فقدت هوليوود واحدة من أبرز نجماتها وأكثرهن حضوراً وتأثيراً، برحيل الممثلة الأمريكية ديان لاد، التي توفيت في منزلها بولاية كاليفورنيا بعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من سبعة عقود. وأعلنت ابنتها الممثلة الشهيرة لورا ديرن، الخبر عبر بيان مؤثر عبّرت فيه عن حزنها العميق وفخرها بما قدمته والدتها من أعمال صنعت التاريخ الفني الأمريكي. وفاة الفنانة العالمية ديان لاد قالت لورا ديرن في كلمات مقتضبة مليئة بالشجن: "رحلت أمي في سلام، في منزلها في كاليفورنيا، محاطة بالحب والعائلة. كانت بالنسبة لي أكثر من أم، كانت مدرسة حياة"، برحيل لاد، تخسر الشاشة الأمريكية واحدة من أكثر الممثلات تنوعاً وجرأة، امرأة امتلكت قدرة فريدة على تقديم الشخصيات المركبة والمعقدة بصدق لافت، ونجحت في أن تحفر اسمها بين الكبار بفضل موهبتها الفطرية وحضورها الآسر. شاهدي أيضاً: وفاة حفيد الفنان العالمي روبرت دي نيرو عن عمر يناهز 19 عامًا بدايات على المسرح وسيرة فنية تمتد سبعين عاماً وُلدت ديان لاد في ولاية ميسيسيبي الأمريكية عام 1935، وبدأت مشوارها الفني في خمسينيات القرن الماضي من خشبة المسرح، قبل أن تشق طريقها بثبات نحو السينما والتلفزيون. ومنذ أدوارها الأولى، عُرفت بقدرتها على تجسيد المرأة القوية الذكية ذات الطابع الإنساني المعقد، المرأة التي تخوض معاركها بصمت، لكنها لا تنهزم.قدّمت لاد في مسيرتها مجموعة واسعة من الأدوار التي جسدت فيها نادلة وقحة، أو أماً مريضة نفسياً، أو ربة منزل غريبة الأطوار، لكنها في كل مرة كانت تزرع في الشخصية ملامح من الصدق والتعاطف، تجعلها أقرب إلى الإنسان من مجرد دور مكتوب على الورق.وقد ساهمت هذه الاختيارات الجريئة في ترسيخ مكانتها كواحدة من أيقونات التمثيل الواقعي في السينما الأمريكية، لا سيما في حقبة السبعينيات والثمانينيات التي كانت زاخرة بالأعمال التي تناولت قضايا الهوية والحرية الفردية. شاهدي أيضاً: خبر وفاة الشحرورة صباح يتصدر المواقع العالمية من "البرق الأبيض" إلى "قلب متوحش": بصمة لا تُنسى اشتهرت ديان لاد ببطولتها في عدد من الأعمال السينمائية البارزة، من بينها فيلم "White Lightning" – البرق الأبيض عام 1973، الذي أظهر جانبها الصلب والقوي، وفيلم "Wild at Heart – قلب متوحش" للمخرج ديفيد لينش عام 1990، الذي أعاد تقديمها بصورة أكثر جنوناً وتحرراً. كما قدمت أداءً مدهشاً في الفيلم الكوميدي الأسود "Citizen Ruth – المواطنة روث" عام 1996، وفيلم "Dad and Them – أبي وهم" في عام 2001.ولم تقتصر مسيرتها على السينما فحسب، بل تركت بصمتها أيضاً على الشاشة الصغيرة من خلال مشاركتها في مسلسل "Enlightened – المستنيرة" الذي عرض عام 2011 على شبكة HBO، وجمعتها فيه المشاهد مع ابنتها لورا ديرن، في توليفة فنية وإنسانية خاصة، إذ جسّدتا معاً علاقة أم وابنة على الشاشة كما في الحياة. أم وابنة في هوليوود.. ثنائي الأوسكار علاقة ديان لاد بابنتها لورا ديرن كانت دائماً مصدر إلهام للجمهور والإعلام، ليس فقط لأنهما تشاركتا في أعمال كثيرة، بل لأنهما كتبتا معاً تاريخاً فريداً في هوليوود. ففي عام 1991، رُشحتا معاً لجائزة الأوسكار عن أدائهما في الفيلم الدرامي "Rambling Rose – الوردة المترحلة"، لتصبحا أول وأشهر ثنائي أم وابنة يُرشحان للجائزة نفسها عن الفيلم ذاته في العام نفسه وهو إنجاز لم يتكرر منذ ذلك الحين.تحدثت لورا في أكثر من مناسبة عن والدتها بإعجاب شديد، ففي مقابلة عام 2019 وصفتها قائلة: "أمي أعظم ممثلة على الإطلاق. لا يمكنك حتى استخدام كلمة شجاعة لوصفها، لأن الشجاعة كانت طبيعتها اليومية. هي لا تهتم بما يظنه الآخرون، بل تفعل ما تؤمن به دائماً". رسائل بين الحياة والموت: "عزيزتي حبيبتي" في عام 2023، جمعت الأم والابنة تجربتهما الإنسانية في كتاب مشترك حمل عنوان "عزيزتي حبيبتي: أم وابنتها تتحدثان عن الحياة والموت والحب" (Honey, Baby, Mine)، وهو عمل جمع بين السيرة الذاتية والتأمل الفلسفي في معنى العلاقة بين الأم وابنتها.استند الكتاب إلى سلسلة من الحوارات اليومية التي كانت تجريها ديان ولورا أثناء المشي معاً بعد تشخيص الأطباء إصابة لاد بمرض في الرئة، أخبروها حينها أنه لن يمنحها سوى أشهر قليلة لتعيشها. لكن الممثلة المخضرمة تحدت المرض بعزيمة نادرة، واستمرت في الكتابة والتحدث والحلم، وقد حظي الكتاب بإشادة نقدية كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، ووُصف بأنه رسالة حب ممتدة بين جيلين من النساء والفنانات. شاهدي أيضاً: تفاصيل جديدة حول أسباب وفاة الفنان العالمي ليام باين شاهدي أيضاً: وفاة الفنان سامي كلارك: العالم العربي يودع صوت شارة غريندايزر شاهدي أيضاً: وفاة والد جينيفر أنيستون فنان عالمي عن عمر يناهز 89 عاماً