كتب محمد تهامى زكى

توفيت المغنّيتان والراقصتان المعروفـتان عالميًا باسم توأم كيسلر، إلين وأليس كيسلر، حيث فارقت الشقيقتان الحياة عن عمر ناهز 90 عامًا في بلدة جرونفالد قرب مدينة ميونخ، عاصمة ولاية بافاريا الألمانية، ووفقًا لموقع tagesschau، فقد أكد متحدث باسم شرطة ميونخ تنفيذ عملية في جرونفالد دون الكشف عن تفاصيل.

توأم كيسلر أليس وإيلين

وفي تصريح للجمعية الألمانية للموت الرحيم الإنساني (DGHS) لهيئة الإذاعة البافارية، أوضحت الجمعية أن الوفاة جاءت نتيجة انتحار بمساعدة مختصين، وقالت المتحدثة باسمها: "لقد تناولت الشقيقتان كيسلر منذ وقت طويل موضوع الانتحار المساعد." وكانت أليس وإلين عضوتين في الجمعية منذ فترة، وقد حدّدتا بنفسيهما تاريخ الوفاة في 17 نوفمبر. كما أجرى محامٍ وطبيبة محادثات تمهيدية معهما، ثم توجها يوم الاثنين إلى منزلهما في جرونفالد لمرافقتهما خلال عملية الموت الرحيم.

وقفت التوأمتان على خشبة المسرح لأكثر من 60 عامًا، وعملتا إلى جانب مشاهير كبار مثل فرانك سيناترا وفريد أستير وهاري بيلافونتي، كما تمتعتا بشهرة واسعة في الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا، وحتى في سن الثمانين شاركتا في المسرحية الموسيقية لأودو يورجنز "لم أذهب إلى نيويورك قط".

التوأم كيسلر

وُلدت أليس وإلين كيسلر في 20 أغسطس 1936 ببلدة نرشاو في ساكسونيا، وتعلّمتا الرقص منذ الصغر وخضعتا لتدريب صارم من والدهما، ثم انضمتا سريعًا إلى باليه الأطفال في أوبرا لايبزيج، وتمكنتا لاحقًا من الالتحاق بمدرسة رقص الأوبرا.

ورغم مسيرتهما الباهرة، لم تكن طفولتهما سهلة؛ إذ توفي شقيقاهما الأكبران بسبب اليرقان والتيفود، وكان والدهما على علاقة بامرأة أخرى، ويعاني من الإدمان على الكحول، ويمارس العنف على زوجته وأطفاله.

وقالت الشقيقتان في مقابلة سابقة مع صحيفة دي تسايت: "خوفنا من غضبه الأعمى وشعورنا بأنه لا يمكننا الاعتماد على أحد غير بعضنا جعل رابطنا لا ينفصم إلى الأبد، كان تشبثنا ببعضنا أعمق من الوحدة الطبيعية التي يشعر بها أي توأم وكان ذلك غريزة للبقاء."

غادرت العائلة ألمانيا الشرقية نحو الغرب قبل بناء الجدار، وفي عام 1952 حصل التوأم المدرّب في الباليه على عقد في مسرح الاستعراض بالاديوم في دوسلدورف، حيث لفتتا عام 1955 انتباه مدير مسرح ليدو الشهير في باريس، ليتم التعاقد معهما في المسرح الواقع في الشانزليزيه، وتبدأ بذلك مسيرتهما الدولية رغم أنهما لم تتجاوزا الثامنة عشرة.

التوأمان الأسطوريان كيسلر

شهدت سنوات ما بعد الحرب المحافظة بروز شقيقتي كيسلر كأول من قدّم عروضًا تظهر الكثير من الساقين ضمن برامج راقية، وبعد انتهاء عقدهما في باريس عام 1960، انطلقت "معجزة الفتاة الألمانية المزدوجة" في جولة عالمية، فرقصتا في نيويورك وكاراكاس وموناكو وبرشلونة وبوينس آيرس وسيدني، وظهرتا في برامج تلفزيونية دولية، كما شاركتا في عدة أفلام سينمائية.

 

وفي السنوات الأخيرة، انسحبتا من عالم الاستعراض واستقرتا في جرونفالد جنوب ميونخ، وقد ناقشتا مسألة وفاتهما منذ فترة طويلة. ولم يكن لدى الشقيقتين أطفال، ورغبتا في تخصيص جزء من تركتهما لجمعيات خيرية، كما طلبتا أن تُدفنا معًا في جرة واحدة، وقالت إلين كيسلر العام الماضي لصحيفة بيلد: "أن نكون متحدتين في الموت، هذا ما نريده.. وقد نصّ القانون لدينا على ذلك بالفعل."

 

 

توأم كيسلر