ركزت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش على متابعة المنتج الموسيقي "ديجي فان" في حالة سراح وليس بوضعه في السجن، بعد اتهامه بالتهديد ضد الفنان سعد لمجرد، في خطوة قضائية أعادت ملف نزاع فني ومالي قديم إلى الواجهة. القرار القضائي يسمح لـ"ديجي فان" بالبقاء حراً، مع الالتزام بالحضور أمام المحكمة في جميع جلسات المحاكمة، وربما فرض بعض الشروط عليه مثل عدم مغادرة المدينة أو التواصل مع الأطراف الأخرى حتى صدور الحكم النهائي. أصل النزاع الفني لديجي فان بدأت القضية منذ سنوات طويلة، حين اتهم الملحن محمد الرفاعي وكاتب الكلمات سمير المجاري "ديجي فان" بالتعاقد منفرداً مع شركة "يونيفرسال ميوزيك" لتوزيع أغنية "انتي باغية واحد" دون إشراكهما في الحقوق المالية والفكرية. هذه الخطوة اعتبرها الطرفان استحواذاً غير مشروع على عوائد الأغنية، ما دفع الخلاف إلى الانتقال من إطار التعاون الفني إلى نزاع قضائي طويل الأمد. تصاعد الخلاف وتدخل سعد لمجرد في عام 2024، انضم سعد لمجرد إلى صف المشتكين، مؤكداً أن توقيعه تم تزويره في بعض الوثائق الخاصة بعقود التوزيع الدولية، نافياً أي اتفاق شخصي من هذا النوع. ومن خلال التحقيقات، استمعت الضابطة القضائية إلى كافة الأطراف واطلعت على الوثائق والمراسلات المتعلقة بالأغنية، قبل إحالة الملف على النيابة العامة التي قررت متابعة "ديجي فان" في حالة سراح. الأبعاد المالية للنزاع كشف الملحن محمد الرفاعي أن الأغنية حققت عائدات مالية تقارب 2 مليون درهم، استحوذ عليها "ديجي فان" دون تمكين الكاتب أو الملحن من أي جزء من الأرباح. وأوضح أن خبرة مالية أنجزت بأمر من محكمة الاستئناف بمراكش أكدت استفادة الموزع الموسيقي وحده من العائدات الضخمة على المنصات الرقمية مثل YouTube وSpotify، رغم مساهمة الرفاعي والمجاري في النص واللحن. مسار القضية القانوني أوضح المحامي منير اليتربي، دفاع سعد لمجرد، أن متابعة "ديجي فان" جاءت ضمن الصلاحيات القانونية للنيابة العامة، بعد استكمال الأبحاث التمهيدية واستماعها للأطراف المعنية، بما يضمن سير المسطرة وفق شروط المحاكمة العادلة المنصوص عليها في دستور 2011. ولفت إلى أن القضية لا تزال متواصلة أمام القضاء، وأن جميع الأطراف ملتزمون بالحضور أمام المحكمة لحين صدور الحكم النهائي. تداعيات القضية على الوسط الفني أغنية "انتي باغية واحد" اكتسبت شهرة واسعة منذ إطلاقها في عام 2014، حيث حصدت ملايين المشاهدات، لكن نجاحها الفني تحول إلى مصدر نزاع قضائي مستمر بين مؤلفها وملحنها وموزعها. النزاع أثار اهتمام الوسط الفني والجماهيري، إذ أصبح مثالاً على التحديات القانونية المرتبطة بحقوق الملكية الفكرية في صناعة الموسيقى المغربية. وتستعد المحكمة للنظر في تهم التهديد، مع إمكانية إصدار حكم بالتعويض للمشتكين بناءً على تقرير الخبرة المالية الذي يثبت استحواذ "ديجي فان" على الأرباح دون وجه حق. وفي الوقت ذاته، تبقى متابعة المنتج الموسيقي في حالة سراح، ما يسمح له بالاستمرار في نشاطاته الموسيقية تحت إشراف القضاء. تبقى قضية "انتي باغية واحد" نموذجاً معقداً يجمع بين النزاعات المالية وحقوق التأليف والملكية الفكرية، وتسلط الضوء على أهمية تنظيم العقود الفنية بدقة لتجنب الخلافات المستقبلية. القضية تشكل درساً للوسط الفني في التعامل مع العقود والاتفاقات الدولية، لضمان حماية حقوق جميع الأطراف المبدعة والمساهمة في العمل الموسيقي. شاهدي أيضاً: سعد لمجرد يبكي على الهواء بسبب والده شاهدي أيضاً: سعد لمجرد يوجه رسالة خاصة لرجاء الجداوي شاهدي أيضاً: من السجن: أول رسالة من سعد لمجرد بعد الحكم بحبسه 6 سنوات شاهدي أيضاً: نجوم دعموا سعد لمجرد بعد الحكم بسجنه 6 سنوات