسّد اتحاد الإرثين السعودي والأردني في لوحة أنثوية خالدة.

صُمم الفستان على طراز الثوب النجدي التقليدي المعروف بـ"السحابي"، وزُين بتطريزات ذهبية فاخرة بخيوط حريرية وكنتل متنوعة، في عمل امتد لأكثر من 340 ساعة من التنفيذ الدقيق.

أما الطرحة، فاستغرق إنجازها نحو 760 ساعة من التطريز اليدوي باستخدام عشرة أمتار من التول الفاخر، لتغدو تحفة فنية تعكس رمزية ليلة الحنّاء وأجواءها التراثية المهيبة.

أبدعت الصيرفي في توظيف الرموز الثقافية داخل التصميم، إذ زُينت الطرحة بنجوم سباعية أردنية ترمز إلى السبع المثاني، بينما تكررت رسمة النخلة السعودية كدلالة على العطاء والوفاء.

وجاء التطريز الذهبي متدفقًا بانسيابية أنثوية تعبّر عن نقاء العروس وقوة شخصيتها، مستلهمًا من بيت الشعر الشهير "أراكِ فتحلو لديّ الحياة"، الذي خُطّ بخيوط القصب النجدية ليخلّد لحظة الارتباط الملكي.

إطلالة باريس بالفستان الأسود من منى الشبل

خلال الزيارة الرسمية الأحدث إلى باريس برفقة ولي العهد، أطلت الأميرة رجوة بفستان أسود أنيق من توقيع المصممة السعودية منى الشبل. جمع التصميم بين الكلاسيكية والحداثة بأسلوب يعكس توازنها الدائم بين الأناقة الملكية والاحتشام.

صُنع الفستان من قماش الكريب الفاخر بياقة على شكل V متصلة بكاب طويل انساب على الكتفين، فيما أضفت الأزرار الأمامية لمسة من الرقي على التصميم. اختارت الأميرة هذه الإطلالة لتبرز حضورها الملكي وسط أجواء اللقاء الرسمي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت، حيث عكست الأناقة السعودية الممزوجة بالفخامة الأوروبية.

نسّقت الأميرة رجوة إطلالتها مع حقيبة من دار Bottega Veneta وكندرة Fendi، ما منحها حضورًا متوازنًا بين الطابع الرسمي والبساطة العصرية. جاءت هذه الإطلالة تأكيدًا على قدرتها على تمثيل الهوية العربية في المناسبات الدولية دون التخلي عن لمستها الخاصة.

بصمة سعودية في مسيرة ملكية 

عبّرت الأميرة رجوة الحسين في كل ظهور عن فخرها بجذورها السعودية، فاختياراتها الدقيقة تعكس دعمها للمرأة العربية المبدعة، خاصة المصممات السعوديات اللاتي أثبتن حضورًا عالميًا بفضل إبداعهن في الدمج بين التراث والتقنيات الحديثة.

تكررت في إطلالاتها عناصر رمزية تحمل رسائل قوة ووحدة ثقافية بين الأردن والسعودية، من ألوان الأعلام إلى الأشكال الهندسية والنقوش المستوحاة من التاريخين المشتركين. وهكذا تحوّلت أزياؤها إلى جسر من الجمال والهوية، يجمع بين الأصالة العربية والرؤية المستقبلية التي تمثلها الأميرة في حياتها العامة.