شهد الموسم الدرامي التركي الجديد 2025 – 2026 طفرة غير مسبوقة في حجم الإنتاجات وعدد المسلسلات التي تتنافس على شاشات القنوات المحلية، إذ عُرض حتى شهر نوفمبر الجاري نحو 24 عملاً متنوعاً بين الدراما الاجتماعية والرومانسية والتاريخية، ما جعل الشاشات التركية تعيش موسماً مزدحماً وحافلاً بالمتابعة الجماهيرية.
وبحسب تقرير خبير التصنيفات التلفزيونية الصادر مؤخراً، فقد تم الكشف عن قائمة المسلسلات الأكثر مشاهدة في سبع مناطق تركية مختلفة، في دراسة شاملة أظهرت التحولات في أذواق الجمهور، والتنافس القوي بين القنوات الكبرى وعلى رأسها TRT 1 وKanal D.
“المدينة البعيدة” و“هذا البحر سيفيض” في الصدارة
تصدّر مسلسلا "المدينة البعيدة" و"هذا البحر سيفيض" قائمة الأعمال الأعلى مشاهدة في تركيا، محققين نسب متابعة مرتفعة في معظم المناطق التركية. ويُعد هذا الإنجاز انعكاساً لنجاح صناع العملين في المزج بين الأداء التمثيلي القوي، والإخراج المتقن، والقضايا الإنسانية التي تلامس الجمهور.
ويرى نقاد الدراما أن هذا الموسم أعاد التوازن إلى الشاشة التركية، إذ تحولت الدراما من الميلودراما الزائدة إلى معالجة أكثر واقعية ونضجاً، تتناول قضايا الأسرة، والسلطة، والعلاقات، والهوية الاجتماعية في قوالب درامية متقنة.
شاهدي أيضاً: توقف مسلسل "حب ودموع" لهاندا أرتشيل وباريش أردوتش
تفاصيل “المدينة البعيدة”.. دراما إنسانية بطابع غامض
ينطلق الموسم الثاني من مسلسل المدينة البعيدة" بزيارة مؤثرة إلى قبر “بوران”، الأخ غير الشقيق لجيهان وزوج عليا السابق، قبل أن تبدأ سلسلة من الصراعات العائلية المعقدة داخل أسرة “البورا”.
وتتصدر “صداقات”، السيدة القوية وحاكمة القصر، المشهد بفرض نفوذها، بينما تسعى “مينة” لترسيخ مكانتها بعد إعلان حملها بالحفيد المنتظر. في المقابل، يعود “أجمل” القاتل الحقيقي لبوران من السجن، لتبدأ دوامة جديدة من الانتقام والاضطراب العاطفي.
القصة لا تقتصر على الدراما العائلية فحسب، بل تقدم صورة رمزية عن الصراع بين الماضي والحاضر، بين الطموح والواجب، وهو ما جعل الجمهور يعيش مع الشخصيات بأحاسيسها ومخاوفها.
ويؤدي البطولة النجم أوزان أكبابا (جيهان البورا) والنجمة سينام أونسال (عليا ألبورا)، وقد نجحا في تكوين ثنائي محبوب على الشاشة بفضل الكيمياء الكبيرة بينهما. ويُعد المسلسل مستوحى من العمل العربي الشهير “الهيبة”، لكنه استطاع أن يقدم نسخة تركية خالصة بروح محلية عميقة، عكست البيئة والثقافة التركية بأسلوب جديد بعيد عن التقليد.
“هذا البحر سيفيض”.. ملحمة من الحب والانتقام
على الجانب الآخر، يواصل مسلسل "هذا البحر سيفيض" جذب اهتمام المشاهدين، بفضل قصته المشوقة التي تدور في منطقة البحر الأسود القاسية، حيث يتوارث أبناء العائلات المتنازعة صراعات دامية منذ أجيال.
وتدور الأحداث حول صراع متصاعد بين عائلتين في قرية ساحلية نائية، تدخل حياتهما شخصية غريبة لتغير مجرى الأحداث وتكشف أسراراً دفينة من الماضي، لكن وراء الدموية والعنف، يحمل العمل بعداً إنسانياً مؤثراً، إذ يناقش فكرة “العفو والمغفرة” كخيار أصعب من الانتقام، وسط الطبيعة الصعبة التي ترمز إلى قسوة الحياة.
المسلسل من بطولة دينيز بايسال وأولاش تونا أستيبي، وتجمعهما علاقة عاطفية معقدة بين الحب والخطر، تجسد صراع الإنسان بين القلب والعقل.ويُعد أحد أضخم إنتاجات الموسم الحالي بميزانية ضخمة وتصوير خارجي في مناطق جبلية وساحلية وعرة، وهو ما أكسبه طابعاً بصرياً مميزاً جعله حديث مواقع التواصل الاجتماعي بعد عرض كل حلقة.
تفوق مستمر في مختلف المناطق
ووفقاً للتقرير، تصدر “المدينة البعيدة” قائمة المشاهدة في منطقة مرمرة، تلاه “هذا البحر سيفيض” ثم “حلم أشرف”، فيما احتلت الأعمال نفسها المراتب الأولى في منطقة بحر إيجة إلى جانب مسلسل “الخليفة”.
وفي وسط الأناضول، حافظ “المدينة البعيدة” على الصدارة، “هذا البحر سيفيض” في المركز الثالث. أما في البحر الأبيض المتوسط، فاستمر التفوق ذاته، في حين تصدر “ورود وذنوب” نسب المشاهدة في منطقة البحر الأسود.
وفي مناطق الشرق والجنوب الشرقي، برزت أعمال مثل “الخليفة”، إلا أن “المدينة البعيدة” بقي متربعاً على القمة، ليحقق بذلك انتشاراً واسعاً غير مسبوق هذا الموسم.
تنافس القنوات واهتمام الجماهير
أظهر التقرير أن قناتي TRT 1 وKanal D تتبادلان السيطرة على المشهد لستة أيام في الأسبوع، فيما شهد يومي الثلاثاء والخميس تغييرات متكررة في الترتيب نتيجة المنافسة بين الأعمال الجديدة.
ورغم بث مباراة “ديربي” غلطة سراي وطرابزون سبور، ارتفعت نسب المشاهدة لبعض المسلسلات، ما أكد تمسك الجمهور بمتابعة الدراما حتى في ذروة الأحداث الرياضية، في دلالة على قوة الارتباط العاطفي بين المشاهد والعمل الدرامي التركي.
لمشاهدة أبرز المشاهد من الأعمال التي تم ذكرها، استمتعوا بمطالعة الألبوم أعلاه..
شاهدي أيضاً: هاندا أرتشيل تتألق بالأسود الأنيق بأحدث ظهور
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
