الارشيف / اقتصاد / ارقام

مراجعة كتاب: هل الشركات ملتزمة تجاه المساهمين فقط؟

- ما هي المسؤولية التي تتحملها الشركة تجاه المجتمع؟ وكيف ينبغي للشركات تحقيق التوازن بين العوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة؟

 

- يعالج كتاب "دافع " هذه الأسئلة حول غرض الشركة باستخدام وجهات نظر تاريخية وقانونية واقتصادية.

 

- اعتاد المسؤولون التنفيذيون في مجلس إدارة إحدى الشركات على التأكيد على أن الغرض من الشركة هو تحقيق أرباح للمساهمين.

 

- ثم، في عام 2019، غيروا بيان مهمة الشركة للتأكيد على الالتزام تجاه "العملاء"، و"الموردين"، و"المجتمع"، و""، إلى جانب "المساهمين".

 

- دفع هذا التحوّل أستاذ القانون بجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، ستيفن باينبريدج إلى تأليف كتاب "دافع الربح: الدفاع عن تعظيم قيمة حقوق المساهمين".

 

 

- يبحث الكتاب في الصراع بين دعاة رأسمالية المساهمين ودعاة رأسمالية أصحاب المصلحة. يُروج الفريق الأول لفكرة ميلتون فريدمان القائلة بأن "المسؤولية الاجتماعية للشركات هي تعظيم أرباحها".

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- أما الفريق الآخر فيدعو إلى المسؤولية الاجتماعية للشركات والقضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة. وتبني وجهات نظر مختلفة حول تأثير كل منها على نتائج الشركة المالية.

 

- يؤسس بينبريدج منهجه على "القانون والتاريخ والاقتصاد". وللتدليل على وجهة نظره استشهد بقضية ميشيغان دودج ضد شركة فورد للسيارات.

 

- في عام 1916، أعلن هنري فورد أن الشركة ستخفض مدفوعات توزيعات الأرباح، باستخدام الاحتياطيات النقدية الضخمة لشركة صناعة السيارات في بناء مصنع آخر، وخفض أسعار السيارات، والاستمرار في دفع أجور عالية للعمال.

 

- اعترض الأخوان جون هوراس دودج، اللذان تحولا مؤخرًا من موردي قطع غيار السيارات إلى صناعة سياراتهما الخاصة وكانا أيضًا من المستثمرين الأوائل في شركة فورد، على هذه الخطة.

 

- بصفتهما مساهمين، لجآ إلى المحكمة لمقاضاة فورد لسببين: إيقاف بناء المصنع، واستئناف فورد دفع الأرباح. ربح الأخوان دودج قضيتهما على مستوى المحكمة الابتدائية، واستأنفت شركة فورد الحكم.

 

- وثق بينبريدج أن الهدف المُعلن لشركة هنري فورد كان "عمل أكبر قدر ممكن من الخير لجميع الأطراف المعنية، وأيضًا لكسب المال".

 

- في عام 1919، قضت المحكمة العليا في ميشيغان بأن مجلس إدارة فورد أهمل وضع مصالح المساهمين كأولوية، كما يقتضي القانون، وأمرت الشركة بإعادة توزيع أرباح الأسهم.

 

- ومع ذلك، نقضت المحكمة العليا الجزء الخاص بقرار المحكمة الأدنى الذي منع فورد من بناء المصنع. يشير بينبريدج إلى أنه لو ذكر فورد أنه مهتم فقط بجني الأرباح، لكان قد انتصر في كلتا الحالتين.

 

مشاكل رأسمالية أصحاب المصلحة

 

- بيد أن هناك مشاكل خطيرة في رأسمالية أصحاب المصلحة تؤدي إلى دعم رأسمالية المساهمين.

 

- في "فرضية بينبريدج"، يخطط مديرو الشركة لاستبدال مصنع عفا عليه الزمن بمصنع جديد. يمكنهم بناء المصنع إما في الولايات المتحدة أو في الخارج.

 

- إذا اختار المديرون الولايات المتحدة، فسيستفيد العمال الأمريكيون من خلال الحفاظ على وظائفهم. أما إذا اختار أعضاء مجلس الإدارة بناءه في الخارج حيث الأجور أقل، فسوف يستفيد المساهمون من خلال كسب أرباح أعلى.

