مريم محمد هي شابة إماراتية، نشأت في بيئة محفزة على الطموح والتميز. درست الاقتصاد في جامعة سيدني الأسترالية، قبل أن تنتقل إلى عالم الإبداع لتدرس تصميم الأزياء في معهد ESMOD في دبي، تعرفوا معنا على الإماراتية التي توجت بلقب مكة جمال الكون الإمارات 2025.

تتمتع مريم بشخصية طموحة تجمع بين الذكاء الأكاديمي والذوق الفني، وهي من الشخصيات النشطة في مجالات الجمال والموضة والمشاركة المجتمعية. سبق أن شاركت في مسابقات ملكة جمال عربية، من بينها Miss Arab World UAE، ما جعلها تكتسب خبرة في عالم المنافسات الجمالية والتمثيل الثقافي.

Miss Universe UAE 2025

أصبحت مريم محمد حديث وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بعد تتويجها بلقب Miss Universe UAE 2025، لتصبح أول امرأة إماراتية تمثل الدولة رسميًا في مسابقة ملكة جمال الكون العالمية.

يعد هذا الحدث محطة فارقة في تاريخ دولة الإمارات، إذ يمثل خطوة جديدة نحو تمكين المرأة وتعزيز حضورها في المحافل العالمية، لا سيما في مجال لا يُنظر إليه فقط كجمال خارجي، بل كمجال لإبراز الشخصية والثقافة الوطنية والقدرات الإنسانية.
الحدث لقي تفاعلًا واسعًا من الجمهور العربي والعالمي، باعتباره يعكس الصورة الحديثة للمرأة الإماراتية التي تجمع بين الأصالة والانفتاح العالمي.

إنجازاتها ومبادراتها

لم يقتصر تميز مريم محمد على الجمال أو الأزياء فحسب، بل يمتد إلى مبادراتها المجتمعية والإنسانية. فهي تشارك بفاعلية في مشاريع خيرية وإنسانية مثل مبادرة رمضان أمان وThe Giving Family Initiative، التي تهدف إلى دعم الفئات المحتاجة وتعزيز روح التكافل المجتمعي في الإمارات.

كما تهتم مريم بالموضة المستدامة وتسعى من خلال دراستها وعملها في المجال إلى نشر الوعي حول أهمية الحفاظ على البيئة في صناعة الأزياء، وتشجع المصممين الشباب على اتباع هذا النهج.

اختيرت مريم من بين أكثر من 950 متقدمة من مختلف الإمارات، ما يبرز حجم التنافس وشدة المعايير التي خضعت لها المشاركات في مرحلة الاختيار، ويؤكد تميزها من حيث الشخصية والحضور والقدرات الفكرية والاجتماعية.
وتحرص مريم على إبراز جانب من تراثها الإماراتي من خلال حبها للفروسية وركوب الجمال، حيث تعتبر هذه الهوايات رموزًا ثقافية تعبّر عن ارتباطها بجذورها الأصيلة، رغم حضورها العالمي المعاصر.

رمز للتغيير والتمثيل

تعد مريم محمد اليوم رمزًا لمرحلة جديدة في مسيرة تمكين المرأة الإماراتية. فهي أول إماراتية تفوز بلقب Miss Universe UAE وتمثل الدولة على المسرح العالمي، وهو إنجاز يحمل في طياته دلالات تتجاوز اللقب نفسه، إذ يعبر عن الثقة المتزايدة بدور المرأة الإماراتية في تمثيل بلدها بمختلف المجالات.

تميزها لا يقتصر على مظهرها الخارجي، بل على الجمع بين التفوق الأكاديمي والابتكار في الموضة والعمل الاجتماعي، ما يجعلها نموذجًا للشابة الإماراتية العصرية التي توازن بين الطموح والهوية.

كما أن مشاركتها في المبادرات الخيرية أظهرت اهتمامًا بخدمة المجتمع أكثر من السعي وراء الأضواء، وهو ما أكسبها احترام الجمهور الذي يرى فيها وجهًا مشرقًا يمثل القيم الحقيقية للمرأة الإماراتية.

التحديات التي تواجهها

خوض مسابقات الجمال على المستوى العالمي لا يخلو من التحديات، سواء من حيث الضغوط الإعلامية أو الانتقادات الاجتماعية. تدرك مريم محمد أن الأضواء قد تكون سيفًا ذا حدين، ولذلك أكدت أن الجائزة لا تتعلق بالجمال فقط، بل بالأثر الذي يمكن أن تصنعه المتوجة في مجتمعها.

ستكون مشاركتها في مسابقة ملكة جمال الكون تحت متابعة إعلامية كبيرة، ما قد يشكل تحديًا من حيث التوقعات العالية من الجمهور المحلي والعالمي. ومع ذلك، يبدو أنها تمتلك الوعي والقدرة على التعامل مع هذه الضغوط بهدوء واتزان.
من أبرز التحديات التي تواجهها أيضًا قدرتها على الموازنة بين الحفاظ على الهوية الثقافية الإماراتية وإبرازها للعالم بطريقة راقية ومفهومة، وهو ما تعمل عليه من خلال اختياراتها في الإطلالات وتصريحاتها الإعلامية.

نظرة مستقبلية

تستعد مريم محمد حاليًا لخوض منافسات Miss Universe 2025 التي ستقام في تايلاند، وتسعى لترك بصمة تتجاوز الجمال إلى التأثير الحقيقي من خلال رسائلها حول تمكين المرأة، وحب الوطن، والاهتمام بالبيئة والمجتمع.
من المتوقع أن تكون مشاركتها مصدر إلهام للكثير من الفتيات الإماراتيات والعربيات اللاتي يسعين لتحقيق طموحاتهن في مجالات الجمال أو الموضة أو العمل الإنساني، لتصبح قدوة تعكس أن النجاح لا يأتي من الشكل فقط، بل من الجوهر والعمل الجاد.

وفي حال تحقيقها إنجازًا عالميًا في هذه المسابقة، ستسطر مريم محمد فصلًا جديدًا في تاريخ مشاركة المرأة الإماراتية في الساحات الدولية، وتؤكد أن الجمال الحقيقي يكمن في الفكر والطموح والقدرة على إحداث فرق إيجابي في المجتمع.