شهدت مصر مساء السبت حدثًا حضاريًا عالميًا تمثل في الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته السيدة انتصار السيسي، وعدد كبير من قادة وزعماء العالم.

وبينما تركزت الأضواء على الصرح الثقافي الأضخم في تاريخ مصر الحديث، خطفت آية السيسي، ابنة الرئيس، الأنظار بإطلالة راقية حملت بصمتها الخاصة ورسائل رمزية عميقة عبر تصميم استثنائي من توقيع المصممة المصرية مرمر حليم.

فستان آية السيسي يعبر عن الهوية المصرية

ظهرت آية السيسي بفستان أبيض طويل من الحرير الكريب النقي بنسبة 100%، صُمم خصيصًا لها ليعكس النقاء والرقي، مع خطوط انسيابية ناعمة تحاكي صفاء الروح وهدوء الشخصية.

واستوحت مرمر حليم تفاصيل التصميم من رموز الحضارة المصرية القديمة، حيث زُيّن الفستان بتطريزات ذهبية مضيئة نسجت بخيوط دقيقة حملت بين طياتها عبارتين رمزيتين: "من نسلها تولد القوة" و"مصر العظيمة والتاريخ الخالد"، في إشارة إلى استمرار جذور العظمة المصرية جيلاً بعد جيل.

زهرة اللوتس.. رمز النقاء والتجدد

اختارت المصممة مرمر حليم أن تُزيّن الفستان ببروش يدوي على شكل زهرة اللوتس، الرمز الفرعوني الشهير الذي يجسد النقاء والبعث المتجدد.

وقد جاء تصميم البروش بتطريز يدوي دقيق من خيوط ذهبية وقطع لؤلؤ صغيرة، ليضيف لمسة فنية تحاكي الفن المصري القديم، وتمنح الإطلالة بُعدًا روحانيًا يربط بين التراث والحداثة.

وأضافت مرمر عبر حسابها الرسمي أن اختيار اللوتس لم يكن تفصيلاً عابرًا، بل تجسيدًا لقصة استمرارية الحياة المصرية التي لا تنطفئ جذوتها رغم تقلبات الزمن.

مرمر حليم: تكريم للجيل الجديد

أكدت مرمر حليم أن تصميم الفستان جاء كتحية للجيل الجديد في مصر، وللرابطة الخالدة بين الأم وابنتها، موضحة أن الفكرة الأساسية كانت تجسيد لحظة تجمع بين الضوء، الشباب، والإرث الثقافي المصري العريق.

ورأت أن ظهور آية السيسي في هذا الحدث التاريخي لم يكن مجرد إطلالة رسمية، بل تعبير فني عن حضور الجيل الجديد في مسيرة مصر نحو المستقبل، حيث تمتزج الأناقة بالمعنى الوطني والرمزية الإنسانية.

تفاصيل تصميم تحمل رسائل خفية

جاء الفستان مزوّدًا بعباءة منسدلة على الكتفين ترمز إلى "مفتاح مصر"، وهو تعبير استخدمته المصممة للدلالة على التراث والهوية والقوة.

هذه العباءة أضفت بعدًا ملكيًا على الإطلالة، لتبدو آية السيسي كأنها تمثل المرأة المصرية في أبهى صورها، بين التقاليد والحداثة.

كما استخدمت مرمر حليم خامات مصرية في التنفيذ، واختارت فريقًا من الحرفيين المحليين لإنجاز التطريزات يدويًا في مشغلها بالقاهرة، دعمًا للصناعة الوطنية التي طالما شكّلت جزءًا من الهوية الثقافية المصرية.

حضور رمزي في لحظة استثنائية

جاءت إطلالة آية السيسي ضمن مشهد مهيب شهد حضور العائلات الملكية والسيدات الأوائل من دول عدة، من بينهن الأميرة سلمى، ابنة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في لقطة عكست عمق العلاقات بين مصر والأردن. المشهد نفسه تحوّل إلى رمزٍ للأنوثة العربية الراقية، وللصورة المشرفة التي حملتها المرأة العربية أمام عدسات العالم في واحدة من أضخم المناسبات الثقافية.

المتحف المصري الكبير.. منارة حضارة العالم

تزامن ظهور آية السيسي مع لحظة وصفها الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنها "رسالة سلام من أرض مصر إلى الإنسانية"، مؤكدًا أن المتحف يمثل حلقة وصل بين الماضي والحاضر والمستقبل.
المتحف الذي يقع على مساحة تقارب 500 ألف متر مربع يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من أبرزها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشافها في عام 1922.

وجاء تصميم المتحف بهيئة هرم زجاجي حديث يطل مباشرة على الأهرامات، ليقدم تجربة بصرية فريدة تجمع بين عبق التاريخ وروح العصر، ويُعتبر أكبر متحف في العالم مخصصًا لحضارة واحدة.