واجه جيل الألفية العديد من الأزمات المتعاقبة منذ نشأته، بداية من الأزمة المالية العالمية في عام 2008، ووصولاً إلى وباء كوفيد-19 وما ترتب عليه من ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة، فضلاً عن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة حول العالم. وأظهرت نتائج دراسة حديثة نُشرت في المجلة الأمريكية لعلم الاجتماع؛ أن متوسط ثروة جيل الألفية ممن تبلغ أعمارهم 35 عاماً في الولايات المتحدة أقل بنسبة 30% مقارنة بنفس الفئة من جيل طفرة المواليد. لكنها أشارت إلى أن أغنى 10% في هذه الفئة العمرية من جيل الألفية يمتلكون ثروات أعلى بنسبة 20% مقارنة بنفس الفئة من جيل الطفرة، رغم معاناة هذا الجيل تحت وطأة الديون الطلابية، وارتفاع تكاليف السكن، وتقلّص المدخرات. كما أشارت الدراسة إلى اختلاف طبيعة أبناء هذا الجيل الذين تتراوح أعمارهم بين 28 عاماً و48 عاماً في الوقت الراهن، حيث يصبح الحديث عنهم في المجمل أمر غير ذي معنى. وذكرت أن الفئة الأغنى من جيل الألفية تتفوق على الأجيال السابقة من حيث الثروة، لكن الفجوة بين أبناء الجيل ذاته تعد الأكبر على الإطلاق مع وجود نماذج ناجحة مثل "مارك زوكربيرج" مؤسس منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"سالم ألتمان" الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، في حين يعاني أشخاص آخرون من أبناء الجيل في مواجهة مصاعب الحياة. للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام كيف تكونت ثروة جيل الألفية؟.. وما تأثير ذلك على التكوين الطبقي للمجتمع؟ التعليم الجامعي والمسارات المهنية المختلفة أوضحت نتائج الدراسة أن أبناء جيل الألفية الذين تلقوا تعليماً جامعياً، والتحقوا بوظائف تناسب مؤهلاتهم، وأسسوا أسراً في مراحل متأخرة نسبياً، استطاعوا تكوين ثروات أعلى مقارنة بجيل الطفرة ممن سلكوا مساراً مشابهاً. وأن فئة الـ 10% الأعلى من حيث الثروة في هذا الجيل حصلت على مكافآت أعلى في الوظائف التي تتطلب مهارات، مقابل ركود أو تراجع عوائد المسارات الوظيفة الأقل مكانة. الميراث تشير التقديرات إلى أن حجم الثروات المتوقع انتقالها من جيل الطفرة على مدار العقدين القادمين عن طريق الميراث يتراوح بين 70 تريليون دولار و90 تريليوناً، ومن المتوقع أن يحصل جيل الألفية على غالبية هذه المبالغ. ووفقاً لتوقعات شركة استشارات الأعمال "سيرولي أسوشيتس"، فسوف يحصل الأشخاص ممن تبلغ ثرواتهم 5 ملايين دولار أو أكثر على قرابة نصف هذه المبالغ الموروثة. ذكر "جون ماثيوز" رئيس قسم إدارة الثروات الخاصة في بنك "يو بي إس"، أن متوسط عمر المليارديرات حول العالم يبلغ نحو 69 عاماً في الوقت الراهن، مما يعني أن وتيرة تحويل الثروات بين الأجيال سوف تبدأ في التسارع. كيف يؤثر تباين الثروة بين أبناء الجيل على التراتبية الطبقية في المجتمع من المرجح أن يسبب التفاوت في الثروة بين طبقات جيل الألفية في تصاعد التوترات بين أبناءه، فضلاً عن دفع غير الأثرياء منهم للإفراط في الإنفاق أو التظاهر باتباع نمط حياة فخم لمواكبة نظرائهم من الأغنياء. وكشفت دراسة استقصائية أجراها بنك "ويلز فارجو" أن 29% من أثرياء جيل الألفية (ممن تتراوح الأصول القابلة للاستثمار التي يمتلكونها بين 250 ألف دولار وأكثر من مليون دولار) يشترون في بعض الأحيان سلعاً لا يقدرون على تحمل تكاليفها بهدف إثارة إعجاب الآخرين. وأن 41% من أثرياء الجيل أقروا بأنهم يمولون أنماط حيواتهم بواسطة القروض وبطاقات الائتمان، مقارنة مع ما نسبته 28% فقط في الجيل إكس، و6% في جيل الطفرة. ووجدت دراسة أخرى من شركة "فيدالتي إنفستمنت" أن الغالبية العظمى من الأثرياء في الولايات المتحدة كانوا عصاميين على مدار العقود الأربعة الماضية، حيث اعتمد 88% على أنفسهم في تكوين هذه الثروات. لكن دراسة مصرف "يو بي إس" توصلت إلى أن من بين المليارديرات الجدد خلال العام الماضي، تجاوز عدد من حصلوا على ثروتهم عن طريق الميراث عدد نظرائهم العصاميين للمرة الأولى منذ 9 سنوات على الأقل. المصدر: سي إن بي سي