كتب: معتمد عبد الغني

في لقاء سابق، قال الفنان محمد منير إن موجة المهرجانات والراب أصبحت جزءًا من المشهد الغنائي الحالي، موضحًا أنه يستمع إليها رغم أنها "لا تسكن قلبه"، معتبرًا أن لكل جيل صوته الخاص وثقافته.

الكينج محمد منير

وأوضح منير أن الغناء حق متاح للجميع، لكن النجاح يظل لمن يمتلك الموهبة والقدرة على الاستمرار، وقال: "ما فيش حاجة اسمها أغنية وحشة، فيه أغنية قوية وأغنية ضعيفة، وفي النهاية كل لون له جمهوره".
وأضاف أن الأغاني التي تصنف كـ"خفيفة" أو "سطحية" ليست ظاهرة جديدة على مصر، بل تكررت مع محطات تاريخية مختلفة، مثل أغاني ما بعد نكسة 1967.

هذا الرأي عبر عنه منير بالفعل في الأعمال الفنية التي شارك فيها، حيث جسد شخصيات بعيدة عن صورة المطرب الرومانسي. وما ميز منير في مجال التمثيل أنه ابتعد عن الصورة "الحليمية" التي سار عليها كثيرون ممن حاولوا تقديم النوعية نفسها من الأعمال الرومانسية التي اشتهر بها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.

فقد تألق منير في أدوار بعيدة تمامًا عن هذا الخط، مثل شخصية المريض النفسي في فيلم اشتباه، والزوج الخائن في فيلم يوم حلو ويوم مر، كما قدم في مسلسل جمهورية زفتى دور أحد المطاريد الذين يقاومون الاحتلال الإنجليزي. وبالطبع لا يمكن نسيان شخصية مروان في فيلم المصير للمخرج يوسف شاهين.

وفي بعض تلك الأعمال، قدم منير أغانٍ سطحية وهابطة في إطار العمل الدرامي تشبه أغاني المهرجانات، مثل أغنية «الطشت قاللي» التي غناها في فيلم حكايات الغريب عام 1992:

الطشت قاللي، الطشت قاللييا حلوة يا اللي قومي استحمي

وفي مسلسل علي عليوة، في العام نفسه، قدم شخصية محمد علام، أديب مغمور وشاب حالم تصطدم رومانسيته بصخرة الواقع، فيتحول إلى مطرب شعبي في الملاهي الليلية، يغني ويرقص بكلمات لا تحمل معنى، مثل أغنية «مش كل كل ولا أي أي» التي تقول كلماتها:

الفنان محمد منير

مش كل كل ولا أي أي
ساعات بسورق من وانت جي
لو على الحلاوة ملكش زي عليك شقاوة تكفي حي
لما تفوت في عنيك بموت الناس تشوفني تقول ده حي
مش كل كل ولا أي أي

التقل كله عليك عليك والحب كله سيبه عليا
حبك في قلبي ولع خلاص وفي قلبك أنت الحب ني
يا أبو ابتسامة حلوة ورقيقة عرفني سرك قولي الحقيقة
نظرت عيونك صافية وبريئة وإزاي بحورهم على طول غريقة
حبك في قلبي ولع خلاص وفي قلبك أنت الحب ني.

منير

اللافت أن منير ضم هذه الأغنية الهابطة من المسلسل بعد ثلاث سنوات إلى ألبومه «ممكن» عام 1995 تحت عنوان «نظرة»، وهي من الأغاني البعيدة عن مفردات منير المعروفة في وصف الحبيبة.