 

- إذا كان أعضاء مجلس الإدارة مسؤولين أمام المساهمين، فإنهم سيقومون بالبناء في الخارج. أما إذا كان المديرون مسؤولين أمام عمالهم الأمريكيين وأصحاب المصلحة الآخرين، فسيبنون المصنع في الولايات المتحدة.

 

- يعتقد بينبريدج أن المجلس سيفتقر إلى مقياس محدد لتقييم خياراته. ويؤكد أن المديرين المسؤولين أمام الجميع لا يخضعون للمساءلة أمام أي شخص.

 

- لنفترض أن أنصار رأسمالية أصحاب المصلحة يحثون المديرين على بناء المصنع في الولايات المتحدة لصالح العمال الأمريكيين.

 

- قد يواجه هذا القرار صعوبة في التنفيذ، وقد يلاقي مقاومة من أصحاب المصلحة الآخرين مثل المقرضين ودعاة حماية البيئة والمستهلكين.

 

- بطبيعة الحال، سيسبب المساهمون مشكلة في التنفيذ للمديرين الذين يعتزمون إفادة أصحاب المصلحة الآخرين على نفقتهم لأنهم سيحجمون عن تمويل قرارات العمل التي تتعارض مع مصالحهم الشخصية.

 

تحدي رأسمالية أصحاب المصلحة

- أستاذ القانون بجامعة أيوا روبرت ميلر هو واحد من العديد من العلماء الذين يؤكدون أن رأسمالية أصحاب المصلحة تقوض الديمقراطية.

 

- ويشير إلى أهمية تشديد اللوائح الحكومية إذا كانت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عوامل خارجية سلبية يجب التعامل معها مثل التلوث.

 

- حتى الآن، نظرًا لعدم اهتمام المواطنين بخفض هذه الانبعاثات، لم تصدر الهيئات التشريعية لوائح تنظيمية مهمة.

 

رأسمالية المساهمين ليست جنة على الأرض.

 

- يُدرك بينبريدج ذلك عندما يستعير توصيف ونستون تشرشل للديمقراطية من خلال تشبيه رأسمالية المساهمين بالنظام الاقتصادي الأقل سوءًا.

 

- يمضي في شرح كيف أن السعي لتحقيق الربح يجعل العالم مكانًا أفضل.

 

- أولًا، الأرباح مهمة: إذا لم يهدف أعضاء مجلس الإدارة إلى تحقيق أقصى قدر من الأرباح، فستفشل الشركات التي ترضي رغبات المستهلكين في جذب الأراضي والعمالة ورأس المال بعيدًا عن الشركات التي لا ترضي رغبات المستهلكين.

 

- ثانيًا، تعمل الأرباح كمكافأة لرواد الأعمال الذين يبتكرون ويساهمون في النمو الاقتصادي الذي ينتشل معظم الناس من الفقر.

 

- ثالثًا، السعي وراء الربح هو ممارسة المرء لحريته الاقتصادية، وهو أمر ضروري للحفاظ على الحرية السياسية.

 

الغسيل الأخضر

 

- على الرغم من وجود عيوب جسيمة في رأسمالية أصحاب المصلحة، تزخر الصحف بمناقشات حول الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة.

 

- يعزو بينبريدج ذلك إلى "الغسيل الأخضر"، أي تلك الشركات التي تتظاهر بالاهتمام بالقضايا البيئية والاجتماعية من أجل زيادة المبيعات.

 

- تدعم النظرية والأدلة وجهة نظره. من حيث المبدأ، يرتبط تعويض الرئيس التنفيذي ارتباطًا وثيقًا بالأداء المالي للشركة لدرجة أن سلوك الرئيس التنفيذي لا بد أن يكون متسقًا مع مصالح المساهمين، وليس القضايا البيئية أو الاجتماعية.

 

- وخلاصة القول، فإن دافع الربح هو رفض شامل وقوي لأيديولوجية رأسمالية أصحاب المصلحة وإقرار برأسمالية المساهمين.

 

- عند قراءة هذا الكتاب سيتعلم المديرون التنفيذيون كيفية الدفاع بشكل أفضل عن خططهم التي تفيد المساهمين على حساب أصحاب المصلحة الآخرين.

 

المصدر: معهد كاتو

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا