تواصل الخلافات داخل عائلة الفنان التركي الشهير إبراهيم تاتليس تصدّر العناوين في وسائل الإعلام التركية، بعد أن أصدر القضاء قرارًا يلزم ابنه الأكبر أحمد تاتليس بارتداء سوار إلكتروني يمنعه من الاقتراب من والده لمسافة تقل عن ثلاثة كيلومترات، في أحدث فصول الصراع العائلي الذي خرج عن السيطرة منذ أشهر.

المحكمة تفرض تقييدًا إلكترونيًا على أحمد تاتليس

اتخذت محكمة الأسرة الثانية في إزمير قرارًا بإلزام أحمد تاتليس بارتداء السوار الإلكتروني، بعد أن تقدم والده بشكوى رسمية يتهمه فيها بالتهديد والإزعاج المستمر. وبموجب القرار، سيجري تنبيه السلطات المختصة تلقائيًا في حال تجاوز الابن المسافة المحددة والاقتراب من والده.

جاء هذا التطور بعد فترة طويلة من التوتر بين الطرفين، تخللتها دعاوى قضائية متبادلة تتعلق بالعلامة التجارية "تاتليس"، وبقضايا عقارية وميراثية معقّدة.

جذور الأزمة بين الأب والابن

بدأت الخلافات منذ أن تقدم أحمد تاتليس بطلب قانوني لتعيين وصي على والده، مشيرًا إلى تدهور قدرته على إدارة شؤونه بعد تعرضه لإصابة خطيرة في الرأس عام 2011. واعتبر الفنان الكبير هذا التصرف إهانة مباشرة له، لتتحول العلاقة بينهما إلى مواجهة علنية أمام القضاء.

لاحقًا، رفع إبراهيم تاتليس دعوى ضد ابنه متهماً إياه باستخدام اسم العائلة التجاري دون إذن، كما اتهم حفيده ميرت بالاستيلاء على شقة مملوكة له في منطقة ساريير بمدينة إسطنبول. وقد حكمت المحكمة لصالح الفنان، وألزمت الحفيد بإخلاء العقار ودفع تعويض مالي قدره 370,346 ليرة تركية.

اتهامات متبادلة حول الميراث

تزايد التوتر مؤخرًا بعد تداول أنباء عن نية الفنان المخضرم ترك كامل ممتلكاته لزوجته غولشن كاراكاي التي تزوجها عام 2021. هذه الخطوة فجّرت خلافات واسعة بين الأبناء، إذ عبّر أحمد تاتليس عن رفضه لما وصفه "بقرار مجحف تجاه أبنائه السبعة"، مؤكدًا أن ما يحدث "ليس صراعًا على الميراث بل معركة من أجل كرامة العائلة".

ورأى أحمد أن والده "يتأثر بمحيطه الحالي" وأنه يحاول فقط حماية مصالح العائلة، نافيًا أن يكون هدفه الاستيلاء على ثروة والده أو التدخل في قراراته الخاصة.

أحمد تاتليس: "أحترم القرار ولكنني لم أهدد أحدًا"

عقب صدور الحكم، خرج أحمد تاتليس عن صمته وأصدر بيانًا عبر محاميه، قال فيه إن والده لم يتواصل معه منذ أكثر من عام، وإنه فوجئ بطلب إصدار القرار القضائي رغم عدم وجود أي احتكاك بينهما.

وأضاف أن السوار الإلكتروني فُرض عليه دون مبرر حقيقي، موضحًا أن العلاقة بينهما كانت شبه منقطعة منذ فترة طويلة، نظرًا لإقامة الأب في مدينة إزمير وهو في إسطنبول. وأكد أنه "يحترم القرار القضائي"، لكنه شدد على أنه لم يصدر عنه أي تهديد أو تصرف عدواني تجاه والده.

العائلة في دائرة الضوء من جديد

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتصدر فيها اسم إبراهيم تاتليس الأخبار بسبب خلافات عائلية. فالفنان، البالغ من العمر 73 عامًا، دخل سابقًا في نزاعات مماثلة مع عدد من أفراد أسرته، كان آخرها مع ابنته ديلان تشيتاك التي خضعت للتحقيق قبل أشهر في قضية مشاجرة عائلية.

ويبدو أن المشكلات الداخلية لعائلة تاتليس لا تزال تتفاقم، رغم تاريخ الفنان الطويل في الغناء الذي حصد من خلاله شهرة واسعة في تركيا والعالم العربي بفضل أعماله الكلاسيكية وأسلوبه الفريد في أداء الأغاني الشعبية.

من جانب آخر، أكد مقربون من العائلة أن هناك محاولات للتهدئة بعيدًا عن الإعلام، لكن التوتر لا يزال مسيطرًا بعد صدور القرار الأخير الذي تراه بعض الأطراف "إجراءً قاسيًا"، خصوصًا أنه يشمل مراقبة إلكترونية على أحد أفراد الأسرة.