فن / اليوم السابع

اليوم العالمى للتأتأة.. المتلعثم فى السينما والدراما من التهكم إلى التعاطف

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

كتب محمد تهامى زكى

الأربعاء، 22 أكتوبر 2025 07:30 ص

يتوافق يوم 22 أكتوبر من كل عام مع إحياء اليوم العالمى للتأتأة، وهى مناسبة تهدف إلى نشر الوعى بهذه الحالة التى تؤثر على طلاقة النطق وتشجيع المجتمع على احتواء من يعانون منها وفهم التحديات التى تواجههم.

وبعيدًا عن الخطابات الرسمية وحملات التوعوية تظل الدراما والسينما مرآة عاكسة لتصورات المجتمع وتمتلك تأثيرًا عميقًا فى تشكيل الوعى الجمعى، وعندما تظهر شخصيات المتلعثمين باحترام وعمق، فإنها لا تعزز فقط التقبل المجتمعى، بل تفتح أيضًا بارقة أمل للمصابين بالتأتأة أنفسهم وتُظهر أن اضطرابهم لا ينتقص من قيمتهم ولا يحدّ من إمكاناتهم.

تناول السينما لاضطراب التلعثم
تناول السينما لاضطراب التلعثم
المتلعثم بين التهكم والدراما

لفترات طويلة ارتبطت شخصية المتلعثم في الأفلام والمسلسلات بالكوميديا أو الضعف والجُبن، وغالبًا ما استُخدمت التأتأة كوسيلة للتهكم والضحك وأحيانًا للشفقة، دون أدنى محاولة لفهم البعد الإنساني أو النفسي من وراءها.

وفي السنوات الأخيرة بدأت بعض الأعمال الفنية في إعادة النظر إلى تغيير الصورة النمطية للمتلعثم، وبدأت تقدمه كشخص حقيقي يحمل مشاعر وأحاسيس، ويحمل في طياته الكثير من الطموحات.

The King's Speech

من أبرز هذه التحولات الإيجابية نجد ما جاء في الفيلم العالمي "خطاب الملك" الذي عُرض عام 2010، وقام ببطولته النجم الإنجليزي "كولين فيرث" الذي جسد فيه شخصية الملك جورج السادس، وكان يعاني من التلعثم وأظهر الفيلم انتقالًا عظيماً في تناول المصابين باضطراب التأتأة من مشاهد التهكم والتجاهل إلى حالات التعاطف والتقدير.

قصة الفيلم تحكي صراع الملك البريطاني جورج السادس الشخصي للسيطرة على تلعثمه، حيث يُعدّ التعامل مع التأتأة صراعًا داخليًا وجسديًا ونفسيًا واجتماعيًا مستمرًا، وهو ما أكده الكاتب الإنجليزى جون ويليامز، فى مراجعته للفيلم والذى أشار إلى عدة دروس مستفادة من الفيلم فيما يتعلق بالتأتأة، منها أنه لا أحد يولد متلعثمًا، التأتأة لا يمكن علاجها بشكل كامل، لا يوجد علاج يهيمن على هذا المجال، التأتأة تبدأ عادةً فى سن الرابعة أو الخامسة والتأتأة ربما تكون ناجمة عن حادثة مُرعبة.

فيلم خطاب الملك
خطاب الملك
رسائل البحر.. نموذج مختلف

فى السينما المصرية، نجد العديد من الأفلام التى أظهرت شخصية المتلعثم فى الكلام لعل أبرزها التحفة الفنية التى قدمها داود عبد السيد فى فيلم "رسائل البحر"، الذى فجر فيه آسر ياسين موهبة فنية كبيرة عندما جسد شخصية "يحيى"، المصاب بالتلعثم فى الكلام والذى ما يصعب عليه الحياة.

بسمة وآسر
بسمة وآسر

على الرغم من دراسته للطب، تعرض "يحيى" للتنمر والسخرية من زملائه، وصعوبة التواصل مع الآخرين، هذا يدفعه، بعد وفاة والده، إلى العودة إلى مدينة الإسكندرية ليعمل صيادًا.

كانت رؤية المخرج داود عبد السيد للمعايشة مع المتلعثم جسدها فى أحد مشاهد الفيلم، حينما ظهرت بسمة وهى تسخر من تأتأة آسر ياسين من خلال إلقاء نكتة عن جرسون فى مطعم بفرنسا يتهكم على أحد زبائن المطعم، فى البداية ظهر آسر متأثرًا وحزينًا، لكنه فى ضحك على النكتة، فى إشارة إلى تقبله الواقع عندما وجد من يشعر بأحاسيسه ويفهمه ويتقبله كما هو.

فى النهاية علينا إدراك أن التأتأة ليست مجرد عائق فى النطق بل هى قصة إنسانية تنبض بالمشاعر والتحديات والأمل، وحينما تُروى بصدق تتغير النظرة من سخافة أو ضعف إلى احترام وتعاطف.

فليكن هذا اليوم نتذكر أن وراء كل تلعثم صوت لا ينطق بالكلمات فقط بل بحكاية تستحق أن تُسمع، بالحب والوعى والدعم يتحول المتلعثم من صامت منعزل إلى حكاية انتصار وإنسانية.

افلام سينمائية ناقشة اضطراب التلعثم
سينمائية ناقشة اضطراب التلعثم

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا