في ليلة حملت أصداء الموسيقى والروح والإيمان، أحيا الفنان والملحن العالمي سامي يوسف أمسية موسيقية استثنائية على خشبة المدرج الروماني في قلب العاصمة الأردنية عمّان، وسط حضور جماهيري واسع امتلأت به مدرجات الموقع الأثري العريق، الذي تحوّل إلى مسرح مفتوح للسلام والأنغام. مزيج من الروح والهوية قدّم سامي يوسف خلال الأمسية مجموعة من أعماله الموسيقية الشهيرة التي شكّلت بصمته الخاصة في المشهد الفني العالمي، حيث جمع في أدائه بين الطابع الصوفي والهوية الموسيقية العالمية.وجاء العرض بمرافقة أوركسترا حجرة عمّان، وكورال دولي ضم أصواتاً من قارات مختلفة، إلى جانب عازفين محترفين من عدة دول، في أداءٍ متكامل جمع بين الدقة التقنية والإحساس الإنساني، ليقدّم تجربة فنية تجاوزت حدود الزمان والمكان.وشكّل ألبومه الأخير "Ecstasy" محوراً رئيسياً في الحفل، إذ أدّى منه مقطوعات مختارة تراوحت بين التأمل والابتهال، تخللتها فواصل موسيقية حملت طابعاً شرقياً ممزوجاً بإيقاعات معاصرة، ما جعل الجمهور يعيش لحظات من الصفاء الروحي والانسجام الكامل. شاهدي أيضاً: سامي يوسف يحي حفلا في تركيا درويش بنغمة عالمية ومن أبرز لحظات الأمسية، قدّم يوسف عملاً جديداً مستلهماً من إحدى قصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش، في تجربة موسيقية فريدة أعادت تعريف العلاقة بين الشعر والموسيقى.العمل جاء كتوليفة فنية جمعت بين بلاغة الكلمة ورهافة اللحن، عبّر فيها يوسف عن التزامه الدائم بقضايا الإنسان والهوية، فحوّل القصيدة إلى رسالة وجدانية عابرة للحدود، تحمل في طياتها مزيجاً من الشجن والأمل، لتصبح الموسيقى هنا أداة للتعبير الإنساني لا تقل قوة عن الكلمة ذاتها.الجمهور الذي أنصت للأداء، تفاعل مع النغمات الهادئة والكلمات المعبّرة، في مشهدٍ جمع بين الجمال الفني والتأمل الروحي، لترتفع التصفيقات بين حينٍ وآخر تأكيداً على تأثير هذا المزيج الساحر بين الشعر والموسيقى. موسيقى تتحدث بعدة لغات تنقّل يوسف خلال الحفل بين عدة لغات وأساليب موسيقية، فغنّى بالعربية والإنجليزية والفارسية والتركية، في انسجامٍ يعكس فلسفته التي تقوم على فكرة أن الموسيقى لغة إنسانية مشتركة لا تحتاج إلى ترجمة.هذا التنوع اللغوي والفني أسهم في جذب جمهور متعدّد الخلفيات الثقافية، إذ لم تقتصر الأمسية على محبي أعماله التقليدية، بل شملت حضوراً من الشباب والعائلات والسياح، ما جعل المدرج الروماني يتحول إلى مساحة حوارٍ ثقافي عبر الموسيقى. رسالة حب وامتنان للأردن وخلال الحفل، عبّر سامي يوسف عن سعادته بإحياء هذه الأمسية في عمّان، مؤكداً أن الأردن يحتل مكانة خاصة في قلبه، لما يمثّله من جسرٍ ثقافي وإنساني بين الشرق والغرب.وقال في كلمة مؤثرة وجهها إلى الجمهور: "المدرج الروماني يحمل قيمة تاريخية وثقافية كبيرة، ويسعدني أن أكون جزءاً من هذا الفضاء الفني في قلب عمّان، المدينة التي تشبه نغمة هادئة بين صخب العالم".وأضاف أن اللقاء مع الجمهور الأردني يمنحه طاقة خاصة، مشيداً بحسن التنظيم وروح التفاعل التي لمسها منذ اللحظة الأولى، مؤكداً أن هذه الأمسية لن تكون الأخيرة في الأردن. الموسيقى في خدمة الإنسانية ولم تقتصر الأمسية على بعدها الفني، بل حملت أيضاً رسالة إنسانية سامية، إذ أعلن منظمو الحفل أن جزءاً من ربحه سيخصّص لدعم الجهود الإغاثية في قطاع غزة، هذه المبادرة الإنسانية لاقت تفاعلاً واسعاً من الجمهور الذي رحّب بها بالتصفيق والهتاف، معبّرين عن تقديرهم لفنان لم يفصل يوماً بين فنه ومواقفه الأخلاقية والإنسانية. شاهدي أيضاً: سامي يوسف يطلق كليب"تبعوه لما عرفوه" بتقنية الرسوم المتحركة شاهدي أيضاً: صور سامي يوسف يزور الأردن وفلسطين: "الصلاة في الأقصى شعور لا يوصف" شاهدي أيضاً: ألبوم سامي يوسف "سلام": روحانية وإبداع وانتشار عالمي ودويتو مع والده!