خيم الحزن على الوسط الفني الشعبي في مصر مساء اليوم، بعد إعلان وفاة المطرب الشعبي إسماعيل الليثي متأثراً بإصاباته البالغة التي لحقت به إثر حادث تصادم مأساوي على الطريق الصحراوي الشرقي بمحافظة المنيا قبل أيام، وذلك بعد صراع قصير مع الموت داخل العناية المركزة بمستشفى ملوي العام.

وفاة الفنان إسماعيل الليثي 

الليثي، الذي اشتهر بصوته المميز وحضوره القوي في عالم الأغنية الشعبية، كان قد نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة، حيث بذل الأطباء جهوداً مكثفة لإنقاذه، لكن حالته الصحية تدهورت تدريجياً إلى أن فارق الحياة، تاركاً خلفه مسيرة فنية أحبها الجمهور وأغانٍ ما زالت تتردد في المناسبات الشعبية والمهرجانات.

صراع استمر أيام بين الحياة والموت

منذ لحظة الحادث، عاش محبو الفنان إسماعيل الليثي حالة من الترقب والدعاء المستمر بعد تدهور وضعه الصحي، وكان الدكتور أحمد عمر، مدير مستشفى ملوي العام، قد صرّح  خلال تصريحات صحفية محلية قبل ساعات من وفاته بأن حالة المطرب كانت في مرحلة خطورة شديدة، رغم بعض التحسن النسبي في التنفس وارتفاع الضغط، إلا أنه ظل في غيبوبة تامة داخل العناية المركزة.

وقال مدير المستشفى في تصريحاته: “كان هناك جهد كبير من الأطقم الطبية لإنقاذ المطرب إسماعيل الليثي، وتمت متابعة حالته لحظة بلحظة. شهدت حالته تحسناً طفيفاً في نسبة الأكسجين بالجسم، لكنه لم يستعد وعيه حتى اللحظات الأخيرة.”
وأضاف أن شقيقي الفنان الراحل ظلا إلى جواره منذ وقوع الحادث، في مشهد مؤثر عبّر عن حجم المحبة والتعلق بأمل نجاته، بينما توافد عدد من أقاربه وأصدقائه إلى المستشفى لمتابعة تطورات حالته والدعاء له.

تفاصيل الحادث المأساوي

بدأت فصول المأساة قبل أيام، عندما تلقت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن المنيا إخطاراً من غرفة عمليات النجدة يفيد بوقوع حادث تصادم بين سيارتين ملاكي على الطريق الصحراوي الشرقي أمام مركز ملوي.
وعلى الفور، هرعت سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث، حيث كشفت التحريات الأولية عن وفاة أربعة أشخاص وإصابة ستة آخرين، بينهم الفنان إسماعيل الليثي وعدد من أعضاء فرقته الموسيقية.
وأشارت المصادر إلى أن الحادث نتج عن السرعة الزائدة وانحراف إحدى السيارات عن مسارها، ما أدى إلى الاصطدام بشكل مباشر. وتم نقل جميع المصابين إلى مستشفى ملوي العام لتلقي العلاج، بينما نُقلت الجثامين إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة التي تولت التحقيق.

الساعات الأخيرة في المستشفى

خلال الأيام الماضية، شهدت حالة الليثي تدهوراً تدريجياً، حيث دخل في غيبوبة طويلة لم يفق منها، وأكدت المصادر الطبية أنه كان يعاني من نزيف داخلي حاد وإصابات متفرقة في الرأس والصدر نتيجة قوة الاصطدام، وهو ما جعل حالته معقدة رغم التدخلات الجراحية التي خضع لها منذ اليوم الأول.
وقال أحد الأطباء المشاركين في علاجه خلال تصريحات صحفية محلية إن الفريق الطبي “لم يدّخر جهداً في تقديم كل وسائل الدعم والعلاج الممكنة، لكن قوة الصدمة والإصابات البالغة جعلت فرص التعافي محدودة جداً".

وخلال الساعات الأخيرة، توافد أفراد عائلته وعدد من زملائه الفنانين إلى المستشفى، في أجواء سادها الصمت والدموع، وسط محاولات مستمرة لإنقاذ حياته، قبل أن يعلن الفريق الطبي وفاته رسمياً مساء اليوم.