دبي: خالد موسى

بعد صعوده 8.1% ليغلق شهر مارس/ آذار عند 2214 دولاراً للأونصة، يواصل الذهب تسجيل المزيد من الارتفاعات إلى مستويات جديدة.

بحسب تقرير مجلس الذهب العالمي، ترك الارتفاع الذي بدأ في أوائل مارس، البعض في حيرة من أمرهم بشأن السبب. ويقول تقرير المجلس: «أشار نموذج عائد الذهب (GRAM) الخاص بنا إلى أن عوامل المخاطرة والزخم كانت وراء الارتفاع. كما كان للتقلبات الضمنية للذهب دور فعال بشكل خاص، والتي ارتفعت، خلال مارس - كما حدث خلال سبتمبر/ أيلول 2022، ومارس 2023، وأكتوبر/ تشرين الأول 2023، على الرغم من أنها هذه المرة لم تكن مصحوبة بارتفاع في التقلبات الضمنية للسندات (مؤشر MOVE)، وبالتالي أكثر إيحاءً بتقلبات الذهب الضمنية».

حققت المراكز الصافية للعقود الآجلة للأموال المدارة من «كومكس» ثالث أقوى شهر منذ عام 2019 على كل من التغطية القصيرة والصفقات الجديدة، وشهدت تدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة للذهب في جميع المناطق باستثناء أوروبا.

وبحسب مجلس الذهب العالمي، ارتفع مؤشر المخاطر الجيوسياسية (GPR) مرة أخرى، حيث تحركت التوترات الجيوسياسية عبر عدة جبهات. من منظور كلي - على الرغم من الأسواق المتقلبة وضعف بنك الاحتياطي الفيدرالي - كان هناك تقاطع مهم في مفاجآت البيانات الأمريكية، ما يشير إلى أن مخاطر الركود التضخمي، قد تكون في ارتفاع مرة أخرى، وهو تطور داعم لأسعار الذهب.

انفصال غير مسبوق

ويرى تقرير المجلس ظهور انفصال غير مسبوق بين أسعار الذهب وتدفقات صناديق الذهب المتداولة العالمية، ما أدى إلى حدوث فجوة بين المقارنات بين أعلى مستوى حالي على الإطلاق (ATH)، والارتفاع الكبير الذي حدث عام 2011.

ووجد المجلس أن صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب الأمريكي، كحصة من إجمالي صناديق الاستثمار المتداولة في الولايات المتحدة، أقل بكثير عما كانت عليه قبل 13 عاماً، وأقل ما يعتبره الكثيرون الترجيح الأمثل.

وتشمل الأساسيات التي يقوم عليها الارتفاع الحالي المخاطر الجيوسياسية المتزايدة، والشراء المستمر من قبل البنوك المركزية والطلب المرن على المجوهرات والسبائك والعملات المعدنية. جنباً إلى جنب مع احتمال انخفاض أسعار الفائدة في المستقبل، فإن الاقتراح هو أن صناديق الاستثمار المتداولة، فاتها الارتفاع وهي الآن غير مخصصة بشكل كاف.

ولفت المجلس إلى أن الهند، أكبر ديمقراطية في العالم، ستذهب إلى صناديق الاقتراع في إبريل/ نيسان. ومن المتوقع أن يشهد السوق نشاطاً ضئيلًا، خلال فترة أسابيع الانتخابات الستة. على سبيل المثال، يشير تراجع موسم الزفاف على الجانب الآخر إلى أنه، مع تساوي كل العوامل الأخرى، لا ينبغي أن نتوقع رؤية أي طلب مكبوت من المستهلكين الهنود في يونيو/ حزيران.

مراكز التداول

ومع وصول الذهب إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، فإن الافتراض بالنسبة لمعظم الناس هو أن مراكز التداول من المرجح أن تكون مزدحمة، كما بدا عام 2011 على سبيل المثال، ولكن هذه ليست هي الحال.

وعند تقييم صناديق الاستثمار المتداولة للذهب، كنسبة مئوية من إجمالي الأصول المُدارة لصناديق الاستثمار المتداولة في الولايات المتحدة، وجدنا أن حصتها المئوية هي في رابع أدنى مستوى منذ البداية. في حين أن الأداء السابق لا يضمن العوائد المستقبلية، تجدر الإشارة إلى أنه في المرة الأخيرة التي وصل فيها تحديد المواقع إلى هذه المستويات، شرع الذهب في تحرك كبير للأعلى بدعم كبير من صناديق الاستثمار المتداولة للذهب العالمية.

على الرغم من ارتفاع الأسعار، يرى مجلس الذهب حالياً أن الذهب مملوك بشكل أقل من اللازم، وعلى عكس الارتفاعات السابقة هذه المرة، لا يبدو عند «قمة».

وبحسب المجلس، وصل الذهب إلى أعلى مستوياته على الإطلاق ويحظى بالاهتمام. لكن الأصول عند هذه المستويات، تمثل تحدياً للمستثمرين الذين يعتقدون أنهم ربما فاتهم القارب. ومع ذلك، يشير تحليلنا إلى أن الذهب يحظى حالياً بدعم جيد من الأساسيات، كما أن انخفاض المشاركة من المستثمرين الأمريكيين على وجه الخصوص، يبشر باستمرار الارتفاع، على عكس ما رأيناه عام 2011.

إلى جانب ذلك، شهدنا أيضاً أعلى مستويات على الإطلاق في أسعار العديد من الأصول الأخرى، بما في ذلك الأسهم العالمية. ويرى تقرير المجلس أن حصة الذهب من الأصول منخفضة، ليس فقط بسبب الارتفاع المستمر في أسعار الأصول الأخرى، ولكن بسبب الإصدار الكبير من السندات المالية «ضمانات»، وتعني القيود المادية المفروضة على المعروض من الذهب، فإن سعره يجب أن يتحمل العبء الثقيل للحفاظ على حصة معقولة من الأصول. «ولم نر هذا يتحقق بعد، وهو أمر مشجع».